اين يكمن السر في العشق وهذا الجمعُ يذوبُ في هواكَ !
وماسرُ جذبُ الحبيبِ للمحبين سيراً حتى صار الوهنُ بالمسيرِ لهم شرفُ
وان كنت سائلي عن المسيرِ فقد عقدتُ قلبي بالحسينِ وقلتُ اوليس حبك ايمانٌ اوليس تحقيق الاماني ان نؤمن بها ؟
فها انا وضعتُ الاماني لديك وانا اؤمن بأنك بابنا الى الله لتحقيقها.
على طول الايام بدأ الزحفُ مزمجراً بصوت اقدامه ،فحتى الماء لم يمنعهُ عن المسير
هنا على صوت نداء الاربعين ،حضر الملايين ليعلنوا انهم احرار وانهم للحسينِ(ع ) ذاكرين،فعلى هذه الخطى يكتملُ الحج عند قبلة الاحرار كربلاء.
كم تمت محاولات لاقصاء الزائرين ومنعهم من قبل الظالمين في العقود المنصرمة الماضية ،حاولت طمر الحقيقة في الجب لكنها أخرجت بدلوٍ سحب لعصرٍ قد تغيرت معهُ العروش وتبدلت السلاطين لكن هذه الحقيقة لم تفنى بل خُلقت من جديد بعصرٍ اقربُ مايسمى عصر الحسين (ع)
فليس عبثاً ماقالتهُ الحوراء زينب (ع )بمحضرِ الطاغية يزيد، فوالله لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا……
هذا التسلسل الزمني المليء بالتحدي والتضحية والاباء ،والذي سجله المحبين لاصرارهم من جهة والابطال بحمايتهم من جهة اخرى .
فمن لايعلم كم كابدنا من الصعوبات في سبيل أن يكون هذا الطريق خالٍ من التهديد الارهابي التكفيري ، فقد كانت الطرقُ وعرة للوصول مليئة بنيران الشوق ونيران الموت سوية ،قد نصل احياء او نقع شهداء بطرقٍ متعددة ….
في بدايات العودة لهذا الخلود بعد زمن الطاغية ، وقفت القوات الامنية بأمكاناتها البسيطة جداً مرتكزة بأخطر الطرقات واحلكها ظلاماً ،مانعة وحوش الغاب ومفشلة لخططهم ، ليزداد جموع الزائرين رغم الاخطار المحدقة بهم والتي تخرج عن السيطرة الامنية …
وبعد التقدم بالزمن وصولاً لأنهيار الاجهزة الامنية بدخول اكبر تنضيم ارهابي مدعوم دولياً ومحلياً إلا وهو (دا١١ش) ،والذي شاء القضاء على كل شيء بهذا البد وخاصة تهديم المراقد المقدسة والوصول لمرقد الامام الحسين (ع )بالخصوص !!
لكن شاءوا شيئاً وانقلبت الموازين عليهم…
فظهور الحش-د الش-عبي ،اعاد المياه الى افضل من مجاريها …….
فالموت الذي كان صريع الزائرين كل سنة بسبب الارهاب حُجم شيئاً فشيئاً حتى صار الطريقُ قبلة أمنة محط الانظار ، لاتفكير سوى بأيام الذهاب والاياب….
وهذا الذي جعل ويجعل الدول تتكالب عليهم ،من اجل اقصائهم وتجريدهم من مهمتهم السامية المقدسة التي افشلت خططهم الطائفية المقيتة التي تودُ اعادة العراق قروناً للوراء !!!
فعلى الاقلام والاصوات الشريفة دعمهم ،وهذا جزءاً يسير من دورهم الكبير بما انعمنا به…
لنعد للطريق ونشاهد الصور الحية وننقل مارأينا ،ابتداءاً من الاطفال الذي يقفون ممسكين بماءٍ اوطعام ، شباب ينادون للزائرين هلموا لزاد الحسين ع
ونساءٌ في الخيم يخدمن اسوةٌ بالرجال في عظمة الخدمة
هناك من يقوم بتدليك الزائرين وهناك من يضيفهم في بيته مستبشراً.
وهناك من ينادي لنقلهم ان كانوا متعبين
وهناك من يقوم بشحن هواتفهم
يتنافسون بتقديم افضل مالديهم من الخدمات من ابسطها الى اعلاها شأناً،لينالوا بذلك الحسنى وليحصدوا معنى خادمٌ للحسين( ع) ،لم يسألوا زائراً من انت ومن اين ؟هم ينتظرون الجميع ،فتلك المرأة الطاعنة في السن وهي تخبز بيديها المجعدتين لايهمها اي زائرٍ تخدم فهي بعين الحسينِ تنظر …
فما ابهاها ومااروعها من ايامٍ تبثُ الطمأنينة في النفوس وتجمع القلوب من بقاع العالم لقبة الاحرار كربلاء وهي نعمة الحسين (عليه السلام)…