يتواجد في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ العديد من الحيواناتِ الفريدةِ من نوعها، والتي تكيفت مع المناخ العربي على مر السنين. ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية «الهيئة السعودية للحياة الفطرية سابقًا»، من مقره الرسمي في الرياضِ، على حماية ما تبقى من هذه الأنواع في الحياةِ البريةِ، وإنمائها ومتابعتها، للحيلولة دون انقراضها، ومن بين هذه الأنواع: «النمر العربي».
النمر العربي، وهو نوع من السنورياتِ أو الهرياتِ، ويُعتبر أكبر وأقوى أنواع القططِ في شبه الجزيرة العربية. وقدْ أدرجَ النمر العربي ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراضِ، إذ يُقدر عدد النمور العربية حوالي 200 نمر في عام 1427هـ/ 2006م، وغالبية النمور العربية الموجودة في المملكةِ يتم تربيتها في أماكنٍ مغلقةٍ، لكن هناك خطط لإعادتها إلى البريةِ.
ويقطن النمر العربي الجبال العالية، كجبال عسير وجبال شدا جنوب المملكةِ، ويقتات ليلًا على الفرائسِ الصغيرةِ والمتوسطةِ، كالوعل النوبي والماعز البري والطهر العربي والثعلب والنيص والأرنب والجرذ والقنفذ، وعادةً ما يقوم بتخزين جثث الفرائسِ الكبيرةِ في الكهوفِ، ولكنه أحيانًا يقتات في وضح النهارِ، فالمعلومات حول حياته البرية محدودة للغاية.
ويتميز النمر العربي بلون عينيه الزرقاويتينِ خلافًا لمثيله الأفريقي، ويتنوع لون فرائه من الأصفر الباهت إلى الأصفر أو الرمادي أو الذهبي الداكن. وزيادةً على ذلك، يمتاز النمر العربي بذيله الطويل، والذي يستعمله في التوازنِ أثناء التسلقِ. ويبلغ طول الذكر من 182 إلى 203 سنتيمتر، بينما يبلغ وزنه حوالي 30 كيلوغرامًا. ويبلغ طول الأنثى من 160 إلى 192 سنتيمتر، بينما يبلغ وزنها حوالي 20 كيلوغرامًا. وبالتالي، يمكن إعتبار النمور العربية أصغر حجمًا من باقي سلالات النمر الإفريقية والآسيوية.
ولا يُعرف الكثير عن الحياةِ الجنسيةِ للنمر العربي، ولكن عادةً ما تنجب الإناث في الكهوفِ حوالي أربعة أشبال، بعد فترة حمل تدوم حوالي 13 أسبوعًا. ويُولد الأشبال بأعين مغلقة، فلا يستطيعون الرؤية إلا بعد حوالي أربعة إلى تسعة أيام، ويُفطمون من حليب الأم بعمر ثلاثة أشهر، ويبقون بجوار والدتهم لمدة تصل إلى عامين.
ويعاني النمر العربي من مشاكل عديدة، منها الصيد الجائر للأغراض التجارية أو للتفاخر، والقتل الانتقامي من قبل القرويين ردًا على هجماته على الماشيةِ، والقتل عن طريق الخطأ عند تناوله جثث مسمومة مخصصة للذئاب والضباع المخططة.
وتُعد النمور العربية أداة طبيعية لحماية التجمعات السكانية البشرية من مخاطر الجرذان والقرود، فكلما انخفضت أعدادها، إزداد أعداد الجرذان والقرود، مما يعرض التجمعات السكانية البشرية للعديد من الأمراض المنقولة من قبل الجرذان والقرود مثل البلهارسيا والدودة الشريطية والطاعون والتهاب السحايا والسالمونيلا، ولذلك تُعد النمور العربية جزء مهم وأساسي في نظامنا الإيكولوجي.