قبل أيام ارسل لي الصديق أبي ذر العمر فليح الى المانيا خمسة كيلوات من التمر الممتاز ، وصلت هدية أبي ذر ومعها وصلت الذكرى الطيبة لقلب أبيه الحاج عمر فليح . الذي كان بيته صالونا أدبيا لذكريات رجل يحب مدينته سوق الشيوخ وأهلها ، تلك الذكرى المستعادة بتفاصيل ايامنا القديمة استعدتها قبل اشهر يوم استضافني ولده الكبير الصديق الطيب أبي فهد ( علي العمر ) ، وتحت ظل دفء خيمة في حديقة البيت وصورة أبيه فوقنا ، مر شريط الذكريات في واحدة من أزمنة الحصار ، عندما تمت دعوتي لخدمة الاحتياط وتعرفت على ضابط ساعدني بعدم الدوام في مركز تدريب الناصرية ــ كتبية المخابرة واردت ان اقدم له شيئا يأخذه الى أهله في كركوك ــ الحويجة .وعادت كنت اجد التمر عند الطيب سيد محمد احد باعة التمور والطحين في سوق الشيوخ . ولكنه اعتذر فلم يكن لديه وقتها تمر الشويثي .
الحاج عمر فليح لااعرف كيف سمع حديثي مع سيد محمد وهو في علوته . وحين رجعت الى البيت تفاجأت ان 3 أكياس تمر قد جلبها سائق الذي لم يذكر من ارسل التمر .
لاحقا عرفت ان أبي علي رحمه الله هو من ارسل الأكياس ليخلصني من الحرج والوعد لذلك الضابط .فأرسلت كيسا للضابط وأبقيت كيسين لكل الشتاء.
مع تلك الهدية ظلت ايامنا مع أبي علي تمر بعاطفة الأدب والمجالس وحضوره الاجتماعي ،وفي بيته القديم الذي بقي بذات الطراز وفاءا من أبنائه لأبيهم استعيد الكثير من محطات الذكرى مع ذلك المثقف والصديق. لتأتي تمور ( أبي ذر العمر ) تحمل من عاطفة أبيه أشياء كثيرة .