عندما نتكلم عن نشوء, تحالف برلماني في العراق, فيجب أن نأخذ بنظر الاعتبار, عددية المكون الإجتماعي الأكبر, لبلد مثل العراق متعدد المكونات, وبأغلبية سكانية من مكون الشيعة, لضمان خلق توازن و إنصاف للأغلبية, في اتخاذ القرارات, وعدم هدر حقوقها.
خطورة أعقبت الانسداد السياسي, هي الأكبر منذ مشاركة التيار الصدري, في العملية السياسية, تكمن في انسحابه من العملية السياسية, وهذه النتيجة لم تكن متوقعة وجاء هذا الاجراء, نتيجة لاستحالة تكوين الحكومة من قبل التحالف الثلاثي "إنقاء وطن" وهذه التسمية تعتبر تكملة لشعار "نريد وطن" الذي تم رفعه, في تظاهرات تشرين عام 2019..
جاء في بيان السيد مقتدى الصدر "في حال اشتركنا في الانتخابات المقبلة, فأبقوا نساء ورجالا, على أهبة الاستعداد ولا تتفرقوا, وتكاملوا سياسيا وعقائديا وبرلمانيا وقانونيا, وتواصلوا مع الشعب العراقي" .. وكان السيناريو المتوقع, من أغلب الساسة العراقيين والمحللين السياسيين, حل البرلمان العراقي لهذه الدورة, لتجاوز المدد الدستورية لتشكيل الحكومة, والصيرورة لانتخابات مبكرة جديدة, مما عقد الوضع السياسي أكثر مما يتحمل؛ فالأزمات كبيرة واختراقات القوانين, أصبحت صعبة التجاوز في هذه المرحلة, كما أن إفرازات الوضع الاقتصادي الذي سببه ارتفاع سعر الدولار, وعدم وضع حلول ناجعة للحد من غضب المواطن وتقليص تجهيز مواد البطاقة التموينية, جعله في حيرة من أمره, فمن يمتلك الراتب أصبح لا يكفيه لمستلزمات العيش, أما الأخرين من أصحاب المهن الحرة, وهم الأغلبية فهم أكثر حيرة, لتوقف الأعمال للكساد الذي ساد الأسواق.
وصف السيد عمار الحكيم الانتخابات البرلمانية لعام 2021 بأنها مفترق طرق, فإما أن يكون عراقاً جديداً أو تسوء الأوضاع؛ أكثر مما كانت عليه, فهل كان استشرافاً وقراءة مسبقة, لما سيكون بعد الانتخابات؟ العراق الآن تحت ضغوط الحراك السياسي, فما بين تعطيل الدستور وتكوين الحكومة المرتقبة, أحداثٌ قد تطيح بكثير, ويبقى المستقبل مجهولاً والشعب ينتظر.