مرض كورونا هل هو حرب اقتصادية أم ماذا ؟؟؟؟؟/حميده السعيدي

الاربعاء - 18/03/2020 - 20:37


عرف العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حرب جديدة عرفت بالحرب الباردة حدثت بين المعسكر الرأسمالي(الولايات المتحدة الأمريكية) , والمعسكر الاشتراكي(الاتحاد السوفيتي) إلى 21 ديسمبر 1991 حيث انتهت تلك الحرب ، فانفردت الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ القرارات والتدابير التي تهم مصير العالم , فأصبح العالم يحكم من قبل قوة واحده هي (الولايات المتحدة الأمريكية). كان من نتائج انتهاء الحرب الباردة انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية وتحول دول أوروبا الشرقية من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي مع مطلع التسعينات , بعد انتهاء الحرب الباردة ادعت الولايات المتحدة بتحمل أعباء الدور الاستراتيجي العالمي ومخاطره , مكرسة بذلك معادلة توازن دولي تفرض بموجبها نفسها كقوة مهيمنة على النظام الدولي , ومما ساعد على ذلك عدم وجود منافسين قادرين أو راغبين في مجاراتها , وقد أدى تفرد أمريكا بقيادة العالم بعد الحرب لباردة إلى اصطفاف دول عدة وراء سياستها الأمنية والاقتصادية والسياسية , لكن المتغيرات الدولية المتلاحقة أوضحت إن هناك اتجاهاً يفرض على الولايات المتحدة اشتراك قوى أخرى بالقرارات المتعلقة بمستقبل النظام الدولي , أو بدرجة ادني عدم تجاهل مصالح تلك القوى خاصة بعد إحداث ‪11 أيلول‬ عام 2001 , والتي شكلت نقطة تحول في العلاقات الدولية بشكل عام , ومن هذه القوى الكبرى الصين .
تتميز الصين بثقل دولي كبير , تحقق بفعل الموارد والإمكانيات المتاحة لهذه الدول , فهي الأكبر كثافة من حيث السكان على مستوى العالم , وتتمتع من الناحية الاقتصادية بأعلى معدلات النمو الاقتصادي في العالم , كما تتمتع بنفوذ سياسي قوي عالمياً من خلال شبكة العلاقات الدولية المعقدة التي تدخل الصين كطرف فيها , إما مع دول الجوار الإقليمية التي غالباً ما تتخذ الصين من قوة اقتصادها ركيزة للتفاعل معها , أو مع غيرها من الدول الأخرى التي تشاطرها حالة السخط والاستياء من الأوضاع الدولية , كإيران وروسيا الاتحادية , وتتخذ الصين من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن وامتلاكها حق النقض (الفيتو) ركيزة أساسية لذلك , بالإضافة إلى ذلك فأنه مع أفول تأثيرات الإيديولوجية الشيوعية البحتة في الصين , حلت محلها نزعة قومية تسعى من خلالها لاستعادة دورها ومكانتها بين الأمم , وذلك بالنظر إلى تأريخها الإمبراطوري الموغل في القدم على امتداد التاريخ, والذي سلبتها إياه الإمبراطوريات الأمريكية والسوفيتية , ونظراً لتأثير الصين المتنامي على الساحة الدولية , فقد بات هاجس التفكير الاستراتيجي الأمريكي في محاولة لمنعها من الارتقاء وتهديدها زعامة القطب الواحد.
بدأت الصين تهدد الولايات المتحدة اقتصاديا , وسياسياً , وعسكرياً , حتى إن سلع الصين غزت الولايات المتحدة ونافستها كونها ارخص مادياً خاصة وان الصين تمتاز بوجود أيدي عاملة بإعداد كبيرة ورخيصة , لذلك بدأت الولايات المتحدة تخطط للقضاء على منافسيها ومنها الصين والتي عجزت عن إيقاف النمو الاقتصادي المتزايد لها , وكون الحرب بالأسلحة التقليدية والنووية , والحرب البارحة قد استخدمت من قبل فأنها اتجهت إلى حرب أخرى أكثر فتكاً ألا وهي الحرب البيولوجية , حرب تقوم على نشر الأوبئة والإمراض في الدول التي تريد التخلص منها . لذلك بدأت مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة والتي يسيطر عليها اليهود بعمل تجارب متعددة لإنتاج السلاح القادم , نتج عن هذه التجارب مرض (كورونا) الفتاك الذي انتشر في الصين اولاً ثم في باقي الدول ومنها إيران الخصم اللدود لأمريكا علناً , لكن الصين استطاعت بفضل وعي شعبها وإمكانياتها المادية والاقتصادية من تطويق المدن التي انتشر فيها ومنها مدينة ووهان السيطرة على المرض ومنع انتشاره , وبعدها بدأت بتقديم المساعدة للدول التي تحتاج مساعدة لتطويق المرض والحد من انتشاره . لكن بالمقابل وصل المرض إلى عقر دار أمريكا ( ومن حفر حفره لأخيه وقع فيها) , فتبادل الطرفان الاتهامات فالصين تتهم أمريكا بأنها نشرت المرض لأجل تدميرها, وأمريكا تتهم الصين بأنها من نشر المرض . الصين استطاعت إن تسيطر على المرض وتدحر كل أسلحة أمريكا. وباقي الدول ايضاً سيطرة على المرض , لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل سيستطيع العراق تطويق المرض ومنع انتشاره أم سيصبح وباء يفتك بالجميع ؟؟؟