يحــلّ في السابع والعشرين من تموز 2022 ربع قرن على رحيل الجواهري العظيم، والتي مابرحت، بل وتتسع، معالم ومظاهر الاعتراف بعبقريته، يوما بعد آخـر، وينتشر منجزه وأرثه وتراثه الشعري، والوطني والفكري، أطاريح أكاديمية، وبحوثاً ودراسات، وكتابات بأشكال وسبل متنوعة المضامين والابعاد..
** وبهذه المناسبة اصدر مركز الجواهري للثقافة والتوثيق نداء، اجمل فيه بايجاز عددا من الشؤون ذات الصلة... ومما جاء فيه:
".. ان هذه الذكرى المميزة اتاحة اخرى لكل المعنيين السائرين على طريق التنوير، والهادفين اليه، ثقافيا ووطنياً وما بينهما، فرادى ومجتمعين، للافتخار برمز عراقي - عربي، فريد باجماع قـلّ نظيره، او يكاد، وعلى مدى عقود وعقود..
ان استذكار صاحب "أنــا العراق" بل والتباهي به، هو استذكار وتباهٍ للوطن كله، ولقيّم وابداع، وفكـر وعطاء، اجتمعت متفردة في رمـز بقي يشغل الناس والبلاد نحو ثمانية عقود متتالية: في الشعـر والادب والثقافة، كما في الرؤى والمواقف الوطنية، والعربية والانسانية، توثيقا، ومشاركة وجدانية وموضوعية، وتلكم ما راحت توثقه فرائده في نحو 400 قصيدة، وبأزيد من 25 الف بيت وبيت من الشعر، وفي عشرات وعشرات المقالات والكتابات الصحفية، عقودا مديدة.. "
** الى ذلك جاء في النداء الذي وقعه رئيس مركز الجواهري، رواء الجصاني:
" وبهذه المناسبة، وتيمناً بحال وواقع البلدان المتحضرة، ومجتمعاتها - والتي يطمح العراقيون النجباء، بالتأكيد، للسير على هداها- في الاحتفاءات بعظمائها ومبدعيها، اليوبيلية خاصة، يملؤنا التفاؤل بأن تبادر الجهات والهيئات الوطنية، الوطنية، وبخاصة وزارة الثقافة، واتحاد الادباء، ونقابة الصحفيين، ووسائل الاعلام الرصينة، كما الشعراء والفنانون والكتاب والمهتمون بشؤون الابداع، واشاعة التنوير، ان يبادروا، مشتركين او منفردين، ليساهموا في احياء الاستذكار اللائق، للسنوية الخامسة والعشرين لرحيل الجواهري الخالد، وفي ذلك – كما نظنّ- تميّـز اضافي لهم وللجميع، في اعلاء قيّم الاهداف والمسارات الانسانية الألقة.."..
** وتابع النداء:
" كما لا ننسى في هذا المجال ان نشارك في تفاؤلنا، المساهمات المتوقعة لأمانة بغداد في احياء ذكرى صاحب " دجلة الخير" .. ومدينة النجف الاشرف، التي انجبت هي و" كوفتها الحمراء" رمزها العريق.. كما لا يجوز لنا ان ننسى هنا ما هو متوقع بذات المجال مـن مسؤولي، وابناء كردستان الذي اهداهـــا الشاعر العظيم
"لسانـه وقلبـه" طوال حياته، والى حيّان الرحيل الى الخلود..
ولعلنا لا نفرط بأن نشرك في تفاؤلنا ايضا مبادرات متوقعة من الهيئات والمؤسسات العراقية المعنية في الخارج، الرسمية وغيرها، لا سيّما في دمشق التي عشقها الجواهري "لا زلفى ولا ملقا" وحيث رفاته ما زال يعطر تربتها الى اليوم... وكذلك بـراغ التي استقرها ثلاثين عاما متصلة، ومتقطعة "فأطالت الشوط من عمره".. وهكذا باريس" ام الجمال وام النغم" حيث مقر منظمة "اليونسكو" ..
** هذا وفي ختامه اكــد النداء :
" وفي السياق، ولكي لا نكون دعاةَ وحسب، نؤكد استعداد مركزنا الثقافي – المؤسس قبل عشرين عاما، والمعني الأول بحفظ ارث وتراث الجواهري الخالد - وكذلك ممثليته في بغداد، لتقديم ما يمكن له من دعم لفعاليات استذكار السنوية الخامسة والعشرين لرحيل الشاعر العظيم: استشارات ووثائق وصورا، وارشيفا، وعلاقات، وغيرها من مشابهات، وتلكم هي قدراته الوفيرة، المتوفرة، وحسب..
أخيرا، ومن جديد، ولعل خير ما نختم به، استعادة ما جاء به عنوان هذا النداء، ولعله يوجز بكل وضوح ما شئنا التركيز عليه، الا وهــو:
"استذكارُ الجواهــريّ.. تبــاهٍ بالشعرِ والوطـنِ والتنوير"
ونضيف مرددين بيتا من قصيده الحكيم، وبكل ثقة:
"يموتُ الخالدونَ بكل فــجٍ، ويستعصي على الموتِ الخلودُ"