البيئة والتربية... والنتائج الوخيمة في طاغية عصره/ غدير عبدالكاظم كطيو

الاحد - 03/05/2020 - 00:24

 


ان تأثير البيئة على حياة صدام مثلاً (حكم العراق من ١٩٧٩_٢٠٠٣) كانت قد اعكست نتائجها بصورة وباخرى في حكومته التي كانت لعائلته فقط وان دل على شيء فإنه يدل على انه لايثق بأحد والشعور بأن كل من حوله يريد الإطاحة به حتى المقربين منه فلم يكتفي بجرعات الرعب التي كان يحقنها للكل دون استثناء وهنأ نعطي دليل على مانقول يتحدث احد الوزراء في تلك الفترة (وزير الخارجية) بأن "صدام كان يجبرنا على السكن في مجمع القادسية" ويستمر بالكلام  "وحتى الخدم لهذا المجمع يتم تعينهم من قبل رئاسة الجمهورية و كان اغلبهم فتيات جميلات" ويسترسل بالحديث قائلاً   "ان الوزراء لا يستطيعون التحدث داخل البيت لانه كان مزود بأجهزة تصنت وكنت اجُبر على الحدث مع الضيوف في حديقة المنزل اذا كان هناك امر يستدعي ذلك"  
فبالرجوع إلى الوراء وبالتحديد كيف استلم الحكم بهذه السرعة فقد كان هناك قد صنعت "مسرحية" والكل (حاضرو قاعة الخلد) يعلم ذلك
فمن تسجيل هذا الفلم القصير الذي يحاكي غاية صدام والى توزيعه على اعضاء الفروع بالمحافظات ليكون هناك هاجس خوف لديهم بنفيذ الأوامر والانصياع والطاعة العمياء له
وهنا يسئل القارئ مادخل البيئة بهذا الأمر؟! 
الجواب : ان من اطلع على حياة جوزيف ستالين التي بدأت بقسوة الاب الذي كان يكثر من الخمور و"ستالين" قد عاش حياة العقدة النفسية وكيف تشابه صدام بالستالين كثيراً فسبقه ستالين بهذا الفلم ليقوم بإعدام جميع من يشعر انه خطر عليه بقائه في السلطة او حتى خارجها وكيف استولى على العرش بالإتحاد السوفيتي  في عام 1924، شَرَع ستالين في القضاء على القيادة القديمة للحزب بتهمة التواطؤ مع الدول الرأسمالية 
وتم ترحيل البعض إلى أوروبا والأمريكيتين ومن ضمنهم ليون تروتسكي ثُمَّ أُصيب ستالين بالمزيد من جنون العظمة وبدأ في توطيد حكمه بالإرهاب والقمع ومحاكمتهم محاكمات صورية هزلية فأخذ صدام من هذا النهج وجعل ستالين قدوة له
فيقول احد المقربين لصدام "دخلت عليه فوجته يقرأ بكتاب لحياة ستالين وقلت له دعه فإنه لا فائدة لك به "
وأيضاً اخذ من زعامة "أدولف هتلر"(الذي هو الآخر ذاق مرارة قسوة الأب) وكان صدام يكثر من القول "اننا ابتلينا بأمانة" اي كان يقصد انه ابتلاه الله بان يحكم الأرض
ونستذكر بقول احد اعضاء القطر بحزب البعث "ان صدام كان يشعر انه مظلوم بحكمه للعراق فقط" 
لذلك كان يريد السيطرة على حكم العالم بأسره وعاش بهذا الحلم الذي مناله بعيد جداً فأنظر نهاية "هتلر" كيف الطمع اخذ ماخذ كبير منه بالتالي قد جعل لستالين الحجة للهجوم عليه في عقر داره وهنا "هتلر" خسر كل شيء 

واغلب الأساليب الوحشية بالتعذيب لم تصور في زمن العبث الهزلي
اين المغردين عن حقوق الإنسان سابقاً؟!
اين أصحاب "الإنسانية"؟!
اين قنوات التي اليوم باتت تتغنى بالقلب الرحوم حتى على الإرهابيين؟!
في زمن 
تأخذ الضرائب لمادة التخدير بعد قطع يد شخص بدون مبرر(في بغداد وتكررت الحادثة لأكثر من شخص) 
يعدمون شباب والأم تجمع (شراشف) لاستلام جثث أبنائها السته بعد ان هدموا منزلهم وصادروا الأموال وكل المقتنيات (في ذي قار عائلة سلمان شريف وكان هذا الأسلوب متبع في ذلك الوقت) 
الحزب اللعين كان يتربص بالميسورين فيلفق لهم تهمة الولاء لبعض الدول ليسلبوهم الأموال وكل شيء ويلقوهم في الحدود (أكثر من عائلة في بابل)
مدن تدمر بالكامل ب"الشفلات" بدون رحمة لكبير او صغير (الدجيل)
غازات سامة تغطي سماء بعض القرى لتكون صورة يندى لها الجبين (حلبجة)
وغيرها من الذكريات المؤلمة في كل منطقة فمن طيش الحروب الى القسوة الحيوانية في السجون والتفنن في التعذيب 
من تحدث عن الأمان فإن اغلب المجاميع الارهابيه تحت غطاء حكومة الأمس والخوف كان حليف الشعب لذلك لا يرى الحقيقة (حركة الإخوان المسلمين مثلاً) 
كانوا ياخذون من المواطنين تمويل حزبهم البائس
في الحصار كانوا يتمتعون بالرفاه ولا ينكر أحد ماذا حصل للناس في وقته ولم يبالي صدام بشعبه غايته ان يثبت دولته الدكتاتورية بصورة وباخرى ولو على دماء العراقيين 
عن اي شيء نكتب
عن الاقتصاد الذي كان مسيطر عليه من عائلة المجيد... 
عن المؤسسة العسكرية وكيف دمرت بادخالها بحروب لا ناقة ولا جمل للعراق بيها... 
عن التعليم وقد كان يمسي ويصبح بالنهيق لزعامة الطاغية.. 
عن الديون والى الان العراق يسدد ماخلفه حاكم المكر والحيلة
عن العلاقات الدولية والإقليمية واصبح الجواز العراقي في مأخرت البلدان... 
و الكثير الكثير من المقت الجبروتي والدمار... 
كان البعث وبعده هذا الأحزاب لم يحسنوا من الواقع

وفي نهاية الحديث رسالتان الأولى للمجتمع  وهي ان يجعل من الأولوية له تربية الأبناء تربية صحيحة كي لا يكون هناك أشباه هؤلاء الذين قد كانت مخلفاتهم إلى يومنا هذا .. 
والرسالة الثانية لكل حكام العالم بأن يأخذوا العبرة من التاريخ وما هي نهاية المستبدين… 
نسئل من الله الصلاح والإصلاح والالهام بالهداية لكل الإنسانية