بسم الله الرحمن الرحيم
(و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون)
بنفوس راضية بقضاء الله و قدره ، و قلوب حزينة محتسبة صابرة ، ننعى رحيل البقية الباقية من علماء العراق الأوائل المجاهدين و رجاله الأفذاذ المخضرمين (سماحة آية الله الشيخ محمد باقر الناصري نجل آية الله الشيخ عباس الخويبراوي) الذي صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها الكريم هذا اليوم الاربعاء ( الثامن من ذي الحجة الحرام 1441 للهجرة النبوية) بعد عمر مديد قضاه في العلم و العمل و الجهاد ، و حمل كلمة الحق و الهدى و الرشاد ، طيلة تسعين عاما حافلة ، مليئة بالمواقف الخالدات ، و الأحداث الجسام ، حيث اضطلع الفقيد السعيد الشيخ الناصري بمهمة الوكالة الدينية عشرات السنين عن مراجع الدين العظام ، و ريادة التحرك الاسلامي ، و ترشيد الوعي الديني ، و إدارة المؤسسات العلمية و الاجتماعية في الناصرية و الجنوب و العراق ، و كذا حضوره الريادي مع إخوانه العلماء العاملين ، و أبنائه المجاهدين ، في الوطن الجريح ، و بلاد الهجرة ، فشاركهم جهادهم ضد الطغمة البائدة و مشاريعهم و نشاطاتهم و تطلعاتهم ، مخلفا تراثا ضخما ، و سجلا حافلا في العلم النافع ، و العمل الصالح ، و الحضور الفاعل و الجهاد المشرف بما تضيق عنه هذه العجالة المقتضبة .
و نحن اسرة (آل فرج الله الدينية العلمية) لما تجمعنا بالفقيد الكبير من وشائج عريقة , و صلات وثيقة , إذ نعزي برحيله المفجع امامنا المهدي المنتظر , و المرجعية الدينية الكريمة ، و اخواننا أسرة آل الناصري الدينية العلمية ، و العلماء و المجاهدين و المؤمنين جميعا ، و نشاطرهم هذا المصاب الجلل ، لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الدعاء أن يتغمد الله الراحل الكبير بواسع رحمته ، و يسكنه فسيح جنته ، و يعوضنا عنه بمثله ، و يسد ثلمة الإسلام بفقده انه سميع مجيب و حسبنا الله و نعم الوكيل ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و الحمد لله رب العالمين على كل حال ، و صلى الله على محمد و آله خير آل .
(أسرة آل فرج الله)