هل البيئة تصنع الطاغية؟! /غديرعبدالكاظم

الثلاثاء - 21/04/2020 - 09:20

ان تأثير البيئة على حياة صدام مثلاً (حكم العراق من ١٩٧٩_٢٠٠٣) كانت قد اعكست نتائجها بصورة وباخرى في حكومته التي كانت لعائلته فقط وان دل على شيء فإنه يدل على انه لايثق بأحد والشعور بأن كل من حوله يريد الإطاحة به حتى المقربين منه فلم يكتفي بجرعات الرعب التي كان يحقنها للكل دون استثناء وهنأ نعطي دليل على مانقول يتحدث احد الوزراء في تلك الفترة (وزير الخارجية) بأن "صدام كان يجبرنا على السكن في مجمع القادسية" ويستمر بالكلام  "وحتى الخدم لهذا المجمع يتم تعينهم من قبل رئاسية الجمهورية و كان اغلبهم فتيات جميلات" ويسترسل بالحدث قائلاً   "ان الوزراء لا يستطيعون التحدث داخل البيت لانه كان مزود بأجهزة تصنت وكنت اجُبر على الحدث مع الضيوف في حديقة المنزل اذا كان هناك امر يستدعي ذلك"  
فبالرجوع إلى الوراء وبالتحديد كيف استلم الحكم بهذه السرعة فقد كان هناك قد صنعت "مسرحية" والكل (حاضرو قاعة الخلد) يعلم ذلك
فمن تسجيل هذا الفلم القصير الذي يحاكي غاية صدام والى توزيعه على اعضاء الفروع بالمحافظات ليكون هناك هاجس خوف لديهم بنفيذ الأوامر والانصياع والطاعة العمياء له
وهنا يسئل القارئ مادخل البيئة بهذا الأمر؟! 
الجواب : ان من اطلع على حياة جوزيف ستالين التي بدأت بقسوة الاب الذي كان يكثر من الخمور و"ستالين" قد عاش حياة العقدة النفسية وكيف تشابه صدام بالستالين كثيراً فسبقه ستالين بهذا الفلم ليقوم بإعدام جميع من يشعر انه خطر عليه بقائه في السلطة او حتى خارجها وكيف استولى على العرش بالإتحاد السوفيتي (1925 بعد اعتقال المعارضين ومحاكمتهم محاكمات صورية هزلية وترحيل البعض إلى أوروبا والأمريكيتين ومن ضمنهم ليون تروتسكي) 
ويقول احد المقربين لصدام "دخلت عليه فوجته يقرأ بكتاب لحياة ستالين وقلت له دعه فإنه لا فائدة لك به "
وأيضاً اخذ من زعامة " أدولف هتلر" وكان يكثر من القول "اننا ابتلينا بأمانة" اي كان يقصد انه ابتلاه الله بان يحكم الأرض
ونستذكر بقول احد اعضاء القطر بحزب البعث "ان صدام كان يشعر انه مظلوم بحكمه للعراق فقط" 
لذلك كان يريد السيطرة على العالم وعاش بهذا الحلم الذي مناله بعيد جداً فأنظر نهاية "هتلر" كيف الطمع اخذ ماخذ كبير منه بالتالي قد جعل لستالين الحجة للهجوم عليه في عقر داره وهنا "هتلر" خسر كل شيء (انتهت حياته وزوجته بالانتحار وحرقت جثته ويقال انه هرب إلى أمريكا الجنوبية في عام 1945 بعد سقوط برلين) 
وفي نهاية الحديث رسالتان الأولى للمجتمع  وهي ان يجعل من الأولوية له تربية الأبناء تربية صحيحة كي لا يكون هناك أشباه هؤلاء الذين قد كانت مخلفاتهم إلى يومنا هذا .. 
والرسالة الثانية لكل حكام العالم بأن يأخذوا العبرة من التاريخ وما هي نهاية المستبدين… 
نسئل من الله الصلاح والإصلاح والالهام بالهداية لكل الإنسانية