دلالُ المرايا /داود الحسيني

الاربعاء - 14/08/2019 - 18:21


دلالُ المرايا  
يصوغ ُ وجوه الصبايا
 بلون الحياء
ويسبحُ في بركةِ البوح ِ
 طير ُ المساء.
يمازحُ  قلبي الخليّ :
يهزأ من وجعي
وإدمان ِ عيني البكاء
قلتُ : ـ
إني أتيت ُمن القبر والسجن ِ.. والموت ..
فالعراقُ حضنُ البلاء
بلدي أثخنته الجراح
وصدري طوته المواجعُ
مثل الخِباء
تخافُ عجائزه ضحكة الليل ِ قرب المواقد ..
يرددن اذا ما  ضحكن
ضحكةُ خيرٍ!!!! .. إله السماء 
لم يتعودن
أن تظلَ المسرَّة  بينهن حتى الصباح
وكان المساءُ
تطارح ُ أهلي البراغيثُ والبقّ   فيهِ ..
وينام الأنينُ
وخوفُ الرفاق
مع الطفل في مهده ِ
وتصطكّ من فزع ٍ ضلوعُ النساء
أتيتُ  مِن الرعب فوق البيوت
وتحت الوسائد
تركتُ العيون محملة بالقذى والدموع
يرشّ التوجسُ ملحَ الترقبِ
 بين الجموع
 
فهل بعد ضيعة عمري؟  ..
وسمل ِعيوني ..   وبتر  لساني
وذبح  بلادي
 أبعدَ  مصائب أهلي  يلمن سهادي
وقلة وجدي وموت الفحولة
في جسدي
والرجاء  
أبعد البلايا !!
أكون  لظىً  .. والدماء
صبغت خافقي
والصبابات ..  جمدهن الصقيع
والمنايا
غسلن فراشي بماء
التغرب والإنتهاء .