عطشتُ صبرَالفراقِ كماءٍ سقى أرضًا يَبابًا
ثلاثون عامًا من ظمأ أحالَ الألمَ شرابًا
صبرُ أرضِي وظمأ روحي تحابا
نفسي مكدرةٌ رَابني من الهجرِ ما أرابَا
دعوتُ فؤادي صبرًا ما استجابا
ذقتُ مرَّالأسى وطالَ المرُّ شعري فشابا
ويسألني الربعُ: أشيبٌ ما برأسِك أم خضاب؟
أجبتهمُ: هذه غيومٌ بناظركم ضباب
لا تلمني يا خليلي إن شكوتُ فما جدوى العتاب
أذابني البُعْدُ فأين المفرُمن طولِ الغياب؟
ما بخلتُ بالودِّ عليكَ فادنُ مني واقترب
مرحَى لليلى وأهلِها وكلِّ صديقٍ محبب
وإن سميتُها ليلى فلا لوم ولاغضب
أنا مجنونُها أعشقُها وكلمتي لا تحجب
أيا أرضي وموطني الغالي لا يُرخصُك اغتصاب
أهدي تربها المسكَ قُبلًا ما أطهره من تراب