فاطمة الزهراء(عليها السلام)بضعة الرسول 4 /بقلم : عبود مزهر الكرخي

السبت - 11/01/2020 - 11:35

ولنتابع مايقوله عالم شيعي آخر حول مصحف فاطمة لتكون الصورة  واضحة  حول هذا المصحف.
 محمد جواد مغنية(1)
يقول العالم والمفسر الشيعي محمد جواد مغنية حول هذا المصحف في حديث طويل ومناظرة طويلة مع مذهب أهل الجماعة ولكن نحن نأخذ ما يخص مبحثنا حول مصحف فاطمة فيقول "....وبعد هذه الوقفة القصيرة مع الشيخ أبي زهرة نعود إلى الحديث عن مصحف فاطمة، وقد جاء ذكره في أخبار أهل البيت مع تفسيره، وانه كان من إملاء رسول الله على عليّ، قال الإمام الصادق: عندنا مصحف فاطمة، أما والله، ما فيه حرف من القرآن، ولكنه من إملاء رسول الله، وخط عليّ.
قال السيد محسن الأمين في (الأعيان) قسم أول من ج1 ص248: ان نفي الإمام الصادق أن يكون فيه شيء من القرآن لكون تسميته بمصحف فاطمة يوهم انه أحد النسخ الشريفة، فنفى هذا الإيهام.
وفي كتاب الكافي ان المنصور كتب يسأل فقهاء أهل المدينة عن مسألة في الزكاة، فما أجابه عنها إلا الإمام الصادق، ولما سئل من أين أخذ هذا؟ قال: من كتاب فاطمة. إذن مصحف فاطمة كتاب مستقل وليس بقرآن. فنسبة التحريف إلى الأمامية على أساس قولهم بمصحف فاطمة جهل وافتراء.
والأولى نسبة هذا القول إلى الذين زعموا بأن لعائشة قرآناً، فيه زيادات عن هذا القرآن. قال جلال الدين السيوطي في كتاب (الإتقان) ج2 ص25 طبعة حجازي بالقاهرة ما نصه بالحرف: "قالت حميدة بنت أبي يونس: قرأ أبي، وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى) "(2).
ولهذا جاء في الرواية عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:... وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام، فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام...(3) .
" وفي الرواية الصحيحة عن الإمام الصادق  بعد وفاة النبي محمد  دخل على الزهراء حزن شديد لفراق أبيها، فنزل عليها ملك يحدثها، تسمع صوته ولا تراه، وكانت إذا ذهب الملك نادت إلى أمير المؤمنين فأخبرته، والأمير  يدون ما تذكره فاطمة الزهراء  وليس غريبا عليها أن تحدثها الملائكة، فلقد حدثت مريم ابنة عمران، حيث قال القرآن الكريم: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ فكما أن مريم حدثتها الملائكة، كذلك حدثت السيدة الزهراء  الملائكة، الكلام في الحديث هذا كان تأويل القرآن، هذا الذي يسمى بمصحف فاطمة.
تماما كما خص الله الإمام علي بفضائل إكراما له، الإمام علي هو الذي اقتلع باب خيبر، هل صار أفضل من رسول الله؟ لا، لكن الله اختصه بهذه الفضيلة إكراما لشأنه، وإعظاما لأمره إنما اقتلعته بقوة ربانية، لا بقوة جسماني "(4).
ومن هنا فأن الله يختص برحمته من يشاء من عباده واولياءه الصالحين والتي الزهراء كانت من هذا الرهط المبارك ولنرجع الذين ينكرون نزول الملائكة على عبد أو ولي صالح ويشنعون على ذلك من النواصب والمغرضين فنقول أن مريم ليست نبية ولكنها كانت محدثة كما ذُكر ذلك في محكم كتابه واوردناه آنفاً و كما كانت أم موسى بن عمران ( عليه السَّلام ) محدّثة ، و سارة زوجة النبي إبراهيم ( عليه السَّلام ) أيضاً كانت محدّثة فقد رأت الملائكة فبشروها بإسحاق و يعقوب .
ذلك أن الحديث مع الملائكة رغم أهميته و عظمته فهو ليس من علامات النبوة و خصائصها ، فمن ذكرناهن لسنَّ من جملة الأنبياء كما هو واضح ، لكن الملائكة تحدثت إليهن ، و إلى هذا يشير محمد بن أبي بكر قائلاً : " إن مريم لم تكن نبية و كانت محدّثة ، و أم موسى بن عمران كانت محدّثة و لم تكن نبية ، و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبية ، و فاطمة بنت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) كانت محدّثة و لم تكن نبية "(5).
وعموماً فأن  مصحف فاطمة كما يقول  في الإمامة و التبصرة ، لابن بابويه القمي : صحيفة فاطمة أو مصحف فاطمة ، أو كتاب فاطمة ، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها ( عليها السَّلام ) ، كان عند الأئمة ، وردت فيه أسماء من يملك من الملوك(6).
مصحف فاطمة : ففيه ما يكون من حادث و أسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة(7).
و قال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها على الأخبار فقط ... (8).
أما كاتب هذا الكتاب هو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، فقد كتبه بخطه المبارك .
و مصحف فاطمة ( عليها السَّلام ) يُعتبر من جملة ودائع الإمامة ، قال الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) ـ و هو يَعُّد علامات الإمام المعصوم ( عليه السَّلام ) ـ : " ... و يكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السَّلام ) " (9).
أما بالنسبة إلى مكان وجود هذا المصحف في الحال الحاضر فهو اليوم موجود عند الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) .
و يُعتبر هذا المصحف أول مصنف في الإسلام ، حيث أن الزهراء ( عليها السَّلام ) توفيت في الثالث من شهر جمادى الأولى عام 11 هجري(10)، و لم يكتب قبل هذا التاريخ كتاب في عصر الإسلام .
ولهذا فأن مصحف فاطمة هو من مواريث الأرض والسماء العلمية لأئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين)وهو من جملة ودائع الإمامة الذين يتم التوارث به من أمام معصوم الى آخر حتى وصل الى يد الأمام قائم آل محمد(عجل الله فرجه الشريف)ولهذا فأن هذا المصحف لم يصل الى الشيعة وحتى لم يتم الاطلاع عليه كما لم يدعي أي من علماء الشيعة باطلاعه على المصحف او ان هذا المصحف موجود عنده ولهذا فان ما يدّعيه أعداء أهل البيت عليهم السلام، بأنّ مصحف فاطمة عليها السلام في متناول الشيعة في العراق، أو في الحجاز، أو في إيران، أو أي مكان آخر هو مجرد افتراء و كذب.
وفي الختام فليزر اي شخص المزارات الشيعية ومكتباتها والحسينيات والجوامع الشيعية فسوف يعرف بالتأكيد أنه غير موجود وأن الموجود فقط القرآن الكريم والذي هو كتاب الله المنزل والذي ليس فيه اي تحريف أو تزوير والقرآن الموجود في تلك الأماكن هو نفسه الموجود عند أهل السنة والجماعة وكافة الفرق الإسلامية.
ثم أن هذا الاتهام ليس جديداً ، بل يصل تاريخه إلى عهد الأمويين و العباسيين الذين عاصروا الأئمة ( عليهم السَّلام ) ، و يدل على ذلك أسئلة الرّوات و أجوبة الأئمة ( عليهم السلام ) و تصريحاتهم النافية بشكل قاطع كون مصحف فاطمة ( عليها السَّلام ) قرآن آخر .
لكن رغم كل ذلك ورغم الإجابات المتكررة التي أجاب بها العلماء الأفاضل في مختلف العصور عن هذا السؤال فإننا نجد أن هناك من يجد بُغيته في اتهام الشيعة بهذا الاتهام ، و لا يدفعه إلى ذلك طبعاً سوى المرض أو الجهل . 
ومن هنا فأن كلامنا يدحض أي افتراء او تشنيع على مذهب وهو كلام يحمل حقد وضغينة ويتناغم مع الاهواء الأموية والعباسية والنواصب لأنه لا يحمل أي حقيقة أو مصداقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.