عندما كنت في مرحلة الدراسات العليا تحدث الاساتذة بأعجاب عن تجربة النمور الاسيوية وهي اليابان وماليزية وسنغافورة وكيف ان اليابان عندما انتقلت من الحكم العسكري استثمرت الموارد البشرية ووضعت خطة لتنمية هذه الموارد وجعلها ترتبط باليابان ويكون لها ولاء مطلق وذلك من خلال الخطة التي وضعت للاطفال من عمر ٣ سنوات وصولا الى عمر ال٢٥ سنة وكيف يقومون بربط هذا الطفل في مراحل نشأته الاولى ببيئته ابتداء من الصف الدراسي والمدرسة والبيت ثم الشارع والوطن البيت الكبير والارض الكوكب الاكبر حتى ينشأ محبا لبيئته واعيا بأهميتها وضرورة الحفاظ عليها ..
لطالما تحدثت عن هذه التجربة الى طلبتي وتمنيت لو اننا نعممها في مناهجنا الدراسية ويكون الحفاظ على البيئة مطلب حياتي واساسي لدينا فالشعوب ترتقي بنظافة بيئتها والحفاظ عليها . لكننا للاسف نلاحظ ان هنالك جهل فكري كبير في التوعية بالحفاظ على البيئة والتعاطي مع هذا المطلب الحيوي اذ نلاحظ هناك خلطا كبيرا بين مفهوم الوطن والحكومة فالمواطن بسبب سوء الخدمات والاهمال من قبل الحكومات اصبح ناقما على وطنه متناسيا ان الوطن الضحية الاكبر منا جميعا من جراء الاهمال الحكومي ونقص الخدمات فخدمته واجب والحفاظ على مظهره غاية اساسية يجب ان نتسم بها جميعا فهو يستحق منا ان نقدم الكثير لأجله ونبذل الغالي والنفيس من هنا كانت ضرور ان نعود انفسنا واولادنا على العادات البيئية الصحيحة كرمي المهملات في سلة المهملات وعدم رمي الاوساخ في ابواب المنازل ولنتذكر دائما انه (العراق ) حبيبنا الغالي الذي يجب علينا الحفاظ على مظهره حتى يكون في ابهى صوره وحالاته التي يستحقها فهو سيد البلدان وابو الحضارات التي علمت الدنيا القراءة والكتابة والقوانين فعليكم ان تحافظوا عليه وتفخروا به .. لذلك اطلب من شبابنا الغيور على بلده ان يهب ليشكل فرق عمل تطوعية بالتعاون مع المجالس المحلية والامانات ونرفع شعار (عراق انظف غايتنا ) وننظف الشوارع والازقة وتكون هذه الحملات مستمرة ومحددة بتوقيتات زمنية حتى تستمر بعملها ونتمتع ببيئة نظيفة وقلوب صافية وابتسامة صادقة في ظل عراقنا الغالي .