ورد عند الشيعة الأمامية هو ذكر أسم القائم أو قائم آل محمد، والذي يقصد به الإمام محمد المهدي(عجل الله فرجه الشريف) بن الإمام الحسن العسكري والذي يرجع نسبه إلى الإمام علي بن طالب(عليه السلام)، ويعود نسب القائم إلى الرسول الأعظم محمد(صل الله عليه وآله)من جهة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).
ولُقِّبَ أيضاً بـ( الحجّة المنتظر) ، وبقية الله، و(المهدي المنتظر)، و(الخلف الصالح).
وتمر علينا في هذه الأيام مناسبة عزيزة على كل الموالين بل الأمة الإسلامية والعالم اجمع هي الذكرى الشعبانية كما يسمونها الشيعة وهي ولادة قائم آل محمد، والذي هو موجود عند كل الديانات السماوية ويسمى بأسماء مختلفة مثل( المنقذ)و(المخلص)و(الموعود)وكلها تدخل في أنه المنتظر والذي الله سبحانه وتعالى غيبه عن الأرض والبشر وبحكمة إلهية ربانية، وليظهر وبميقات من الله جل وعلا ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، ليقيم دولة الحق الإلهي والتي يكون فيها العدل والمساواة وإقرار الحق هو الشعار في هذه الدولة والعمل بموجبه وفق أحكام الله وليكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ما يعمل به في دولة العدل الإلهي.
ولو رجعنا إلى الروايات عن تسمية القائم بهذا الاسم فهي متواترة وعديدة ولكن نوجز المهم منها لنعرف ماهي العلة في هذه التسمية، حيث تذكر الروايات الواردة عن النبي محمد (صل الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة الأطهار(عليهم السلام) نجد أنّها ذكرت هذا اللّقب للإشارة إلى مهدي الأمّة المنتظر الإمام الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه. من أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، ومن هذه الروايات :
أخرج الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال لي رسول الله (ص): { يا جابر إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين من بعدي أوّلهم علي، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي المعروف بالباقر ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمّد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ القائم، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي محمّد ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها }(1).
ونُقل عن رسول الله(صل الله عليه وآله) : { كان جبرائيل عندي آنفا، وأخبرني أنّ القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً } (2).
عن الإمام الباقر(عليه السلام) حيث قال: ( وُلْدُ الحسين تسعة أئمة، تاسعهم القائم ) (3).
ولو رجعنا في معنى القائم في اللغة فهو " مأخوذ من الفعل قام يقوم قوماً وقومته قياماً، قام بالأمر تولاه، وقام الحق ظهر وثبت وقام على الأمر راقبه وأدامه وثبته " (4).
وقد ورد في سبب التسمية عن أهل البيت روايات منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( وسمي القائم لقيامه بالحق ) (5).
وفي رواية ثانية عنه (عليه السلام): ( يسمى القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق ) (6).
وفي رواية ثالثة عنه أيضاً: ( وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت إنه يقوم بأمر عظيم ) (7).
وفي رواية (سمي بذلك لقيامه بالسيف) (8).
ولكن هناك طائفة أخرى من الروايات تقول بأن المراد من القائم هو من يقوم بالحق، فخصص الكليني في كتابه الكافي بابا عنوانه «في أنّ الأئمة كلهم قائمون بأمر الله» كما وردت في بعض الروايات تعابير كـ«هو قائم أهل زمانه» (9) و «كلنا قائم بامر الله» (10).
ولهذا عند الكليني وعدد من العلماء أن لقب القائم لا يختص التي يستفاد منها بالإمام المهدي (ع) .
ولما كان السبب في التسمية هو القيام بالحق تبين إنه لا مانع من أن يكون هناك أكثر من شخص يسمى بالقائم، فإذا وجد من يقوم بالحق جاز أن يطلق عليه هذا اللقب وهو القائم فقط وليس الإمام القائم لأنه خاص بالإمام المهدي (عليه السلام).
ومما يدل على وجود أشخاص آخرين يمكن إطلاق لقب ( القائم ) عليهم هو أن الأئمة (عليهم السلام) كلهم يطلق عليهم لقب القائم.
وهذا ما ورد عن الحكيم بن أبي نعيم في حديثه مع الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( لا أخرج من المدينة حتى أعلم إنك قائم آل محمد أم لا.. فقال يا حكيم كلنا قائم بأمر الله...) (11).
وفي رواية أخرى عن السيد عبد العظيم الحسني أنه قال: قلت لمحمد بن موسى (عليه السلام) إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فقال: ( يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله ) (12).
مما يدل على إن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يلقب كل منهم بهذا اللقب وانه لا يختص بالإمام المهدي (عليه السلام) فقط.
كما ورد في الدعاء: ( وأمتني على فراشي في عافية أو في الصف الذي نعت أهله في كتابك فقلت :كانهم بنيان مرصوص على طاعتك وطاعة رسولك مقبلاً على عدوك غير مدبر قائماً بحقك غير جاحد لآلائك ) (13).
وجه التسمية
ولكن نود أن نشير أن لقب القائم أطلق هذا اللّقب وأريد به الإمام الثاني عشر، بلحاظ أنّه كما ورد في الروايات المروية عن أهل البيت(عليهم السلام):
لأنَّه يقوم بعد موت ذكره ) (14).
( القائم بأمر الله عزّ وجل ) (15).
( وأنّه سيقوم في آخر الزمان بالسيف لإحقاق الحق وإبطال الباطل ) (16).
( وكذلك أنّ المولى تعالى هو من سمّاه القائم في حواره مع الملائكة ) (17).
اي أن كل من يدعي أنه المهدي أو القائم فهو كاذب ودجال لأن القائم هو من نسل آل محمد وهو له أوصاف وإشارات قد ذكرها نبينا الأكرم محمد(صل الله عليه وآله)وأئمتنا المعصومين (عليهم السلام)من بعده، وحتى علامات ظهوره وهي العلامات المؤكدة، والتي العلماء والفقهاء من المذهب قد أشاروا اليها وذكروها في كتبهم، كما أن أئمتنا نهوا عن توقيت ظهره بل كذبوهم وسفهوهم ، فعن عن الفضل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: ( لهذا الامر وقت؟ فقال كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون )، وعن أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) أيضاً (يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون )، وعنه أيضاً(عليه السلام) قال: (كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لا نوقت ) (18).
ولهذا نلاحظ الكثير من الأدعياء الذين يدعون بذلك وهم كلهم كاذبون وهي من الإشارات التي تدلل على كثرة الأدعياء بهذا الأمر، والتي تعطي اشارات وعلامات لقرب ظهور قائم آل محمد.
اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من انصاره واعوانه والذابين عنه والمسارعين في قضاء حوائجه والمحامين والمستشهدين بين يديه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، الجزء الاول، ص 146-147.
2 ـ معجم أحاديث الإمام المهدي، ج 1 ص 221، باب الروايات التي تنفي أنّ الإمام المهدي من ولد العبّاس
3 ـ الكليني، الكافي، ج 1، ص 533.
4 ـ منجد ق1 ص663 .
5 ـ بحار الأنوار ج51 ص30 ، الإرشاد ج2 ص383 ، أعلام الورى ص261 .
6ـ بحار الأنوار ج51 ص30.
7 ـ بحار الأنوار ج51 ص30، غيبة الطوسي ص471.
8 ـ بحار الأنوار ج51 ص217 .
9 ـ الكليني، الكافي، ج 1، ص 537.
10 ـ الكليني، الكافي، ج 1، ص 536.
11 ـ الكافي ج1 ص536.
12 ـ بحار الأنوار ج51 ص157 .
13 ـ مصباح الكفعمي ص37 ، مصباح المتهجد ص78.
14 ـ الصدوق، كمال الدين و تمام النعمة، ص 378.
15 ـ الجوهري، مقتضب الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر، ص 40.
16 ـ النعماني، الغيبة للنعماني، ص 239؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 383.
17 ـ الطبري، دلائل الإمامة، ص 452.
18 ـ راجع الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٣٦٨. الغيبة للنعماني:٢٩٠. الأنوار البهية: ص٣٦٦ – عن غيبة الطوسي. غيبة الطوسي: ص٤٢٦ ح٤١٣ - كما في الإمامة والتبصرة بتفاوت يسير.