السفارة الاميركية تدعو "أصدقاءها" للحذر من "قائمة الاغتيالات".. وأسماء مسربة تتهم المخابرات بترويجها

الخميس - 05/03/2020 - 12:33

وكالات:
حذرت سفارة واشنطن لدى بغداد، يوم أمس، مسؤولين حكوميين وإعلاميين مقربين لها، من "التصفية الجسدية"، على أيدي وحدات مسلحة مناهضة للوجود الاميركي بالعراق، على خلفية تسريب "قائمة اغتيالات" بأسماء شخصيات، يعتقد أن لها صلات اقتصادية او علاقات عامة مع السفارة.
ويزعم أن القائمة، تم تسريبها من قبل "متعاون في اللواء ٤٥ كتائب حزب الله العراقية.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التصريحات والاتهامات بين الكتائب من جهة، وبين رئيس جهاز المخابرات، مصطفى الكاظمي، من جهة أخرى.
واعتبر جهاز المخابرات، في بيان نشره أول من أمس، اتهام كتائب حزب الله، لرئيسه الكاظمي بمساعدة الامريكان على قتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بأنه يمثل "تهديدا للسلم الاهلي".
وهاجم الجهاز في بيانه، كتائب حزب الله، وهي احد ابرز فصائل الحشد الشعبي بالعراق.
وكانت كتائب حزب في العراق، اتهمت، الاثنين، رئيس جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي بالمساعدة في اغتيال سليماني ورفيقه المهندس.
وقال المسؤول الأمني في الكتائب، أبو علي العسكري، في تغريدة له على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، ضمن تعليقه على انسحاب محمد علاوي من مهمة تشكيل الحكومة، إنه "لقد تداول بعضهم ترشيح مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء، وهو أحد المتهمين بمساعدة العدو الأمريكي على تنفيذ جريمة اغتيال قادة النصر القائد سليماني ورفيقه الحاج المهندس، ولا نرى ترشيحه إلا إعلان حرب على الشعب العراقي، والذي سيحرق ما تبقى من أمن العراق"، على حد قوله.
ومن قبل ذلك، كتب العسكري تحذيرا، على منصته في (تويتر)، منشورا، أعلن فيه التصفية والاغتيال لكل متعاون مع السفارة الامريكية في العراق، انطلاقا من ١٥ اذار الجاري.
ويقول مسرّب القائمة، ان اعدادها جرى من قبل قادة خلية اعلام الحرس الثوري في بغداد، الى جانب قادة رفيعو المستوى، من "فصائل محور المقاومة".
وكانت كتائب حزب الله، قد تم وضعها على قائمة العقوبات الأميركية في العام 2009. وبدأت هذه الحركة في العام 2003 عقب سقوط النظام السابق، في تحالف دولي عسكري قادته الولايات المتحدة.
واتصلت "العالم" بأغلب الشخصيات الواردة اسماؤها في القائمة، لتبيان مواقفها منها، والوقوف على حقيقتها، لكنها لم تتمكن من تأمين الاتصال الا مع خمسة منهم، من كلا الطرفين: المتهمين بالتحريض واعداد القائمة، وأولئك الذين يزمع ان لهم صلات مع السفارة الاميركية.
ويتهم بعض من ورد اسمه في القائمة، من كلا الطرفين، جهاز المخابرات الوطني، والسفارة الاميركية، بالوقوف وراء إعدادها وتسريبها.
ويقول إعلاميون على علاقة بالسفارة الاميركية، ومسؤولون حكوميون، انها أبلغتهم بالحذر من "الميليشيات"، مشيرين الى ان السفارة تقول ان "القائمة حقيقية"، والفصائل تستعد لتصفيتهم، ربما.
فيما يحتمل آخرون أمرين؛ الاول، ان يكون الامريكان وراء تسريب تلك القائمة، لأجل التمهيد لإدراج بعض الاسماء الواردة فيها (سياسيين ورجال أعمال) ضمن عقوبات وزارة الخزانة الاميركية مستقبلا. والطرف الاخر، يعتقد ان الكتائب، تحاول "تهديد" رجال الاعمال، لأجل ابتزازهم ماليا.
والاحتمال الراجح، بحسب المتحدثين، ان رئيس جهاز المخابرات العراقي، مصطفى الكاظمي، هو "العقل المدبر" لسيناريو القائمة. 
وتتهم واشنطن، كتائب حزب الله باستهداف قواعد عسكرية عراقية، تتواجد فيها قوات اميركية بطلب من الحكومة العراقية وضربها بين الحين والاخر بالصواريخ، ما دعا القوات الاميركية إلى شن غارات على مقراته وتدميرها وقتل قياديين للكتائب.
وحظيت القائمة بتفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، من قبل عدد من المدونين والاعلاميين؛ حيث عدّها مقربون من رئيس جهاز المخابرات العراقية، بأنها "مواجهة بين الشعب والمليليشيات".
وقال مشرق عباس، صحافي ومدير موقع (ناس) الخبري، في منشور على صفحته في (فيسبوك)، تعقيبا على تلك القائمة، التي ورد فيها، إنها "مواجهة بين الشعب والميليشيات الخارجة على القانون"، مستعيرا عبارة الكاظمي في بيانه الاخير، ضد كتائب حزب الله.
وأضاف عباس، ان تلك المواجهة "قادمة لا محالة".