متى ينتهي مسلسل: العراق الى اين؟ ‎/جواد الماجدي

السبت - 08/02/2020 - 14:43


‎كل الافلام والمسلسلات العربية والأجنبية، بل حتى الهندية منها تكون لها نهاية، قد تكون سعيدة، بموت الاشرار، او انهزامهم، او صحوت ضمير ظالم واعادة الاوضاع الى سابق عهدها في بداية الفلم، او المسلسل رغم ما عاشه ابطال، وكومبارس الفلم من الام ومصاعب، وتفاعلنا نحن المتفرجين، والمشاهدين.
‎قد ينتهي الفلم بجزء واحد، وقد يمدد الى اجزاء مثنى وثلاث او حتى أكثر من اصحاب الكهف وكلبهم السابع، ان لاحظ القائمون على الفلم ان هناك تفاعلا، واندماج مع احداثه، بالمقابل قد يرفع الابطال اجورهم، وتزيد نسبهم المالية بالاشتراك بالدعايات على الشامبو، ومعطر الجسم وغيره. 
‎لنترك الاجزاء السابقة من فلمنا؛ العراق الى اين؟ كوننا لم نعايشه، انما سمعنا من كاتبي التاريخ وناقليه لنستذكر الحلقات الاولى من جزئنا الحاضر، تحديدا بالحلقات الاولى تقريبا في سبعينيات،
‎وثمانينيات القرن الماضي.
‎عراق جميل، طبيعة جميلة، أناس طيبون معيشة تكاد تكون مرضية، وهو المطلوب في ذلك الزمان كي يلتف غالبية الشعب حول قيادته الحكيمة، (حيث ان جزء من الشعب كان لا يتابع الأفلام الآكشن كونهم وعوا الحقيقة مبكرا).
‎ادخال البلد بحروب مستمرة مستغلين اندماجهم وحبهم لقيادتهم التي صوروها بانها إلهية مستغلين طيبة قلوبهم، واندفاعهم الديني، والفطري، والوطنية المزعومة لبعضهم، حرب القادسية؛ الجزء الثاني: حرب الخليج الذي اندلعت بعد احتلال الكويت، كانت تقريبا انحراف كبير بعقليات اغلب المتابعين لأفلام الآكشن العراقية الإدلاء، خارجية الإنتاج والتأليف، حصار مقيت مما جعل اغلب الشعب ينقلب على من كان يؤمن به من شخصيات سياسية، تمهيدا للانقلاب الكبير الذي سيحصل كي يستغلوا البغض الشديد في سيناريوهات الإطاحة، وهذا ماحصل في نهاية الجزء الثاني من الفيلم.
‎الجزء الثالث عشناه جميعنا حيث كنا ممثلين مجانيين أساسيين وكومبارس أو شخصيات متحركة كدمية لهدف او بدونه، نهب تسليب انتهاك حرمات، سقوط محافظات صعود بعضهم على اكتاف الفقراء، ظهور طبقية اجتماعية كثرة اللصوص باسم الدين والإنسانية، مظاهرات مسيسة وغير مسيسة اختلاط الحابل بالنابل لانعرف العميل من الوطني، المجاهد من المشعوذ.
‎اصبحنا نصدق بان بعض شخصيات الهية، لاتنطق عن الهوى، الهنا شخوص ماكانت لتعرف لولا عقولنا الساذجة، مررنا بحلقات ابطالها تدعي الدين والوطنية، مرحلة تطلبت التصعيد بين رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان والاقليم الشمالي ببلدنا الجريح، ومرحلة أخرى تطلبت الهدوء والسيطرة الجزئية للدولة، مع تضييق الخناق حول المثقفين، وقلة الموارد والبطالة، وكثرة الخريجين بدون تخطيط، بالمقابل تخمة الأحزاب واستئثارها بخيرات العراق ومناصبه السيادية، وتقسيم الكعكة العراقية حسب مذاقهم هم تاركين الشعب على شفا حفرة متحفزين لأي شرارة للهيجان، وهذا ماكان بالحلقات الأخيرة من مرحلتنا هذه.
‎فلم لانعرف نهايته للأسف، رغم سقوط شباب بعمر الورود، وكسر خواطر أمهات وأبناء وتيتم أطفال، العراق الى اين؟