مصحف فاطمة
في البداية نرى ماذا يقول من اهل الجماعة والسنة على هذا المصحف والتهجم على المذهب الشيعي في أحد المواقع السنية في موقع الإسلام باب وجواب في عنوان يقول ") مصحف فاطمة " : من افتراءات الشيعة الاثني عشر حيث يرد على أحد السائلين فيقول :
" ويزعم هؤلاء الأفاكون أن الله تعالى أنزل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم مصحفا على قدر القرآن ثلاث مرات ، فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة .
وهذا فوق أنه من الباطل المحال فهو من الكذب السمج الذي تمجّه العقول والأسماع ؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم مكث يتنزل عليه القرآن ثلاثا وعشرين سنة ، وفاطمة رضي الله عنها توفيت بعد وفاة أبيها بستة أشهر ، ومع ذلك لم يستح هؤلاء أن يقولوا : تنزل عليها مدة الستة أشهر قرآنا قدر ما تنزل على أبيها مدة الثلاث والعشرين سنة ثلاث مرات !! "(1).
والكثير يعتبرون من النواصب والذين على شاكلة هذا الموقع الناصبي ان الشيعة يعتبرون ان مصحف هو القرآن بدل القرآن الموجود حالياً والمنزل من الله سبحانه وتعالى. والحقيقة أنه
هذه ليست المرة الوحيدة التي يشنع فيها على الشيعة ومذهب أهل البيت وسوف لن تكون الاخيرة لأنه مادام هناك النواصب والنفس الأموي والحقد الفين على أهل البيت سوف يستمر مسلسل التشنيع على المذهب وفي كل مفردات المفاهيم الشيعية ومن ضمنها مصحف فاطمة حيث زعموا أنه قرآن غير القرآن الكريم والقصة هذه هي قد ظهرت مع ظهور بنو أمية على المسرح التاريخي وكان من أهم شيء لهذه الشجرة الملعونة هو التعرض لأئمة أهل البيت ومن قبل الأجداد للنواصب عبر التاريخ وهم أنهم قد تقولوا بأن مصحف فاطمة هو قرآنا غير القرآن الكريم وهو تعرض يقيم على مبدأ الحسد والغيرة والغيض على أئمة اهل البيت لما خصهم الله سبحانه وتعالى من منزلة عظيمة وحب من قبل الناس، ومن هنا نجد أن الأئمة(عليهم السلام) ودفعاً لهذه الشبهة الحاقدة والرد على هذه الفرية قد اكدوا وبالغوا على أن مصحف فاطمة ليس قرآناً وليس فيه ما يمت الى القرآن باي شيء كما يدعي الحاقدون وخصماء أهل البيت. ولكي نقف على الحقيقة سوف نتابع ما يلي
(مصحف فاطمة) في الأحاديث الشريفة
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:... ومصحف فاطمة، ما أزعم أن فيه قرآنا، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة، ونصف الجلدة، وربع الجلدة وأرش الخدش...
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.
وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل [بن] سكرة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا فضيل أتدري في أي شئ كنت انظر قبيل؟ قال: قلت: لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك الأرض الا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا. ولو لاحظنا الحديث لأمام جعفر الصادق فهو يقول كتاب فاطمة ولم يقل مصحف كما يدعي النواصب فأذن هو كتاب او حتى مصحف فيه علوم الأولين والأخرين اخبرتها بها الملائكة لفاطمة بعد موت أبيه(ص) وتم تدوينها من قبل الأمام علي(ع). فكيف أذن يكون هو قرآن بدل القرآن العظيم وليس فيه أي قول لله سبحانه وتعالى ولا فيه اي آيات قرآنية تنسب لهذا المصحف(2).
جملة من أقوال كبار علماء الشيعة الإمامية في حقيقة مصحف فاطمة عليها السلام
العلامة العسكري (3)
" وأقام بعض الكتاب أيضا ضجة مفتعلة أخرى على أصحاب مدرسة أهل البيت وقالوا بأن لهم قرآنا آخر اسمه "مصحف فاطمة ( ع )" وذلك لان كتاب فاطمة سمي بالمصحف، والقرآن أيضا سمي من قبل بعض المسلمين بالمصحف، مع أن الأحاديث تصرح بان مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن، وإنما فيه ما سمعته من أخبار من يحكم الأمة الإسلامية، حتى أن الإمام جعفر الصادق لما ثار محمد وإبراهيم من أبناء الإمام الحسن (ع) على أبي جعفر المنصور قال: " ليس في كتاب أمهم فاطمة اسم هؤلاء في من يملك هذه الأمة"
وفي مدرسة الخلفاء سموا كتاب سيبويه في النحو بالكتاب.
أضف إلى ذلك إن لفظ "المصحف" لم يرد في القرآن ولا الحديث النبوي الشريف.
وورد تسمية القرآن بالكتاب في القرآن في قوله تعالى:
{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }(4).
{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ }(5).
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ }(6).
{ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ }(7).
{ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ }(8).
إلى عشرات آيات أخرى.
مع هذا لو قال أحد أن كتاب سيبويه حجمه ضعف كتاب الله، لم يقصد أن كتاب سيبويه قرآن أكبر من كتاب الله، ولم يعترض على هذه التسمية من أتباع مدرسة أهل البيت أحد.
وأخيرا إن هذه الأقوال يستفيد منها خصوم الإسلام ويتخذون منها وسيلة للطعن في القرآن، بصر الله بعض الكتاب ليكف عن هذا الهذيان.
إن القرآن الذي بأيدي المسلمين اليوم، هو الذي أكمل الله إنزاله على خاتم أنبيائه في أخريات حياته، وجمعه الصحابة بعد وفاته ودونوه واستنسخوه ووزعوه على المسلمين. أوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين"، وآخره: "من الجنة والناس"، لم يكن في يوم من الأيام منذ ذلك العصر إلى يومنا هذا قرآن بيد مسلم، يزيد على هذا المتداول كلمة أو ينقص كلمة. لا خلاف في ذلك بينهم.
وإنما الخلاف في تفسير القرآن وتأويل متشابهه، وذلك لأنهما مأخوذان من الحديث وقد اختلف المسلمون في شأن حديث رسول الله ( ص ) ...."
وفي جزئنا القادم سنكمل الحجة وما يقوله علماء الشيعة في مصحف فاطمة(ع) إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.