نهضة الامام الحسين(ع) وعلاقته بالأمام المهدي(عج) / 1 بقلم : عبود مزهر الكرخي

الخميس - 05/09/2019 - 15:27


من المعلوم وحسب الاحاديث الشريفة الواردة واحاديث ائمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) أن من اول مهمات الأمام المهدي(عج)هو الأخذ بثأر جده الأمام الحسين(ع)من القتلة. ولكن يبقى السؤال المهم هو كيف يأخذ الثأر من قتلة الأمام الحسين(ع) وهم قد ماتوا؟
وهذا السؤال هو ما يطرحه الكثير من أبناء العامة وحتى من يدعون العلمانية والسؤال هو الغرض منه التشكيك بوجود الأمام المهدي(عج)وظهوره من قبل الكثير من أبناء العامة والكثير من المعادين للمذهب الشيعي وفي مقدمتهم الوهابية والعلمانيين من الذين يعملون وبكل جهد حثيث من أجل محو هذا المعتقد الشيعي في عقول الكثير من الناس.
كما أن مضاف  الإمام(ع)ومن الوارد من الاخبار من قبل ائمتنا وعلماؤنا والفقهاء أنه يأتي إلى كربلاء ويزور قبر جده ويستخرج عبد الله الرضيع من القبر فهل سيعيد الحياة إليه أم أنها مراسيم عرض لمظلومية أهل البيت عليهم السلام ؟
وهذا الامر هو ما يتندر به العديد من الاطراف التي ذكرناها آنفاً والمعادية لمذهب أهل البيت ويعتبرون وبحسب نظرتهم القاصرة وعقولهم الفارغة هو نوع من المستحيل وضرب من الخيالات ولا يقرها العقل والمنطق. والتي سنناقشها وبالدلائل حقيقة الأمر العظيم الذي سيحدث في حياة المسلمين مستقبلاً وفي حياة البشرية جمعاء.
ومن المعلوم ان الثأر نوعان : ثأر شخصي ومن يأخذ حقه ويقوم به هو ولي دم المقتول ظلماً وثأر ديني رباني(وكما في القوانين الوضعية هو ما يسمى الحق العام) ولكن الثأر الرباني هو أقدس واعظم وأسمى وأيضا الثأر الديني الأساسي يسمى في المصطلح الديني هو الحق العام لله عز وجل . وهذا الثأرين هو يدخل كلاهما في صلاحيات الأمام الحجة المهدي(عج).
ومن هنا كان الهدف الأول الرئيسي للإمام المهدي(عج) هو الأخذ بثأر الامام الحسين(ع) وما الراية الحمراء المرفوعة على القبة الشريفة على القبة الشريفة للأمام أبي عبد الله(ع) إلا أنه يوضح أن ثأر الأمام الحسين(ع) مازال قائماً ولن ترفع إلا بظهور قائم آل محمد(عج)وهذا الأمر ليفسر بأنه قد تجمعت في واقعة الطف ومقتل الحسين كل ظلامات الأنبياء والأئمة(ع) وبالمقابل تجمعت في أعداء الحسين كل صفات الأجرام والوحشية والطغاة والتي ورثها ويزيد وأبيه وكل بنو أمية من قابيل وفرعون وهامان وكل طغاة العصر وعلى مر الزمان وقال الله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا }(1).
فقد جعل الله سبحانه حقا لولي الدم وسلطانا للأخذ بالثأر ولكن في قضية الإمام الحسين(ع) هناك استثناء فقد قال الإمام الصادق(ع)  في تفسير هذه الآية الكريمة: أنها نزلت في الحسين(ع)  فلو قتل به أهل الأرض لما كان مسرفاً(2).
والذين يأخذ منهم الإمام (ع) الثأر كل من شرك في قتله فمن رضي بعمل قوم فقد شركهم فيه وفي هذا العصر نسمع بأن مفتي السعودية يقول إن يزيداً هو الخليفة الشرعي ، معنى هذا أنهم  راضون بفعل يزيد عليه اللعنة ويقولون إن الإمام الحسين(ع) خرج على الخليفة الشرعي ، ومن يقول ذلك فهو شريك في دم الحسين(ع) وإنما يجمع الناس الرضا والسخط فعاقر ناقة ثمود رجلٌ واحد ولكنهم لما رضوا بفعل هذا الرجل فقد جعلهم الله عز وجل شركاء ، فعبَّر عنهم بعقروها والظالمين أيضاً مشمولون بالشراكة لأنهم يفعلون فعل القتلة والمجرمين فهم على نفس الخط المعادي لأهل البيت (ع). ومعنى أنه يقتل ذراري قتلة الحسين(ع)  لأنهم رضوا بفعل آبائهم ,وأما المختار عليه الرحمة فقد أخذ بجزءٍ من الثأر، وأما الثأر الفعلي فهو يقوم به صاحب الزمان(عج) "(3) .
وفي حديث طويل ينقله الشيخ الصدوق رحمه الله في علل الشرايع: عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي ننقل مايهم بحثنا المتواضع هذا حيث قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر " ع: {...فقلت يا بن رسول الله! فلستم كلكم قائمين بالحق ؟ قال : بلى. قلت فلم سمي القائم قائما ؟ قال (ع) : لما قتل جدي الحسين (ع)  ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله عز وجل إليهم قرّوا ملائكتي فو عزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرَّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يُصلىِّ، فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم }(4).
وأما كيفية دخول الإمام (ع)  إلى كربلاء  فقد ورد عندنا أن كربلاء سيكون لها شأن عظيم قبل الظهور ، ويكون لها صدىً عالمياً كبيراً وهو (ع) سوف يُظهر معجزاته في كربلاء ومن معجزاته أنه يستخرج الطفل المذبوح ذو الستة أشهر ويريه للعالم فيهزُّ بها العالم ومن الممكن أنه سيكون النقل للعالم بالوسائل المتاحة حيث يراه كل العالم ، ولكنه يُرجعه إلى مكانه ولايوجد عندنا خبر أنه يحيه (ع)(5).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.