في عيد المرأة ..الرحمة لروح والدتي ...وأطيب الأماني لقلب زوجتي أم علي ..أقدس امرأتين أحببتهما.
سيدتي انت العيد في كل ايام السنة وليس لعيدك يوم واحد .
أُهنئك من كل قلبي متمنيا لك كل الخير وان تكون كل ايامك اعياد وافراح لانك رمز العطاء والتضحية والحياة.
فمن دونك لا حياة ولا ماضي ولا مستقبل انت لست نصف المجتمع بل انت المجتمع.
فأنت الام الحنونة المتفقدة، و الاخت و الابنة والزوجة المضحية و الزميلة و الصديقة،...
المراة هي الحلم الجميل المتجدد و الحقيقة المزهرة كل صباح و كل مساء.
هي الابتسامة و الدمع و السعادة والشجن الذي يصلنا باستمرار...
هي النور الذي يضيء دنيانا دون حساب ...
عيد سعيد لكل نساء الارض ...
مااهانكن الا لئيم.. ومااكرمكن الا كريم.
رفقا بالقوارير
#حسين باجي الغزي.
..مرت ثلاثة عقود على تلك الحكاية . ولا زلت أتذكر منظر إلفه كل ساكني منطقتنا البسطاء . منظر جيراننا أم جميل وأبو جميل العجوزين وهو يتشابكان الأيادي في ذهابهما وإيابهما ويتناغمان كحمامتين عاشقتين . كان هذا المشهد الجميل مثار استغراب ولغط الكثير ممن يشاهدهما .فما الذي جعل عجوزين قاربا السبعين ،بأن يعمّر ويتجدد حبهما العفوي ويتصرفا بسجيتهما دوما كعاشقين..
منظر أم وأبو جميل كان يثير الحنق والبغضاء لدى الفاشلين من الأزواج التعساء .إما الذين تكللت زيجاتهم بالسعادة والهناء ،فكانوا لهم مثالا وعنوانا للسعادة الزوجية ..وتمنوا لو أطلت عليهم مطالع السعود فنالوا نزرا يسيرا من أيكة السعادة والوئام والتي استظل بها هاذين الآدميين..
ولأشد مايثير حنق نساء الحي ويشعل فضولهن وقوف أم جميل في عز الظهيرة أو في زمهرير الشتاء تتوارى خلف ستارة الباب لتطل بنظرات خاطفه لامتداد الشارع الطويل تترقب شريك عمرها وهو يعود من مشاويره أليوميه البسيطة . وقد يطول بها الوقوف ساعات وساعات إلى إن تكتحل عينيها برؤياة .أو يدلف عليها الدار فجأة بسعاله الحاد ومشيته المتثاقلة وأجمل تعابير الحب والهيام تتراقص على شفتيه الذابلتين . فتستكين روحها وتهدأ ظنونها التي اقضها غياب أبو جميل القصير .
وكم تذمر أبو جميل من جلسائه ورفقته وهم يسردون قصص باهته عن القطيعة والنفور والتجني على حلائلهم فكانت وصيته لهم (رفقا بالقوارير).. ردا يسيرا وناجعا لهم وعلى من اسمعوه همزا ولمزا. وتندروا على هذه الصبابة الدائمة والحميمة المتجددة مع رفيقة عمره ..
لم تطل الأيام إلا وشجرة الحياة تسقط منها ورقة أبو جميل اليانعة ،ليلبي نداء ربه ويخطف داعي الحتوف روحه وهو على كرسيه يناجي وجه محبو بته، وجه القارورة السبعينية التي لم تطق أن تحيا حياة يابسة بعده ، حياة لاطعم فيها ولابهجه. لتثبت في موتها في اليوم الرابع من جنازته .. بان خصلة الوفاء . عصية ولا مستحيلة على القلوب الكبيرة.
أسوق هذه الملحمة الخالدة للحب والهيام وكنت قبل أيام في صحبة صديق لمحكمة الاحوال الشخصية ،وأثار انتباهي ونحن نقف في باب القاضي مع المنتظرين .. امرأة خمسينيه ، تسندها ابنتها وتمشي بتثاقل . وتساءل الجميع عن تواجد هذه ألسيده في مثل هذا المكان .؟؟؟ عرفنا لاحقا من إن زوجها وهي في أرذل العمر يضربها!!! و أقام دعوى تفريق بينهما لأسباب واهية .
تذكرت حينها حكاية القوارير.. وأسفت من إن لون الحياة سيكون رماديا. وتستحيل نظارتها إلى هشيم يابس ،إن جفت ينابيع الرحمة ، وتقطعت أوصال المودة ، وانأ على يقين بان تعاليم السماء ورقي المدنية ويد الانسانيه سترفع وتعلي القوارير التي استضعفت. وان أنموذجا على غرار أم جميل وبعلها جديرة بان يلثم قبريهما وتقبل روحهما كأرواح مقدسة و مطهره اوكصرح قار وري مقدس .
ويا أيها الذكورين رفقا بالحمائم ولاتكسروا القوارير. وقد اوصانا نبي الرحمة بالنساء خيرا.