أمام أرقام مذهلة من ضحايا المظاهرات فاجأني شاب أدرك عرقا من وطنيته!
نظرت لوجهه الدائري وبريق عينيه العسليتين اللتان استمدتا قوتهما من رعد ضبابية أفكاره , حرك شفتيه الكبيرتين ليطرق مسامعي بكلمات أثارت حفيظتي .فأجبته على الفور ساسة العراق فاشلون , لكن هل هذا يدعو إلى مواجهة من يدافعون عن الوطن ؟
سألته ما هدفك؟
رد : أريد وطنا .
وأردف: أنا بدون وظيفة ولا تتوفر لي فرصة عمل .
خرقت أذنيه الكبيرتين بقولي:
أنت تبحث عن مطالب شخصية مشروعه , إلا أن الهدف شعار أجوف .
من يريد وطنا عليه معرفة ما له وما عليه عليك أن تعطي لا أن تحرق ولا تعطل التعليم ولا تحرض على القتل .
تلعثم الشاب ورفع رأسه بعد سكوته هنيهة قائلا : ماذا أفعل؟
قلت مبتسما: كن ومضة وسط العتمة .