توقعَ الكثيرون الانهيار الوشيك لليمن قبل حدوثه بسنواتٍ طويلةٍ، وذلك لأن البلاد خاضت مرحلة طويلة من عدم الاستقرار. وأصبحت التوقعات حقيقة ملموسة في أواخر عام 2014، إذ انحدرت البلاد نحو حرب أهلية بعد سيطرة الحوثيينَ على صنعاء. وفي مطلع عام 2015، نشبَ صراع محلي بين جبهتينِ رئيسيتينِ: الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في تحالفٍ مشتركٍ من جهة، ومؤيدي وحلفاء الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى. وفي مارس آذار عام 2015، تحولت الحرب الأهلية اليمنية إلى حربٍ أقليميةٍ، إذ أطلقت المملكة العربية السعودية وعشر دول أخرى عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح المتحالفة معهم، وذلك استجابة لطلب الرئيس هادي بهدف دعم الشرعية اليمنية رسميًا.
وتُتهم إيران عادةً بدعم الحوثيين واحتضانهم. وقدْ استقبلَ علي خامنئي شخصيًا، أول أمس الثلاثاء الثالث عشر من أغسطس آب الجاري، وفد الحوثيين برئاسة المتحدث باسم الميليشيا، محمد عبد السلام، وذلك في العاصمة الإيرانية طهران. وخلال اللقاءِ، قدمَ خامنئي للوفد الحوثي الإشادة بحربهم وقتالهم في اليمنِ. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا إيران تدعم الحوثيين في اليمنِ؟
أحد أسباب الدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو أن خسائر المملكة العربية السعودية في ميزان القوى الإقليمية تُمثل مكاسب لإيران، إذ تستفيد طهران من وجود الرياض متورطة في صراعٍ طويلٍ وشاقٍ في اليمنِ، يستنزف قدراتها الإقتصادية والعسكرية والأمنية، بينما هي تقوم بنشر إنعدام الأمن والفوضى بهدوء داخل المملكة.
وبغض النظر عن مقدار الدعم الذي قدمته إيران للحوثيينَ، فإنه لا يشكل سوى جزءًا صغيرًا للغاية مقارنة بما قدمته المملكة العربية السعودية لليمنِ على مر السنين، وذلك لأن الحوثيينَ لا يكلفون إيران سوى ميزانية بسيطة للغاية بسبب البعد الجغرافي لليمن عن حدودها، فلا يمكن لإيران نقل الكثير من الأسلحةِ إلى الحوثيينَ في اليمنِ دون المرور بالسفن الحربية في بحر العربِ. كما يعتمد الحوثيينَ في المقامِ الأولِ على تُجار السلاحِ المحليين وضباط الجيش الفاسدين في الجيش اليمني للحصول على الأسلحةِ المطلوبةِ وبأسعارٍ منخفضةٍ.
والسبب الآخر للدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو إبعاد اهتمام المملكة العربية السعودية عن سوريا والعراق بإتجاه اليمنِ، حتى لو كانَ جزئيًا فقط، فهو يُشكل مكسبًا متواضعًا لإيران، وذلك لأن سوريا والعراق يمثلان مخاوف أكبر بكثير لإيران، فوضعها في كِلا البلدين هش للغاية.
وعلى العكس من سوريا والعراق ولبنان، فلا تندرج اليمن ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، وذلك لأن إيران تهتم فقط بميليشيات المذهب الشيعي الأثنى عشري المؤمنين بولاية الفقية لضمان طاعة أوامر خامنئي، وهم متواجدون في العراق ولبنان تحديدًا، حيث تدعم ميليشيات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق عن طريق البر لمصالح سياسية واقتصادية بحتة، بينما تدعم ميليشيا حزب الله اللبناني عن طريق نقل الأسلحة جوًا من طهران إلى دمشق، ومن ثم برًا نحو الأراضي اللبنانية لتحقيق ذات المصالح. ولا تُعدّ ميليشيا الحوثيين من المذهب الشيعي الأثنى عشري، بل هم في الأساس من مذهب الزيدية، وهو مذهب يتبع الإمام الخامس «زيد بن علي»، وليس الإمام الثاني عشر «محمد بن الحسن المهدي»، ولذلك لا يراهم الإيرانيون شيعة، بل يرونهم سُنة، فيمنحونهم القليل من الدعمِ، فقط لأجل زعزعة الإستقرار وتوريط خصومهم في المنطقةِ. كما أن الزيديين في اليمنِ فرق متشعبة، ومنهم قبائل تقاتل لصالح الرئيس هادي ضد الحوثيينَ، ولذلك يمكن القول أن كل حوثي زيدي المذهب، ولكن ليس كل زيدي حوثي الإنتماء.
والخلاصة، تدعم إيران ميليشيات الحوثيينَ في اليمنِ، دعمًا محدودًا، فقط لأجل زعزعة الإستقرار في المنطقة، وتكبيد الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، خسائر إقتصادية وعسكرية عبر جعل اليمن في قائمة أولويات السياسة الخارجية السعودية. وزيادةً على ذلك، تهدف إيران من الصراعِ في اليمنِ إلى إبعاد أنظار المملكة العربية السعودية عن العراق وسوريا حيث تتواجد المصالح الإيرانية الحقيقية.
وتُتهم إيران عادةً بدعم الحوثيين واحتضانهم. وقدْ استقبلَ علي خامنئي شخصيًا، أول أمس الثلاثاء الثالث عشر من أغسطس آب الجاري، وفد الحوثيين برئاسة المتحدث باسم الميليشيا، محمد عبد السلام، وذلك في العاصمة الإيرانية طهران. وخلال اللقاءِ، قدمَ خامنئي للوفد الحوثي الإشادة بحربهم وقتالهم في اليمنِ. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا إيران تدعم الحوثيين في اليمنِ؟
أحد أسباب الدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو أن خسائر المملكة العربية السعودية في ميزان القوى الإقليمية تُمثل مكاسب لإيران، إذ تستفيد طهران من وجود الرياض متورطة في صراعٍ طويلٍ وشاقٍ في اليمنِ، يستنزف قدراتها الإقتصادية والعسكرية والأمنية، بينما هي تقوم بنشر إنعدام الأمن والفوضى بهدوء داخل المملكة.
وبغض النظر عن مقدار الدعم الذي قدمته إيران للحوثيينَ، فإنه لا يشكل سوى جزءًا صغيرًا للغاية مقارنة بما قدمته المملكة العربية السعودية لليمنِ على مر السنين، وذلك لأن الحوثيينَ لا يكلفون إيران سوى ميزانية بسيطة للغاية بسبب البعد الجغرافي لليمن عن حدودها، فلا يمكن لإيران نقل الكثير من الأسلحةِ إلى الحوثيينَ في اليمنِ دون المرور بالسفن الحربية في بحر العربِ. كما يعتمد الحوثيينَ في المقامِ الأولِ على تُجار السلاحِ المحليين وضباط الجيش الفاسدين في الجيش اليمني للحصول على الأسلحةِ المطلوبةِ وبأسعارٍ منخفضةٍ.
والسبب الآخر للدعم الإيراني للحوثيينَ في اليمنِ هو إبعاد اهتمام المملكة العربية السعودية عن سوريا والعراق بإتجاه اليمنِ، حتى لو كانَ جزئيًا فقط، فهو يُشكل مكسبًا متواضعًا لإيران، وذلك لأن سوريا والعراق يمثلان مخاوف أكبر بكثير لإيران، فوضعها في كِلا البلدين هش للغاية.
وعلى العكس من سوريا والعراق ولبنان، فلا تندرج اليمن ضمن أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، وذلك لأن إيران تهتم فقط بميليشيات المذهب الشيعي الأثنى عشري المؤمنين بولاية الفقية لضمان طاعة أوامر خامنئي، وهم متواجدون في العراق ولبنان تحديدًا، حيث تدعم ميليشيات مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق عن طريق البر لمصالح سياسية واقتصادية بحتة، بينما تدعم ميليشيا حزب الله اللبناني عن طريق نقل الأسلحة جوًا من طهران إلى دمشق، ومن ثم برًا نحو الأراضي اللبنانية لتحقيق ذات المصالح. ولا تُعدّ ميليشيا الحوثيين من المذهب الشيعي الأثنى عشري، بل هم في الأساس من مذهب الزيدية، وهو مذهب يتبع الإمام الخامس «زيد بن علي»، وليس الإمام الثاني عشر «محمد بن الحسن المهدي»، ولذلك لا يراهم الإيرانيون شيعة، بل يرونهم سُنة، فيمنحونهم القليل من الدعمِ، فقط لأجل زعزعة الإستقرار وتوريط خصومهم في المنطقةِ. كما أن الزيديين في اليمنِ فرق متشعبة، ومنهم قبائل تقاتل لصالح الرئيس هادي ضد الحوثيينَ، ولذلك يمكن القول أن كل حوثي زيدي المذهب، ولكن ليس كل زيدي حوثي الإنتماء.
والخلاصة، تدعم إيران ميليشيات الحوثيينَ في اليمنِ، دعمًا محدودًا، فقط لأجل زعزعة الإستقرار في المنطقة، وتكبيد الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، خسائر إقتصادية وعسكرية عبر جعل اليمن في قائمة أولويات السياسة الخارجية السعودية. وزيادةً على ذلك، تهدف إيران من الصراعِ في اليمنِ إلى إبعاد أنظار المملكة العربية السعودية عن العراق وسوريا حيث تتواجد المصالح الإيرانية الحقيقية.