كانت ولا تزال المقاومة ترفع راية هيبة العراق، وقوته وعزته وشموخه، وان تطلب الحفاظ على ذلك اراقة الدماء، فهم المضحين والمجاهدين لاجل العراق ولاشيء غيره كما يدعون، فكانوا يتهمون ساسة البلد بالانبطاح السياسي حتى جعلوا منه عنواناً بارزاً يتهم به كل من قدم تنازلاً لهذا الطرف او ذاك، وهم من اتهم مسعود برزاني بالخيانة والعمالة لإسرائيل، فهم لا يؤمنون بالحلول السلمية او الوسطية او الدبلوماسية، لان منهج القوة هو المنهج ذو الآثار الواضحة في سياستهم !
اقليم كوردستان بعد تشكيل الحكومة الاتحادية، دعم القوى التي ادعت المقاومة رغم التناقض الكبير بينهم، وهذا مما يدعوا الى الاستغراب، لانهم العدو اللدود له، ورغم ذلك مضت الحكومة وسيطر حملة مشروع المقاومة على مفاصل الدولة، وحازوا على المفاصل الاهم في صناعة القرار السياسي وتحديد سياساته العامة .
كوردستان اتخذت جملة من القرارات والخطوات التي تعتبر انتهاكاً صارخاً للدستور العراقي، لوضوحها ولا مجال للتعامل معها بدبلوماسية او سياسية كما كان يتم سابقاً، حيث تعتبر اهم خطواتها المتخذة هي :
١- تسليم مذكرة احتجاج للقنصلية الالمانية اعتراضا على تصريحات المستشارة الألمانية ميركل في ضرورة الحفاظ على وحدة العراق !
٢- تصدير الاحادي للنفط دون تسليم أي مبالغ مالية للحكومة الاتحادية !
٣- تشكيل الهيئة العامه للمناطق الكردستانيه خارج اقليم كردستان، والتي تعتبر كل من كركوك والمناطق الاخرى خارج حدود الاقليم مناطق تابعة للإقليم، وهذا يعتبر مخالفة دستورية كبرى !
٤- اعتبار تواجد القوات العراقية الحكومية في كركوك احتلالا صريحا لكركوك !
ان الخطوات التي اتخذتها حكومة اقليم كوردستان من الخطورة بمكان، توحي بانها لا يمكن ان تقدم على مثل هكذا قرارات، الا اذا حصلت على الضوء الأخضر من الحكومة، او انها تعلم ان الحكومة تعاني من الضعف والوهن الذي يجعلها عاجزة عن اتخاذ اَي خطوة كرد على خطوات الاقليم !.
ان كانت الحكومة عاجزة فتلك مصيبة، لان قوى المقاومة كانت ولا تزال تدعي القدرة والقوة وأنها ابعد ما يمكن عن العجز، وان كانت الحكومة قد أعطت الضوء الأخضر الى الاقليم بكل ذلك فتلك كارثة، لان المقاومة قد يتقبل انها قد تعجز ولكن لا يمكن ان تعلن خيانتها لشعاراتها التي كسبت أصواتها الانتخابية من خلالها !.