ظاهرة التعليق البشري ليست جديدة ، كانت على شكل صلب ، الا انها تطورت بمرور الزمن ، لتحرر الجسد الانساني من مسامير الصلب وتعليقه في الهواء بحبال كانت اكثر تطورا ، وأكثر نكاية ، حيث يستطيع جميع الأعداء رؤيته فيسروا لذلك ويفرحوا ، كما يمكن لذوي صاحب الجسد المعلق ان يروه بأم أعينهم ، ما يزيد الألم والحسرة والاعتصار في قلوبهم ، فلا يمكنهم إنقاذه لضعفهم أو لقلة عددهم أو خشية أن يعلقوا معه أو لأي سبب كان.
وهذه الحالة بالذات ليست غريبة على العراقيين ، فقد شاهدوا سحل وتعليق الوصي عبدالاله وسحل نوري السعيد ومجازر الشيوعيين ومجازر البعثيين لتمدد الى صفحة الإرهاب ومن بعدها داعش البتراء وحتى هذه اللحظة حين ندعي الإنسانية وحفظ كرامة الأنسان حتى وان كان الامر بعيدا عن الدين .
الحشود السعيدة بتعليق الجسد تتناسى دائماً ، إن هذا المعلق في الهواء هو إنسان مثلهم لا يختلف عنهم في شيء ، وأي واحداً منهم معرض أن يكون مكانه يوماً ما !.
إن كان المندسون فعلوها ، لكانوا قد هربوا بعد قتله وسحله ، حفاظاً على سلامتهم والحؤول دون إفتضاح أمرهم ، لكن الإصرار على المزيد من النكاية ليتطور الأمر الى التعليق أمام جميع الأنظار يعد سابقة خطيرة للتظاهرات ولثقافة الإنسان العراقي.
((اكرام الميت دفنه)) لا تعليقه امام انظار العامة وسط فرحة غامرة والأنكى تدافعهم لتصويره والتقاط الصور مع الجسد المعلق ، في نفس الوقت الذي اندلعت فيه التظاهرات ضد الفساد ، متغافلين ، إن الفساد لا يناهض بالفساد ، رغم شعار السلمية الذي بات في خطر .