بعد واقعة ألطف
بقيت جثّة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، وجثث أهل بيته وأصحابه بعد واقعة ألطف مطروحة على أرض كربلاء، ثلاثة أيّام بلا دفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة، قال أحد الشعراء حول مصرع الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}:
هذا حسين بالحديد مقطّع * متخضّب بدمائه مستشهد
عار بلا كفن صريع في الثرى * تحت الحوافر والسنابك مقصد
والطيّبون بنوك قتلى حوله * فوق التراب ذبائح لا تلحد [بحار الأنوار: 45/ 277].
فلما ارتحل عسكر ابن سعد وساروا بالسبايا والرؤوس . بقيت جثّة الإمام الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ}، وباقي جثث الضحايا من أهل بيته وأصحابه بعد واقعة ألطف مطروحة على أرض كربلاء، ثلاث أيّام بلا دفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة، قال أحد الشعراء حول مصرع الإمام الحسين آبن علی {عَلَيْهِم السَّلامُ}:
هذا حسين بالحديد مقطّع متخضّب بدمائه مستشهد
والطيّبون بنوك قتلى حوله فوق التراب ذبائح لا تلحد
هدف الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} من ثورته
هدف الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} من ثورته
قال الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، أما بعد.. فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر}.
علم الله بشكل مطلق:
الله سبحانه وتعالى يعلم من قبل أن يخلق العالم بأسره ماذا سيكون.. وماذا سيحدث لأنبيائه أو لأوليائه أو للأمة، وكيف يموتون أو يستشهدون وما هي المصائب التي تجري عليهم. إلاّ أن علم الله هذا ليس على نحو الإجبار بل يوجد هناك مضامين خافية ووظائف شرعية يجب أن يقوم بها الإنسان حتى وإن أدت به إلى الاضطهاد أو المظلومية أو إلى القتل حسب ما يراه من التكليف عليه.
غيرة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} على الإسلام:
الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} هو ابن الرسالة الإسلامية، هو ابن الإسلام، جده رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} الذي جاء بهذا الدين الحنيف وجاهد وتحمل المصائب والمشاق حتى كسرت رباعيته واستشهد أعمامه وأقرباؤه في سبيل هذا الدين.
وأبوه أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} الذي نصر الدين بسيفه في ساحة الجهاد. وجدته خديجة الكبرى {عَلَيْهِ السَّلامُ} التي نصرت الدين بأموالها.
وأمه فاطمة الزهراء {عَلَيْهِا السَّلامُ} بضعة المصطفى وحليلة المرتضى.
فحينئذ من الطبيعي أن تكون عنده غيرة على الإسلام حتى ولو فُرض لم يكن إماماً أو معصوماً في نظر لآخرين. كيف لا تكون عنده الغيرة على الإسلام وهو قد عاش في وسط الإسلام وتربى في أحضانه؟!
كانت غيرة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} نتيجة حتمية عندما نظر إلى الإسلام والدين في خطر وأنه سوف يذهب ولن يبقى له وجود. ونحن لا نقول ذلك مبالغة لأننا ننتسب إلى الحسين أو إلى أبيه وإنما نقول ذلك حسب الواقع.
جاء في كتاب {بحار الأنوار} للعلامة ألمجلسي؛ في هذا اليوم خرجن نساء بني أسد يستقين من نهر الفرات, وإذا بجثث مُطرحة على وجه الصعيد، تشخب دماؤهم كأنهم قُتلِوا ليومهم, فرجعن إلى عشيرتهن صارخاتٍ باكياتٍ, وقلن: أنتم جالسون في بيوتكم, وهذا الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} ابن رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} وأهل بيته وصحبته مجزرون كالأضاحي على الرمال, فبماذا تعتذرون من رسول الله، وأمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، إذا وردتم عليهم؟ فإن فأتتكم عار بلا كفن صريع في الثرى تحت الحوافر والسنابك مقصد
نصرة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، فقوموا الآن إلى الأجساد الزكية فواروها, فإن لم تدفنوها؟ نحن نتولى دفنها بأنفسنا، فجاء الرجال همتهم دفن الأجساد الطاهرة, لكنهم لا يعرفون من هذا؟ ومن ذلك؟
قبيلة بني أسد : قبيلة تعيش أطراف كربلاء، خرج رجالها يتفحّصون القتلى، ويتتبّعون أنباء الواقعة بعد رحيل جيش عمر بن سعد إلى الكوفة، فلمّا نظروا إلى الأجساد وهي مقطّعة الرؤوس، تحيّروا في دفنها، فبينما هم كذلك جاء الإمام زين العابدين{عَلَيْهِ السَّلامُ} بمعجزة طي الأرض إلى أرض كربلاء.
كانوا في حيرة من أمرهم فبينما هم كذلك، وإذا بفارس قد طلع عليهم باكياً قائلاً: يا بني أسد، أنا أرشدكم إليهم, فنزل عن جواده وجعل يتخطى القتلى،
قال السيّد المقرّم{رحمه الله}: «ولمّا أقبل السجّاد{عَلَيْهِ السَّلامُ} وجد بني أسد مجتمعين عند القتلى متحيّرين لا يدرون ما يصنعون، ولم يهتدوا إلى معرفتهم، وقد فرّق القوم بين رؤوسهم وأبدانهم، وربما يسألون من أهلهم وعشيرتهم! فأخبرهم{عَلَيْهِ السَّلامُ} عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقفهم على أسمائهم، كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب، فارتفع البكاء والعويل، وسالت الدموع منهم كل مسيل، ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود.
فوقف على جسد أبيه الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} فاعتنقه، وجعل يشمه ويقبله ويبكى بكاء عالياً, ويقول: يا أبتاه بعدك طال كربنا, يا أبتاه بعدك طال حزننا, ثم أتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق، فأنزل جثته الشريفة وحده, ولم يشرك معه أحداً وواراها بنفسه, وقال لهم: إن معي من يعينني، ولما أقره في لحده، وضع خده على منحره الشريف قائلاً: طوبى لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فإن الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهد، والحزن سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم، وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته".
وكتب على القبر: "هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب{عَلَيْهِ السَّلامُ}، الذي قتلوه عطشاناً غريباً".
ثمّ مشى إلى عمّه العباس{عَلَيْهِ السَّلامُ}، فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء، وأبكت الحور في غرف الجنان، ووقع عليه يلثمّ نحره المقدّس قائلاً: "على الدنيا بعدك
العفا يا قمر بني هاشم، وعليك منّي السلام من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته".
وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد، وقال لبني أسد: «إنّ معي من يعينني»! نعم ترك مساغاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين، ووضع في الأُولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب وأمّا الحر ألرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن»{2}.
وبعدما أكمل الإمام{عَلَيْهِ السَّلامُ} دفن الأجساد الطاهرة، عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا.
.
تاريخ الدفن ومكانه -13 محرّم 61ﻫ، كربلاء المقدّسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار 45/277. 2ـ مقتل الحسين: 320.
روى ابن نما الحلي عليه الرحمة في مثير الأحزان ، عن ابن عائشة قال : مرَّ سليمان بن قتيبة العدوي ومولى بني تميم بكربلاء بعد قتل الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ} بثلاث ، فنظر إلى مصارعهم فاتَّكأ على فرس له عربية وأنشأ :
مَرَرْتُ على أبياتِ آلِ محمَّد فَلَمْ أَرَها أَمْثَالَها يومَ حَلَّتِ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّمْسَ أضحت مريضةً لِفَقْدِ حسين والبلادَ اقشعرَّتِ
وكانوا رجاءاً ثمَّ أَضْحَوا رَزِيَّةً لَقَدْ عَظُمَتْ تلك الرزايا وجَلَّتِ
وتسألُنا قَيْسٌ فَنُعْطِي فَقِيرَها وَتَقْتُلُنا قيسٌ إذَا النَّعْلُ زَلَّتِ
وعندَ غَنِيٍّ قَطْرَةٌ من دِمَائِنا سَنَطْلُبُهم يوماً بها حيثُ حَلَّتِ
فَلاَ يُبْعِدُ اللهُ الديارَ وأهلَها وَإِنْ أصبحت منهم برَغْم تَخَلَّتِ
فإِنَّ قتيلَ الطفِّ من آلِ هاشم أذلَّ رِقَابَ المسلمينَ فَذَلَّتِ
وقد أَعْوَلَتْ تبكي السَّماءُ لِفَقْدِهِ وأنجمُنا ناحت عليه وصلَّتِ
بنو أسد: بطن من العدنانية، سكنت هذه القبيلة كربلاء إبّان الفتح الإسلاميّ للعراق، وكان لبعض رجالها مواقف مشرّفة في نصرة سيد الشهداء الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في واقعة عاشوراء سنة 61هـ. وكان أبرز مناصري الإمام عليه السّلام الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر ألأسدي. يقطن فريق منهم في أطراف الكوفة وكربلاء وعين التمر وواسط، وأسّسوا قديماً في الكوفة إمارة قوية هي الإمارة المَزيدية.
هناك من يسأل هل في تاريخ دفن الإمام الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ} اختلاف أم أنه دفن في يوم معلوم؟
الجواب :
الجواب الإجمالي: هناك آراء ثلاثة في تاريخ دفن الإمام الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ}، ذهب بعضهم إلى أنه {عَلَيْهِ السَّلامُ}، دفن في اليوم {11} من محرم, وآخرون في اليوم {12}, وآخرون في اليوم {13}, والأخير هو المشهور.
الجواب التفصيلي: اختلف المؤرخون في يوم مدفنه على ثلاثة أقوال:
ا - اليوم الحادي عشر: وهو مختار جملة من المؤرخين منهم ابن شهر آشوب، والمسعودي والبلاذري وابن كثير والطبري وابن الأثير. وهو الظاهر من الشيخ المفيد في إرشاده ومن تبنى رأيه كما سيأتي في النقطة الثانية, حيث قال: «وأقام - يعني ابن سعد - بقية يومه - يعني اليوم العاشر - واليوم الثاني - يعني اليوم الحادي عشر - إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين وأخواته، ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى» . وكذلك العلامة الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى.
والمعروف ،... أن بني أسد إنما دفنوا الشهداء يوم رحيل ابن سعد بأهل البيت إلى ابن زياد, أي في اليوم الحادي عشر.
2 - اليوم الثاني عشر, وهو مختار ابن طاووس.
3 - اليوم الثالث عشر, وهو مختار السيد المقرم «ت 1391هـ» في كتاب مقتل الحسين, ولم يذكر مصدر ذلك ومن يتبناه.
قال: «وفي اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد, لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله».
قال الشيخ عباس القمي في ذلك: «ومن المعروف «!» أن الأجساد الطاهرة بقيت ثلاثة أيام مرمية على الأرض دون دفن، ونقل عن بعض الكتب أنها دفنت بعد عاشوراء بيوم واحد، وهذا مستبعد؛ ذلك أن عمر بن سعد كان لا يزال في اليوم الحادي عشر لدفن القتلى من عسكره؛ وكان أهل الغاضرية قد ارتحلوا من نواحي الفرات خوفاً من ابن سعد، وبهذا الاعتبار فهم لا يجرؤون على العودة بهذه السرعة».
ونفى الشيخ الطبسي في كتاب مع الركب الحسيني أن يكون الدفن في اليوم الحادي عشر لأن المسألة بالنسبة إليه إعجازية في حركة الإمام زين العابدين من الكوفة إلى كربلاء انطلاقاً من محاججة الواقفة مع الإمام الرضا ... وجاء في كلامه: «إذن خروجه إلى كربلاء بالأمر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لأنه لم يدخل المجلس إلا في اليوم الثاني عشر، إذ لم يكن عمر بن سعد قد دخل بعسكره وبالسبايا مدينة الكوفة إلا في نهار اليوم الثاني عشر كما قدمنا قبل ذلك في سياق الأحداث».
ولعل الملاحظ والمشهور هذه الأيام هو الرأي الثالث وهو أنه دفن في اليوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام، ...
ومن هنا قال الطبسي في كتابه مع الركب الحسيني «لكن ظاهر بعض الآثار يدل على أن عملية دفن الأجساد المقدسة حصلت في اليوم الثالث عشر من المحرم...».
الخلاصة: إنّ المشهور بين الأعلام -بعد فقد النصوص الدالة على تاريخ يوم دفن الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} – إنّ يوم الدفن كان في اليوم الثالث عشر من شهر محرم, أي بعد ثلاثة ايام من استشهاده{؏}،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- من مقالة {دفن الإمام الحسين... بين شهرة المتقدمين وعقيدة المتأخرين}, للشيخ عباس الموسى, بتصرف.
2- انظر مناقب آل أبي طالب ج4 - ص 112، أنساب الأشراف للبلاذري ج3 - ص 411، مروج الذهب ج3 - ص 63، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان - ص 97، البداية والنهاية ج8 - ص 191، وتاريخ الطبري ج 3 - ص 335، الكامل في التاريخ - ابن الاثير ج 3 - 433
- الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 - ص 114 3
4- إعلام الورى بأعلام الهدى - ص 290.
5- اللهوف في قتلى الطفوف - 85، بحار الأنوار ج45 - ص 107 .
6 - مقتل الحسين - المقرم - ص 319 طبعة الخامسة طبع بيروت ونشر دار الكتاب الإسلامي 1399 هـ وقد ذكر هامش «إثبات الوصية للمسعودي» ولم أعرف مقصده هل يريد التاريخ أم ما جاء بعد التاريخ لأن المسعودي يتبنى الرأي الأول.
7- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل - ج1 - ص 565.
8 - مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 - ص 143
9 - مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 - ص 144
وبعدما فرغ الإمام {عَلَيْهِ السَّلامُ} من دفن الأجساد الطاهرة، ركب جواده ليرحل، تعلق به بنو أسد وقالوا له: بحق من واريتهم بيدك, من أنت؟ فقال لهم: أنا حجة الله عليكم, أنا علي بن الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، ثم عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا.
وإحياء لهذه الذكرى؛ ستشهد مدينة كربلاء المقدسة بعد ظهر اليوم الثلاثاء {13محرم 1441هـ الموافق 13أيلول تشرين الأول 2019م} خروج الآلاف في عزاء كبير لقبيلة بني أسد, من أبناء هذه العشيرة, والعشائر الأخر من محافظة كربلاء المقدسة والمدن المحيطة بها, تخليداً لما فعله أجدادهم من مراسيم دفن الأجساد الطاهرة, بعد بقائها في العراء لثلاثة أيام, تصهرها حرارة الشمس المحرقة, بعد قطع رؤوسهم الشريفة، وأخذها مع السبايا إلى الشام, وترك الأجساد الزاكية من غير دفن.
اَلسَّلامُ عَلى الإمام الْحُسَيْنِ {؏}، الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّـهُمَّ! اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ ...
نعيش اليوم ذكرى عاشوراء التي تجاوزت في معانيها ومدلولاتها الألم والحزن على هذه الفاجعة الأليمة التي ألمَّتْ بنا ولمست كل فردٍ منا نحن الموالين نهج الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، وما علينا إلا أن نعمل بجد ونحذو حذو من سبقونا إلى الأيمان و الجهاد مع الإمام الحسين وأصحابه الميامين{عَلَيْهِم السَّلامُ}، وأن نستوعب العبر والدروس من عاشوراء ونطبقها في حياتنا اليومية،.. وعلينا أن نعلِّم أبناءنا هذه الدروس التي تشكل خير ضمانة لأجيالنا في الحفاظ على هويتهم وأصالتهم في مواجهة التحديات الثقافية المرعبة التي نواجهها اليوم.
يجب أن نتخذ من ثورة الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ}، دروس عاشوراء تؤكد على قيم التوحيد، قال سبحانه وتعالى::{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} النساء. فلا عبودية إلاَّ بطاعةٍ لله ورسوله محمد وطاعة أئمة أهل البيت الهدى {عَلَيْهِم السَّلامُ}، إطاعتهم واجبة على كل أحد من المسلمين، والمطلوب منّا أن نفعله، الصبر والإستقامة والسير الدائم على
الصراط المستقيم ولاية الإمام علي أمير المؤمنين وذريته والسير على نهج { عَلَيْهِم أفضَلَ الصَّلاةِ و أَزكى السَّلامِ،}، جعلنا الله وإياكم من العاشورائيين .
لا يسعني إلاً أن أقدم خالص عزاءنا لكم جميع،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ