العراق نقطة المواجهة ...في أتون الصراع الاقليمي / الدولي-ظاهر صالح الخرسان

السبت - 24/08/2019 - 20:10

قد يكون من سوء حظ العراق انه يمثل اوضح واقوى مصاديق مفهوم وعلم"الجيوبوليتيك"_الجيوسياسي_. وهو دراسة تأثيرالأرض على السياسة في مقابل مسعى السياسة للاستفادة من هذه المميزات وفق منظور مستقبلي أي (علاقة تأثُر و تأثِير) ليكون مصيره محاطا بثلاث قوى اقليمية تعمل على ترسيخ الاحاطة الاستراتيجية وتنضيج وتوظيف ابعاد القوة الاقليمية لمصالحها.
ويبدو لم تشفع خطوات وصيحات الصوت "الوطني العراقي" بإبعاد العراق عن دائرة الصراع في المنطقة. 
فالعراق يعيش حالة من اللا استقرار الامني رغم سيطرته الشكلية على معظم اراضيه الا ان الامن الاستراتيجي في حالة من الضعف والشلل التام فلم تجدي نفعا اتفاقيات الامنية والصداقة والجيران والمعاهدات وانما هناك حالة من الافتراس والنهش بالجسد العراقي تتجلى بوضوح بأياد عراقية خلقت نفسها كبيادق شطرنج تفعل ما تُؤمر به دون خجل او خوف اوإستقباح وانما تتحرك بإعلام منظم يعطيها الاستحسان العقلي والشرعي .
ويُوضع العراق دائماً في قلبِ المُتغيرات العالمية في المنطقة نتيجة مصيره الجيوسياسي، واليوم يَفترِش العراق ارضه وسيادته لِمشروعَين مُتصارِعَين على مناطق النفوذ الاقليمي المشروع الامريكي / الايراني ليس صراع عقائدي فحسب بل هناك دلالات وإشارات لتقاسم المصالح وتحديد اولويات النفوذ في المنطقة .
هذين القطبين المتصارعين قد ساهما بشكل فاضح بإرباك المشهد السياسي العراقي الفتي منذ بداياته الى اليوم وارباك متعمد ومتداخل لإظهار شكل حكومات هزيلة تعاقبت على حكم العراق بعد 2003 ، واستمرار تأزيم الاوضاع المحلية من خلال عسكرة المجتمع وشحنه بالشعارات العابرة للقارات واستغلال الوضع الاقتصادي المعطّل الذي وفّر خزّان بشري من الشباب الباحث عن الوجود وعن تحسين وضعه الاقتصادي .
بل ان تعطيل الاقتصاد بشكل متعمد في العراق ليثمر هذا الولاء ويستعد للتضحية من اجل الاخرين وديمومة مصالحهم .
ومصيبة العراق ان لديه ارتباطات امنية واشتراكات واتفاقات ومعاهدات ومصالح مشتركة مع تلك المحاور ، فكيف يستطيع في كل هذه الفوضى والتصعيد الامني والشعارات والتزاحم في المصالح والمواقف والآراء والأفكار ان يكون محايدا!
وان يخرج برؤية عراقية خالصة محايدة يقدمها او يعلنها كمحور لوحده تتتفاعل معها الدول الأخرى، وتتحاور معه او حتى لو لتتقاطع معه؟ وما هي قدرات العراق السياسية والدبلوماسية ان ينتهج هذا النهج ليعبر مرحلة الصراح بعيدا عن الضجيج وصوت طبول الحرب ...حتى لا يكون كاليمن او سوريا بنسخة ثانية .