بيان الشيخ عبد الحليم الزهيري برحيلك اية الله الشيخ الناصري

الاربعاء - 29/07/2020 - 22:54
اية الله الشيخ محمد باقر الناصري (من الارشيف).

بسم الله الرحمن الرحيم
انا لله وانا اليه راجعون
ان فقد الشيخ  العالم والكاتب الاسلامي الحجة الشيخ محمدباقرالناصري  رحمه الله
ليس مدعاة لسكب الدموع فقط فهي تنهمربلااستئذان
وانما يدمي القلب
ويعيد الذكريات  القديمة
معه عندما كان مع كل المرجعيات الدينية مدافعا ومؤيدا ومسددا
وعندما كان مع اهله في الناصرية مبلغا وحاملا راية الاسلام بكفه وروحه
بانيا لمساجدالله في انحاء الناصرية
ناطقا بحكمة القران
ثم مهاجرا يحمل آيات الله في قلبه في عشقه لعبادة الحج حيث رحل هذا اليوم يوم التروية قبل يوم عرفة والذي كان قلبه يخفق حبا لتلك المشاعر التي اعتاد عليها
واذكر اني تشرفت بالحج لاول مرة معه في بداية الثمانينات واستفدت من تجربته الغنية  اذكانت الحجة التي تجاوز بها العشرين مرة واكثر منها عمرة مفردة حينهاوكان يتذكرها بالتفاصيل ويعرف كنوز مكة والمدينة وبعض علماء الحجاز
ويتحدث عن قصص الحجاج والعلماء

وكان يصر على حضور اغلب  المناسبات الدينية والاجتماعية
في المهاجر التي تنقل بها
مشاركا لهم مخففا احزانهم
مساهما برفع معاناتهم

كان محبا لاخوانه متواصلاًمع الجميع  
معاتبا معارفه عتاب الاحبة
يعلمهم الوصل والتراحم

عليه سيماء الصالحين
هيبة ووقارا
لاانسى يوم زرته سنة 78
وكان هو وكيل المراجع في الناصرية وانا احمل له رسالة مكتوبة من الشهيد محمدباقر الصدر  اعلى الله مقامه يعرفني بها كوكيل ومبعوث عنه الى قضاء الرفاعي ويذكره بالتمجيد والمدح اللائق به وامرني ان اذهب اليه
قبل التوجه للرفاعي لاسترشد بنصائحه كما هو في نص الرسالة التي لازلت اعتز واحتفظ بها
ولاانسى رسالته التي حملتها منه الى المرجع الراحل الخوئي رحمه الله يطلب منه ان يعطيني وكالة منه في الرفاعي تمكنني من العمل الاسلامي
باعتباره المرجع الاعلى وقد تم ذلك بفضله لانه محل احترام المرجعيات في النجف
واستمر على هذا النهج عندما رجع للعراق بعد سقوط الطاغية وتواصل مع النجف
منفتحا وداعما مرجعية السيد
الكبير السستاني اطال الله عمره وانشا مدرسة دينية في النجف بالتنسيق مع سماحة السيد وبدعمه وارشاداته

حياة الشيخ الراحل جهاد وهجرة وعمل وعلم
لم يعرف الملل ولايتعب من المصاعب ولم يضعف امام النكبات
هنيئا له كل ذلك
وحقَ لاولاده وذويه الفخر
بهذا الرجل الفذ وبسيرته التي احق ان تتبع وتحيا ليكونوا صدقة جارية له
ونعزي الحوزة العلمية والمراجع الكرام وانفسنا واهله جميعا بفقده
وكلنا راحلون
ولاحول  ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    عبدالحليم الزهيري
الثامن من ذي الحجة
29/7/2020