الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ{. سار نحو العراق مع أهله وأصحابه وأتباعه {عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}، أنه حفيد رسول الله، {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}/محمد الكوفي الحداد

الاربعاء - 11/08/2021 - 16:39
الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ{. سار نحو العراق مع أهله وأصحابه وأتباعه {عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}، أنه حفيد رسول الله، {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}/محمد الكوفي الحداد


والثالث هو الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي {عَلَيْهِ السَّلامُ} سيد شباب أهل الجنة وريحانة النبي في هذه الأمة، سيد الشهداء وذبيح كربلاء الذي بذل مهجته لإصلاح أمة جده.
تكن كتابات الكوفيين إليه السبب الوحيد للاتجاه نحو شيعته في الكوفة العلویة المقدسة...

نعزي الامة الاسلامية بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ{. سيد شباب اهل الجنة ،تلك الذكرى التي تجدد فينا روح الاباء والعزة سائلين المولى العلی القدير ان يمن بالأمن والأمان على العالم الإسلامي اجمع وان يجعل من هذه الذكرى العظيمة درسا لتوحيد الصفوف والقضاء على الظلم والظالمين وتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه لجميع اطياف الشعب العراقي والأمة الإسلامية جمعاء..
* * * * * * * * * * * *
مقال خاص: إلى الأخوة والأخوات الأعزاء المشرفين على موقع شبكة أخبار الناصرية المحترمة . 
* * * * * * * * * * * * 
تقرير إخباري : الإعلامي محمد الكوفي الحداد العبودي – أبو حاسم.
* * * * * * * * * * * *
متى وصل الإمام الحسين بن علي {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}، الى كربلاء المقدسة.

لقد قام الإمام الحسين{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} برحلة من ارض الحجازإلى العراق وهي من أهم الحوادث التأريخية التي يجب أن تدرس بتمعن واتقان ةهذه الرحلة تحمل الكثير من الوقائع والدروس والعبر للستفادة، فلقد استغرقت هذه الرحلة ما يقارب 24 يوماً، من تاريخ 8ذي الحجة 60 هــ إلى يوم 2محرم 61هــ وقد مر الإمام الحسين بن علي {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}فی طریقه هذا بعد بعدد من المنازل من خروجه من مكه حتى وصوله إكربلاء وهي حوالي 38منزلاً وقد بأت الإمام الحسين بن علي{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} فی 24منزلاً منها، فقد قطع مسافة حوالي 1403 كم مشيا على الأقدام،


لم يكن غائباً عن الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} المصير النهائي له، بل كان يعلم انه سيؤول أمره الى الشهادة في سبيل الله تعالى قبل مسيره الى كربلاء. وهناك الكثير من الروايات عن الرسول والائمة تشير الى علمهم {عَلَيْهِم السَّلامُ} بمقتله قبل ان تكون واقعه الطف، وعن أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} انه قال للبراء: {يا براء يقتل ابني الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} وانت حي لا تنصره}.


مبررات خروج الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ} إلى العراق
قرر الإمام الحسين{عَلَيْهِ السَّلامُ} الخروج من مكة و{لو لم يعجل بالخروج لحيل بينه وبين ذلك، ولوقع أسيراً في أيدي أعدائه ولأحدق الخطر به من كل ناحية}(1).

كما كان يدرك قَطعاً هذه الحقيقة، إلاَّ أنه أراد أن يسقي بدمائه الطاهرة المقدَّسة شجرة الإسلام الوارفة، التي يريد الأمويُّون اقتلاعها من جذورها.

* * * * * * « 1 » * * * * * * 
1} ــــ « لماذا زمان الثورة ومكانها في العراق؟
بغض النظر عن الرسائل التي وصلت إلى الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} من أهل الكوفة، لم يكن بدٌ من التوجه إلى العراق 1، لأن بذرة الشيعة في العراق. فهناك شيعته 2، ومواطن العلويين الذين ظهر منهم الإخلاص لأهل البيت وخاضوا إلى جانبهم حروب الجمل وصفين والنهروان 3، وأثنى عليهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 4. »{1}.
* * * * * * « 2 » * * * * * * 
2} ــــ « ولأن العراق لم يستسلم لبني أمية كبقية الأقطار، فقد كانت الكوفة هي الحاضرة الوحيدة في العالم الإسلامي التي اخترقت الولاء للأمويين، وكانت مقر المعارضة والثورة ضدهم طيلة عشرين سنة، وبقيت تتمنى زوالهم، بعد أن ذاقت مرّ حكمهم واضطهادهم وظلمهم، فقد حرموها وجوّعوها وبطشوا برجالها ورؤوسها، وبقيت على اتصال بالإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} تدعوه إلى الثورة ضد الأمويين 5، وتزوره دائما في المدينة 6. كل ذلك أدّى إلى أن تكون احتمالات انعكاس الإستشهاد الحسيني في التربة العراقية أكبر بكثير من غيرها، والحوادث التي وقعت بعد كربلاء وعلى مدى سنين متطاولة تثبت ذلك .»{2}.
* * * * * * « 3 » * * * * * * 
3} ــــ « بينما لم يكن في مكة والمدينة عشرون رجلاً يحبون أهل البيت {عَلَيْهِ السَّلامُ} 7، وحينما خرج الإمام الحسين {عَلَيْهِ السَّلامُ} إلى العراق، لم يخرج معه من مكة والمدينة رجل واحد في ثورته.

هذا مع أنه كان يعلم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ}، بأن أهل الكوفة قاتِلوه 8. ومع ذلك فلا بد من العراق، لأن الله تعالى ورسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} اختارا مصرعه وبدء مسيره وحملته لإنقاذ الإسلام هناك في كربلاء، في العراق 9.»{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * * 
4} ــــ « الرؤيا دليل الخط الصحيح للثورة
فقد تكررت هذه الرؤيا غير مرة، وهي رؤيا حقة، لأن الرائي إمام معصوم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولأن المرئيّ هو رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} 10.
وكان بدء هذه الرؤيا الحقة في المدينة، بعدما أعلن الإمام رفضه مبايعة يزيد بعد موت معاوية أمام الوليد بن عتبة والي المدينة يومذاك، فقد خرج في الليلة الثانية إلى القبر، فصلّى ركعتين، فلما فرغ من صلاته جعل يقول: »{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * * 
5} ــــ « "اللهم إنّ هذا قبر نبيّك محمّد، وأنا ابن بنت محمّد، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللهم وإني أحب المعروف وأكره المنكر، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومن فيه إلا ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى" .»{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * *
6} ــــ « ثم جعل عليه السلام يبكي، حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة، فرأى النبيّ { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} قد أقبل في كوكبة من الملائكة عن يمينه وشماله ومن بين يديه ومن خلفه، حتى ضمّ الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى صدره، وقبّل بين عينيه وقال:
"يا بنيَّ يا حسين، كأنّك عن قريب أراك مقتولاً مذبوحاً بأرض كربٍ وبلاء من عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تُسقى وظمآن لا تُروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي! ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، فما لهم عند الله من خلاق .»{6}.
* * * * * * « 7 » * * * * * *
7} ــــ « حبيبي يا حسين، إنّ أباك وأمّك وأخاك قد قدموا عليَّ وهم إليك مشتاقون، وإنّ لك في الجنة درجات لن تنالها إلاّ بالشهادة" !
فجعل الحسين الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ينظر في منامه إلى جده { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} ويسمع كلامه ويقول: "يا جدّاه، لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبداً، فخذني إليك واجعلني معك إلى منزلك!" .»{7}.
* * * * * * « 8 » * * * * * * 
8} ــــ « فقال له النبي { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ}:
"يا حسين، إنه لا بدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتى تُرزق الشهادة، وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم، فإنك وأباك وأخاك وعمّك وعم أبيك تُحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنة" 11 .»{8}.
* * * * * * « 9 » * * * * * * 
9} ــــ « ولما كان السحر ارتحل الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، فبلغ ذلك ابن الحنفية، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها، فقال له: يا أخي، ألم تعدني النظر فيما سألتك؟
قال {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: بلى.
قال: فما حداك على الخروج عاجلاً؟
فقال {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: أتاني رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين، أخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلاً!
فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك، وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟
فقال له عليه السلام: "قد قال لي، إن الله قد شاء أن يراهنّ سبايا!"، وسلّم عليه ومضى 12 .»{9}.
* * * * * * « 10 » * * * * * * 
10} ــــ « وقد أشار الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} أيضاً إلى أمر هذه الرؤيا بعد خروجه عن مكة، في ردّه على عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد حينما ألحّا عليه بالرجوع وجهدا في ذلك، حيث قال عليه السلام لهما: "إنّي رأيتُ رؤيا فيها رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} ، واُمرتُ فيها بأمرٍ أنا ماضٍ له، عليَّ كان أو لي!" ولما سألاه فما تلك الرؤيا؟
قال {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: "ما حدّثت بها أحداً، وما أنا محدّث بها حتى ألقى ربّي!" 13.

فبعد أن اختار رفض البيعة ليزيد وسلك سبيل الثورة والقتل الحتمي، سواء خرج إلى العراق أم لم يخرج، إذن، لا بد أن يختار ما اختاره الله ورسوله من حيث الزمان والمكان، عاشوراء في كربلاء، في العراق .»{10}.
* * * * * * « 11 » * * * * * * 
11} ــــ « في الطريق إلى كربلاء
في بستان بني عامر، أو ابن معمر 14، التقى الإمام عليه السلام بالشاعر الفرزدق الذي أجابه على سؤاله بالكلمة الشهيرة: "قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء"، فقال الإمام عليه السلام :
" صدقت، الناس عبيد المال، والدين لعق على ألسنتهم، يلوكونه ما درّت به معائشهم ! فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الدياّنون 15!
يا فرزدق ! إن هؤلاء قوم لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد في الأرض، وأبطلوا الحدود، وشربوا الخمور، واستأثروا في أموال الفقراء والمساكين، وأنا أولى من قام بنصرة دين الله وإعزاز شرعه والجهاد في سبيله لتكون كلمة الله هي العليا 16.»{11}.
* * * * * * « 12 » * * * * * * 
12} ــــ « لله الأمر، وكل يوم ربنا هو في شأن، إن نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته" 17.إلا أن الفرزدق استمر في طريقه مع أمه إلى مكة ولم يلتحق بالإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} . وفي التنعيم، على بعد 12كلم من مكة، التقى الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} بقافلة آتية من اليمن لمصلحة يزيد فصادرها 18 .»{12}.
* * * * * * « 13 » * * * * * * 
13} ــــ « وفي ذات عرق 19 التقى عليه السلام ببشر بن غالب الذي قال له أيضاً: قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، فقال له الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} : " صدق أخو بني أسد، إن الله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد" 20!!
وبشر بن غالب هذا هو الذي روى عنه دعاء عرفة، ويعد من أصحابه ومن موالي أهل البيت عليه السلام وشيعتهم 21، إلا أنه استمر في طريقه إلى مكة ولم يلتحق بالإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}.»{13}. 
* * * * * * « 14 » * * * * * * 
14} ــــ « إن كلاًّ من الفرزدق وبشر بن غالب قد أخبر الإمام الحسین {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} أن قلوب أهل العراق معه وسيوفهم مع بني أمية، ومع ذلك فنحن نجد أن الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يجيبهما بجواب واحد: صدقت!!

وذلك يدل بلا ريب على أن الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} كان يعلم منذ البدء بأن أهل العراق سوف يخذلونه ويقتلونه، وأن الشهادة تنتظره في العراق !!

وحينما وصل الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى الحاجر من بطن الرُّمَّة، وهو وادٍ بعالية نجد، ومنزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، وفيه يجتمع أهل الكوفة والبصرة، ويقع شمال نجد 22، بعث قيس بن المسهر الصيداوي، ويقال: بل بعث أخاه من الرضاعة عبد الله بن يقطر 23، إلى أهل الكوفة، ولم يكن {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} علم بخبر مسلم ابن عقيل وكتب معه إليهم:
" بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .»{14}.
* * * * * * « 15 » * * * * * * 
15} ــــ « أما بعد، فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبر فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا 24 في أمركم وجدوا، فإني قادم عليكم في أيامي هذه، {والسَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ}" 25 .»{15}.
* * * * * * « 16 » * * * * * * 
16} ــــ « وكان عبيد الله بن زياد قد علم بخروج الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} من مكة، فكلّف الحصين بن النمير السكوني بمراقبة مداخل العراق من الحجاز، فاتخذ الحصين القادسية مركزاً له ووزع خيله شرقاً وغرباً، فأقبل قيس بن مسهر الصيداوي، حتى انتهى إلى القادسية، فأخذه الحصين بن نمير، وبعث به إلى عبيد الله بن زياد، فأخرج الكتاب ومزَّقه، فلما حضر بين يدى عبيد الله قال له: من أنت ؟
قال: رجل من شيعة أمير المؤمنين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}!
قال: فلماذا مزقت الكتاب ؟
قال: لئلا تعلم ما فيه !
قال: ممن الكتاب وإلى من ؟
قال: من الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى قوم من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم !
فغضب ابن زياد، وقال له: اصعد فسب الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي بن أبي طالب !
فصعد قيس القصر فحمد الله وأثنى عليه وقال:
"أيّها الناس إنّ هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ}، وأنا رسوله، وقد فارقته في الحاجز فأجيبوه" !!
ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه، واستغفر لعلي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، فأمر عبيد الله فألقي من فوق القصر فتقطع فمات 26‍‍‍‍!!
فبينما الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في الطريق إذ طلع عليه ركب أقبلوا من الكوفة فإذا فيهم هلال بن نافع الجملي وعمرو بن خالد فسألهم عن خبر الناس !! فقالوا: أما والله الأشراف فقد استمالهم ابن زياد بالأموال فهم عليك وأما سائر الناس فأفئدتهم لك وسيوفهم مشهورة عليك !!
قال: فلكم علم برسولي قيس بن مسهر ؟؟
قالوا: نعم !! قتله ابن زياد !!
فاسترجع، واستعبر باكياً، وقال: جعل الله له الجنة ثواباً، اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً إنك على كل شيء قدير 27.
ثم التقى الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} بعبد الله بن مطيع العدوي أحد رجال عبد الله بن الزبير ثانية 28، ولعلها المرة الأولى 29، وتكون التي سبقتها من اشتباه المؤرخين.
ثم وصل إلى الخزيمية 30، وبينها وبين الثعلبية إثنان وثلاثون ميلاً على جهة الكوفة. فأقام يوماً وليلة 31 .»{16}.
* * * * * * « 17 » * * * * * * 
17} ــــ « زهير بن القين
وفي زرود 32، بعد الخزيمية بميل، انضم إليه زهير بن القين بعد أن ذكّره الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} بحادثةٍ جرت معه وكلام سمعه من سلمان الفارسي 33.
وكان عبيد الله بن زياد أمر فأخذ ما بين واقصة 34 إلى طريق الشام إلى طريق البصرة، فلا يدعون أحداً يلج ولا أحداً يخرج، وأقبل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} لا يشعر بشيء حتى لقي الأعراب، فسألهم فقالوا: لا والله ما ندري، غير أنَّا لا نستطيع أن نلج أو نخرج. فسار تلقاء وجهه عليه السلام .»{17}.
* * * * * * « 18 » * * * * * * 
18 } ــــ « فقد أتاه زهير بن القين، وما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه فقوض وحمل إلى الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، ثم قال لامرأته:
أنت طالق، الحقي بأهلك، فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير، فإني قد وطنت نفسي على الموت مع الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}، ثم قال لمن كان معه من أصحابه: من أحب منكم {الشهادة فليقم، ومن كرهها فليتقدم} أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد إني سأحدثكم حديثاً: غزونا بلنجر 35 ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الفارسي {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ} : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا: نعم ! فقال لنا: إذا أدركتم سيد شباب آل محمّد فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معهم مما أصبتم من الغنائم. فأما أنا فإني أستودعكم الله. فلم يقم معه منهم أحد، وخرجوا مع المرأة وأخيها حتى لحقوا بالكوفة 36 .»{18}.
* * * * * * « 19 » * * * * * * 
19} ــــ « وكان زهير موالياً لأهل البيت {عَلَيـْـهِم السَّـلامُ} يتكتم ولا يظهر ذلك، حتى لقد شبهه الإمام بمؤمن آل فرعون 37. ولم يكن عثمانياً كما يُستوحى من بعض المؤرخين 38، الذين نقلوا الرواية عن مجهولين(رجل من بني فزارة)، بل نفس هذه النصوص تدل على أنه كان موالياً لأهل البيت {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، فقد قال: (أفلستَ تستدل بموقفي هذا أني منهم؟) ولم يقل: أصبحت منهم!! عدا عن أن مواكبة الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في الطريق غير معقولة فقد غادر الإمام مكة قبل زهير بخمسة أيام على الأقل، فإذا كان الإمام قد جدّ السير نحو العراق لا يلوي على شيء فكيف يواكبه؟ إلا إذا جدّ زهير السير وبسرعة، والذي يريد أن يقضي حجه ويلحق بالإمام في نفس الوقت، فعليه أن يجدّ السير ويرقل بناقته ومع ذلك فهو لن يستطيع أن يدركه إلا في زرود، فيكون زهير قد جدّ السير لا أنه واكبه فإذا نزل مشى وإذا مشى نزل!!!
فهنا نسأل: لماذا يجدّ السير؟ هل إلا ليلحق بالإمام ؟ .»{19}.
* * * * * * « 20 » * * * * * * 
20} ــــ « كما أن حوار زهير مع زوجته حينما قرر الإلتحاق يكشف عن حب عميق لأهل البيت {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} والحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}. وأنه كان يعلم بالوقعة وبأن الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} سوف يستشهد.

ووصل الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى الثعلبية وتقع على ثلثي الطريق من مكة إلى العراق 39، حيث علم هناك بشهادة مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة 40 .»{20}.
* * * * * * « 21 » * * * * * * 
21} ــــ « فقد روى عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان قالا: لما قضينا حجنا لم تكن لنا همة إلا اللحاق بالحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في الطريق، لننظر ما يكون من أمره، فأقبلنا ترقل 41 بنا نياقنا مسرعين حتى لحقنا بزرود، فلما دنونا منه إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأى الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، فوقف الحسين كأنه يريده ثم تركه ومضى، ومضينا نحوه، فقال أحدنا لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا لنسأله فإن عنده خبر الكوفة، فمضينا حتى انتهينا إليه فقلنا: {السَّلامُ عَلَيْكُ} !
فقال: {وعَلَيـْـكم السَّـلامُ}!
قلنا: ممن الرجل ؟
قال: أسدي !
قلت: ونحن أسديان ! فمن أنت ؟
قال: أنا بكر بن فلان !
وانتسبنا له ثم قلنا له: أخبرنا عن الناس وراءك، قال: نعم، لم أخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانيء بن عروة، ورأيتهما يجران بأرجلهما في السوق. فأقبلنا حتى لحقنا الحسين {صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ}،
فسايرناه حتى نزل الثعلبية ممسياً، فجئناه حين نزل فسلمنا عليه فرد علينا السلام، فقلنا له: رحمك الله، إن عندنا خبراً إن شئت حدثناك علانيةً، وان شئت سراً !

فنظر إلينا وإلى أصحابه ثم قال: " ما دون هؤلاء ستر"
فقلنا له: رأيت الراكب الذي استقبلته عشي أمس ؟
قال: نعم، وقد أردت مسألته !
فقلنا: قد والله استبرأنا لك خبره، وكفيناك مسألته، وهو امرؤ منا ذو رأي وصدق وعقل، وإنه حدّثنا أنه لم يخرج من الكوفة حتى قتل مسلم وهانيء، ورآهما يجران في السوق بأرجلهما !!
فقال: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون، { رَحْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِما } " يردّد ذلك مراراً !
فقلنا له: ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت من مكانك هذا، فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة، بل نتخوف أن يكونوا عليك. فنظر إلى بني عقيل فقال: " ما ترون ؟ فقد قتل مسلم "
فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق !
فأقبل علينا الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وقال: " لا خير في العيش بعد هؤلاء " !!
فعلمنا أنه قد عزم رأيه على المسير، فقلنا له: خار الله لك !
فقال: رحمكما الله.
فقال له بعض أصحابه: إنك والله ما أنت مثل مسلم ابن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع !! فسكت !!ثم انتظر حتى إذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: " اكثروا من الماء " فاستقوا وأكثروا ثم ارتحلوا 42 .»{21}.
* * * * * * « 22 » * * * * * * 
22} ــــ « فسار حتى انتهى إلى زبالة 43، وهناك وافاه بها رسول محمّد بن الأشعث بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره، وخذلان أهل الكوفة إياه، بعد أن بايعوه، وقد كان مسلم سأل محمّد بن الأشعث ذلك. فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر، وأفظعه قتل مسلم بن عقيل، وهانيء ابن عروة. ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن الرمة 44 .»{22}.
* * * * * * « 23 » * * * * * * 
23} ــــ « والمشهور هو أن الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} سرّح عبدالله بن يقطر إلى مسلم بن عقيل بعد خروجه من مكة في جواب كتاب مسلم إلى الإمام، الذي أخبره فيه باجتماع الناس وسأله فيه القدوم إلى الكوفة، فقبض عليه الحصين بن نمير 45 .»{23}.
* * * * * * « 24 » * * * * * * 
24} ــــ « ولكن هناك رواية تقول إن الذي أرسله الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} هو قيس بن مسهّر... وإن عبد الله بن يقطر بعثه الحسين مع مسلم، فلما أن رأى مسلم الخذلان قبل أن يتم عليه ما تم بعث عبد الله إلى الحسين يخبره بالأمر الذي انتهى، فقبض عليه الحصين وصار ما صار عليه من الأمر الذي ذكرناه" 46 .»{24}.
* * * * * * « 25 » * * * * * * 
25} ــــ « فأخرج إلى الناس كتاباًً فقرأه عليهم: " بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد: فإنّه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة، وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب منكم الإنصراف فلينصرف غير حرج، ليس عليه ذمام " .»{25}.
* * * * * * « 26 » * * * * * * 
26} ــــ « وكان الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} لا يمر بأهل ماء إلا أتبعوه حتى انتهى إلى زبالة، فتفرق الناس عنه وأخذوا يميناً وشمالاً، حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من المدينة، ونفر يسير ممن انضووا إليه. وإنما فعل ذلك لأنه {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} علم أن الأغراب الذين أتبعوه إنما أتبعوه وهم يظنون أنه يأتي بلداً قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه إلآ وهم يعلمون على ما يقدمون، وقد علم أنهم إذا بين لهم لم يصحبه إلَّا من يريد مواساته والموت معه، فلما كان من السحر أمر فتيانه فاستقوا الماء وأكثروا، ثم سار حتى مر ببطن العقبة فنزل بها 47 .»{26}. 
* * * * * * « 27 » * * * * * * 
27} ــــ « وهكذا، صمّم {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} على المضي والمسير نحو الكوفة، حتى ولو عبّر بأنه لا خير في العيش بعد شباب بني عقيل أو استجابة للرغبة في الثأر عند هؤلاء... ولكن موقفه الحقيقي كان الاندفاع نحو الأمام لتحقيق المواجهة التاريخية بين الحق والباطل 48 .»{27}.
* * * * * * « 28 » * * * * * * 
28} ــــ « وأقبل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} حتى نزل شراف فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا، ثم ساروا منها حتى انتصف النهار تقريباً، فظهرت في الأفق رايات الجيش الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي، فتياسر الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى جبل اسمه ذو حُسَم، كي يضعه خلفه ويواجه القوم. فنزل الحسين فأمر بأبنيته فضربت .»{28}.
* * * * * * « 29 » * * * * * * 
29} ــــ « وسرعان ما تواجه الجيشان في حرِّ الظهيرة، ألف فارس من أهل العراق وقلة قليلة مع الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} معتمون متقلدو أسيافهم، فقال الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفاً !!

فقام فتيانه وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم، وأقبلوا يملؤن القصاع والأتوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس، فإذا عبَّ، فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر، حتى سقوا الخيل كلها !!
وكان مجيء الحر بن يزيد من القادسية، حيث الجيش الأموي بقيادة الحصين بن نمير التميمي الذي كان على شرطة عبيدالله بن زياد، وأمره أن ينزل القادسية وأن يضع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفان، ولم يصرّح الحر للإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} بمهمته حتى انقضى حيّز من النهار صلّى فيه الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} الظهر والعصر .»{29}.
* * * * * * « 30 » * * * * * * 
30} ــــ « وحينما حضرت صلاة الظهر خرج الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في إزار ورداء ونعلين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيّها الناس، إنّها معذرة إلى الله عز وجل وإليكم، إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم، أن اقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم أقدم مصركم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلت منه اليكم".
فسكتوا عنه، فقال الحسين عليه السلام للحر: أتريد أن تصلي بأصحابك ؟
قال: لا ! بل تصلي أنت ونصلي بصلاتك !
فصلّى بهم الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، ثم دخل خيمته واجتمع إليه أصحابه، وانصرف الحر إلى مكانه الذى كان به، فلما كان وقت العصر أمر الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} أن يتهيؤا للرحيل، ثم خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر، فصلّى بالقوم، ثم سلم وانصرف إلى القوم بوجهه مخاطباً الجموع التي كانت مع الحر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أمّا بعد، أيّها الناس، فإنّكم إن تتقوا وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان، وإن أنتم كرهتمونا وجعلتم حقّنا وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم"
فقال له الحر بن يزيد: إنا والله ما ندرى ما هذه الكتب التي تذكر !!
فقال الحسين عليه السلام : يا عقبة بن سمعان !! أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي! فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنشرها بين أيديهم !!
ولكن الظاهر أن هذا الخطاب كان بلا جدوى، فقد صرّح الحرّ للإمام بأنه يريد أن يُقْدِمه على ابن زياد، وقال: فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك !! وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله ابن زياد !! رفض الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وقال للحر: الموت أدنى إليك من ذلك !!
ثم قام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جداً، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أنّ الحق لا يعمل به، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما 49" .»{30}.
* * * * * * « 31 » * * * * * * 
31} ــــ « فقام زهير بن القين البجلي فقال لأصحابه: أتتكلمون أم أتكلم ؟؟
قالوا: لا !! بل تكلم !!
فحمد الله فأثنى عليه، ثم قال للإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك، والله لو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين إلا أن فراقها في نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على الإقامة فيها!!
فدعا له الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ثم قال له خيراً 50، ثم أمر قافلته بالإنصراف، فاعترضها جيش الحر، فوقع تلاسن بينه وبين الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}.. ولما كثر الكلام بينهما قال له الحر: إني لم أومر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فإذا أبيت فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة ولا تردك إلى المدينة، لتكون بيني وبينك نصفاً حتى أكتب إلى ابن زياد وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية، إن أردت أن تكتب إليه أو إلى عبيدالله بن زياد إن شئت !! فلعل الله إلى ذاك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك!!
قال الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: فخذ ههنا 51 .» {31}.
* * * * * * « 32 » * * * * * * 
32} ــــ « كان الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يريد أن يدخل الكوفة حُرّاً وبالطريقة التي يختارها هو، وكان الحُرّ يريد أن يأخذه إليها أسيراً! بأمرٍ من ابن زياد! وكان هذا أصل الأخذ والرد بينهما، فقد ظل الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} مصراً على التوجه نحو الكوفة، حتى بعد أن خيّره الحر بن يزيد في أن يتخذ طريقاً لا تدُخله الكوفة ولا ترده إلى المدينة، فيذهب حيث يشاء بين ذلك، بل على رواية ابن أعثم، كان الإختيار أوسع، حيث شمل حتى الرجوع إلى المدينة إذا شاء، حين قال له الحر: "يا أبا عبد الله، إني لم أؤمر بقتال، وإنما أُمرتُ أن لا أفارقك أو أقدم بك على ابن زياد! وأنا والله كارهٌ أن يبتليني الله بشيء من أمرك، غير أني قد أخذتُ ببيعة القوم وخرجت إليك! وأنا أعلم أنه لا يوافي القيامة أحد من هذه الأمة إلا وهو يرجو شفاعة جدّك محمّد {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ}،! وأنا خائف إن قاتلتك أن أخسر الدنيا والآخرة! ولكن خذ عنّي هذا الطريق وامضِ حيث شئت! حتى أكتب على ابن زياد أن هذا خالفني في الطريق فلم أقدر عليه!.." 52 .»{32}. 
* * * * * * « 33 » * * * * * * 
33} ــــ « وعلى ذلك، فقد كان الإمام قادراً على العودة إلى المدينة، ولكنه أصرّ على التوجه إلى الكوفة 53، ولمَّا منعه الحر أن يدخلها إلاّ أسيراً، لم يبق أمامه {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلا التياسر، فلا يستسلم للحر ولا يريد العودة إلى المدينة، وهذا الطريق هو الذي قاده إلى كربلاء54 .»{33}.
* * * * * * « 34 » * * * * * * 
34} ــــ « وهكذا أخذ الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يتياسر عن طريق العذيب والقادسية وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلاً، وسار في أصحابه والحر يسايره .»{34}.
* * * * * * « 35 » * * * * * * 
35} ــــ « وفي البيضة، وهي ما بين واقصة إلى العذيب 55، خطب الحسين أصحابه وأصحاب الحر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أيّها الناس إنّ رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} قال من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحُرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعلٍ ولا قول، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله !!
ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحقّ من غَيَّر! وقد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم، أنّكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ! فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} ، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم، فلكم فيّ أسوة! وإن لم تفعلوا! ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم! والمغرور من اغتر بكم! فحظكم أخطأتم، ونصيبكم ضيعتم! ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم، {السَّلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ}،
" 56 .»{35}.
* * * * * * « 36 » * * * * * * 
36} ــــ « وأقبل الحر يساير الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وهو يقول له: إني أذكرك الله في نفسك، فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى !! فقال له الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}:
أفبالموت تخوفني ؟؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك !! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} ، فقال له: أين تذهب فإنك مقتول، فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقاً وجاهد مسلماً
وآسى الرجـــــال الصالحين بنـفسه وفارق مثبـوراً يغـش ويرغما

فلما سمع ذلك منه الحر تنحى عنه، وكان يسير بأصحابه في ناحية والإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في ناحية أخرى 57، حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات 58، فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة، فأقبل إليهم الحر بن يزيد فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادهم !
فقال له الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: لأمنعنّهم مما أمنع منه نفسي !! إنما هؤلاء أنصاري وأعواني!! وقد كنت أعطيتني ألا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد!!
فقال الحر: أجل !! لكن لم يأتوا معك !

قال الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي !! فإن تممت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك!! فكف عنهم الحر.
ثم قال لهم الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: أخبروني خبر الناس وراءكم !!
فقال له مجمع بن عبد الله العائذي: أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم، يستمال ودّهم، ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك!! وأما سائر الناس بعد، فإن أفئدتهم تهوي إليك، وسيوفهم غداً مشهورة عليك !
فقال الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: أخبرني ! فهل لكم برسولي إليكم ؟
قالوا: من هو ؟
قال: قيس بن مسهر الصيداوي!!
فقالوا: نعم ! أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى ابن زياد، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلّى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد وأباه، ودعا إلى نصرتك وأخبرهم بقدومك، فأمر به ابن زياد فأُلقي من طمار القصر!!

فترقرقت عينا الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ولم يملك دمعه !! ثم قال: "منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلاً واجمع بيننا وبينهم في مستقرٍ من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك" 59.
ثم دنا الطرماح بن عديّ من الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} فقال له: والله إني لأنظر فما أرى معك أحداً! ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم، وقد رأيتُ قبل خروجي من الكوفة إليك بيومٍ ظهرَ الكوفة وفيه من الناس ما لم ترَ عيناي في صعيد واحدٍ جمعاً أكثر منه! فسألتُ عنهم فقيل: اجتمعوا ليُعرَضوا، ثم يُسرَحون إلى الحسين!
فأنشدك اللهَ إن قدرت على ألا تقدم عليهم شبراً إلا فعلت! فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانعٌ فسِرْ حتى أنزلك مناع جبلنا الذي يُدعى (أجأ). أمتنعنا والله به من ملوك غسان وحمير، ومن النعمان بن المنذر، ومن الأسود والأحمر، والله إن دخل علينا ذُلٌّ قطُّ!!

فأسير معك حتى أُنزلك القُرَيَّة 60، ثم نبعث إلى الرجال ممن بأجأ وسلمى 61 من طيء، فوالله لا يأتي عليك عشرة أيام حتى يأتوك رجالاً وركباناً! ثم أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجك هيجٌ فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم! والله لا يوصَل إليك أبداًً ومنهم عينٌ تطرف! فقال له {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: "جزاك الله وقومك خيراً، إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدرمعه على الإنصراف! ولا ندري علام تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة!" 62.

قال الطرماح بن عدي: فودعته، وقلت له: دفع الله عنك شرَّ الجن والإنس، إني قد أمرتُ لأهلي من الكوفة ميرة، ومعي نفقة لهم، فآتيهم فأضع ذلك فيهم، ثم أقبل إليك إن شاء الله، فإن ألحقك فوالله لأكوننّ من أنصارك!
قال عليه السلام : فإن كنت فاعلاً فعجّل رحمك الله!
قال الطرماح: فعلمتُ أنه مستوحشٌ إلى الرجال حتى يسألني التعجيل! فلمّا بلغتُ أهلي وضعت عندهم ما يُصلحهم وأوصيتُ ! فأخذ أهلي يقولون: إنك لتصنع مرَّتَكَ هذه شيئاً ما كنت تصنعه قبل اليوم!؟ فأخبرتهم بما أريد، فأقبلتُ في طريق بني ثُعَل حتى إذا دنوتُ من عُذيب الهجانات استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إليَّ! فرجعت" 63 .»{36}.
* * * * * * « 37 » * * * * * * 
37} ــــ « إصرار الإمام على المسير بعد علمه بانقلاب الوضع في الكوفة

بعد انقلاب أهل الكوفة على مسلم بن عقيل وخذلانهم إياه، انتفت عملياً وانتهت تماماً حجّتهم التي ألزموا الإمام عليه السلام بها بما أرسلوا من رسائل وبالبيعة التي بايعوها لمسلم، ومع ذلك فلم يُعرض الإمام عليه السلام عن التوجه إلى العراق بعد وصول خبر مقتل مسلم وهاني وعبد الله بن يقطر، بل أصرّ على التوجه إليهم، وواصل الإحتجاج عليهم برسائلهم وبيعتهم !! فها هو يقول لمن يقابله في الطريق:"هذه كتب أهل الكوفة إليَّ ولا أراهم إلا قاتليَّ...!" 64، ويقول للطرمّاح وقد سأله أن يلجأ إلى جبل أجأ: "إن بيني وبين القوم موعداً أكره أن أخلفهم! فإن يدفع الله عنا فقديماً ما أنعم علينا وكفى، وإن يكن ما لابد منه ففوزٌ وشهادة إن شاء الله..65 وفي نص آخر: "إنه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قولٌ لسنا نقدر معه على الإنصراف.." 66 .»{37}.
* * * * * * « 38 » * * * * * * 
38} ــــ « فهل كان الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يراهن على قدرته الشخصية على التأثير على أهل الكوفة لو دخلها هو شخصياً وخاطب أهلها مباشرة، بحيث أنهم سيلتفّون حوله ويسارعون إلى نصرته ؟ بناءً على أن مسلم بن عقيل لا يملك قدرة الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في هذا المجال ؟؟
ولعل هذه الفكرة طرأت على ذهن أحد أصحاب الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} حين قال له: "إنك والله ما أنت مثل مسلم بن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع..." 67، ولذا واصل الإمام الإصرار على التوجه إلى الكوفة ؟

أم أن الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} كان يعلم منذ البدء أن أهل الكوفة سوف يخذلونه ويقتلونه، لعلمه بما سيؤول إليه موقف أهل الكوفة من قبل ذلك، فهو يعلم بما كان وبما سيكون إلى قيام الساعة، أو لأن أنباء أهل الكوفة، بعد مقتل مسلم، قد تواترت إليه بسرعة مؤكدة على أن ابن زياد قد عبّأهم لقتاله وأنهم أصبحوا إلباً عليه، وفي عذيب الهجانات لم يعد ثمّة شكّ في أن الكوفة قد انقلبت على عهدها مع الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} رأساً على عقب، بل وقد عبّأها ابن زياد عن بكرة أبيها واستعرض عساكرها ليُسرّح بهم إلى الحسين عليه السلام .»{38}
* * * * * * « 39 » * * * * * *
39} ــــ « فيكون الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} قد واصل طريقه، وأصرّ على التوجه إلى الكوفة، لا لأن لأهل الكوفة حجة باقية عليه، بل وفاءً منه بوعده والقول الذي أعطاه، وحتى لا يقول واحد من الناس أنه لم يفِ تماماً بالعهد، لو أنه انصرف عن التوجه إلى الكوفة في بعض مراحل الطريق، حتى بعد أن أغلق جيش الحرّ دونه الطريق إليها، ذلك لأن الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} أراد أن يتم حجّته على أهل الكوفة، ولم يشأ أن يدع لهم أيّة مؤاخذة عليه يمكن أن يتذرّعوا بها لو أنه كان قد انصرف عن التوجه إليهم أثناء الطريق، لأنهم يمكن أن يدّعوا أن الأخبار التي بلغت الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} عن حال الكوفة لم تكن صحيحة أو دقيقة! وأن أنصاراً له كثيرين فيها كانوا ينتظرونه في خفاء عن رصد السلطة!

إن إصرار الإمام على التوجه إلى العراق، رغم علمه بالإنقلاب الحاد في موازين القوى لمصلحة الأمويين، يدل على أن رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ودعوتهم إليه لم تكن هي السبب الرئيس في توجهه نحو العراق، بل كان السبب الرئيس وراء إصراره على التوجه نحو العراق هو علمه المسبق بأنه ما لم يبايع، مقتول لا محالة، حتى لو كان في جحر هامة من هوام الأرض، بل كان عليه السلام يعلم أن أهل الكوفة قاتلوه، "هذه رسائل أهل الكوفة إليّ ولا أراهم إلا قاتليّ!". ولذلك كان عليه أن يختار بنفسه أرض مصرعه، ولم يكن أفضل من أرض العراق للمصرع المحتوم الذي لا بُدّ منه، لما ينطوي عليه العراق من استعدادات للتأثر بواقعة المصرع، والتغيّر، حيث ستهُبّ من هناك، بعد مقتله، عواصف التغيير والتحولات الكبرى التي لا تهدأ حتى تُسقط دولة الأمويين، والتي سوف يتحقق فيها الفتح الحسيني!

إذن، عندما قال الإمام {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} في خطبته بعد صلاة الظهر: "... وإن لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي أقبلتُ منه إليكم"، وفي خطبته بعد صلاة العصر: "وإن كرهتمونا وجهلتم حقنا، وكان رأيكم غير ما أتتني كتبكم وقدمت به عليَّ رسلكم انصرفت عنكم!"، لم يقصد التخلّي عن ثورته، بل قصد القيام بالانتقال في ثورته من موقع إلى موقع، فإذا كان لا يمكنه أن يدخل الكوفة إلا أسيراً، فيمكن الآن عدم التوجه إليها، وهذا لا يعني تخليه عن مواصلة الثورة، بل يعني تغيير مسار كة الثورية الحسينية إلى جهة أخرى، والالتفاف على الطوق العسكري الذي فرضه عليه ابن زياد، سواء بالعودة إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو الذهاب إلى اليمن أو أي مكان آخر، خصوصاً وأن أي اشتباك بعيداً عن استكمال الحجة سوف يكون خسارة للثورة الحسينية وأهدافها .»{39}.
* * * * * * « 40 » * * * * * * 
40} ــــ « في قصر بني مقاتل
ثم مضى الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل، فنزلوا جميعاً هناك، فإذا هو بفسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي، وكان من أشراف أهل الكوفة وفرسانهم، فأرسل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إليه بعض مواليه، فأقبل حتى دخل عليه في فسطاطه فسلّم عليه فردّ {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ثم قال: ما وراءك؟
فقال: واللهِ قد أهدى الله إليك كرامة إن قبلتها!
قال: وما ذاك؟
فقال: هذا الحسين بن علي {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يدعوك إلى نصرته! فإن قاتلت بين يديه أُجرتَ، وإن متَّ فإنك استشهدت!
فقال له عبيد الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما خرجت من الكوفة إلا كراهية أن يدخلها الحسين وأنا فيها فلا أنصره، لكثرة من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته، فعلمت أنه مقتول ولا أقدر على نصره، لأنه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلا وقد مالوا إلى الدنيا إلا من عصم الله منهم! فارجع إليه وخبّره بذاك. والله ما أريد ولست أحب أن أراه ولا يراني ؟

فأقبل إلى الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} فخبّره بذلك، فصار الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إليه في جماعة من إخوانه، فلما دخل وسلَّم وثب عبيد الله بن الحر من صدر المجلس، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد يا ابن الحرّ، فإن أهل مصركم هذه كتبوا إلي وخبّروني أنهم مجتمعون على نصرتي، وأن يقوموا دوني ويقاتلوا عدوّي، وإنهم سألوني القدوم عليهم فقدمتُ، ولست أدري القوم على ما زعموا، فإنهم قد أعانوا على قتل ابن عمي مسلم بن عقيل وشيعته! وأجمعوا على ابن مرجانة عبيد الله بن زياد مبايعين ليزيد بن معاوية!
وأنت يا ابن الحر، فاعلم أن الله عز وجل مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيام الخالية 68، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب، أدعوك إلى نصرتنا اهل البيت، فإن أعطينا حقّنا حمدنا الله على ذلك وقبلناه، وإن منعنا حقنا ورُكبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحق" .» {40}.
1} ــــ « فقال عبيد الله بن الحر: والله يا ابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنتُ أشدّهم على عدوّك! ولكني رأيتُ شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بني أمية ومن سيوفهم!
والله إني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسى أن أغني عنك، ولم أخلف لك بالكوفة ناصراً، فأنشدك الله أن تطلب منّي هذه المنزلة! فإن نفسي لم تسمح بعد بالموت، وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه، وهذه فرسي ملجمة، والله ما طلبت عليها شيئاًً إلا أذقته حياض الموت، ولا طُلبتُ وأنا عليها فلُحقتُ، وخذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به إلا قطعتُ!

فقال له الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}:" يا ابن الحرّ، ما جئناك لفرسك وسيفك! إنما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك! ولم أكن بالذي اتخذ المضلّين عضداً، فإن لم تنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا، والله لا يسمع واعيتنا 69 أحد ثم لا ينصرنا إلا هلك، لأني قد سمعت رسول الله { صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} وهو يقول: من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلا أكبّه الله على وجهه في النار".
فقال: أما هذا فلا يكون أبداً إن شاء الله، ثم سار الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} من عنده، ورجع إلى رحله" 70. »{1}.
* * * * * * « 2 » * * * * * * 
2} ــــ « ولما كان في آخر الليل أمر {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} فتيانه بالإستقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل، فارتحل من قصر بني مقاتل ليلاً، ومعه الحر بن يزيد، كلما أراد أن يميل نحو البادية منعه، وبعد أن سار الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ساعة خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه، وهو يقول: " إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين " ففعل ذلك مرتين أو ثلاثاً، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} على فرس فقال: ممَّ حمدت الله واسترجعت ؟ فقال: " يا بنيّ، إنيّ خفقت خفقة فعنَّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا "
فقال له: يا أبت لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحق ؟
قال: " بلى، والّذي إليه مرجع العباد "
قال: فإننا إذاً لا نبالي أن نموت محقين{وقع الموت علينا أم وقعنا على الموت} فقال له الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: " جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده" 71.
فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة، ثمّ عجّل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم، فيأتيه الحرّ فيردّه وأصحابه، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردَّاً شديداًً امتنعوا عليه وارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى 72 .»{2}.
* * * * * * « 3 » * * * * * * 
3} ــــ « فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوساً مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعاً ينتظرونه، فلما انتهى إليهم سلَّم على الحر بن يزيد وأصحابه ولم يسلم على الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وأصحابه، فدفع إلى الحر كتاباً من عبيدالله بن زياد فإذا فيه:
أمّا بعد، فجعجع 73 بالحسين بن علي وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي ويقدم عليك رسولي، فلا تنزله إلا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري، والسلام .»{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * * 
4} ــــ « فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيدالله ابن زياد يأمرني فيه أن أجعجع بكم في المكان الذى يأتيني فيه كتابه، وهذا رسوله وقد أمره أن لا يفارقنى حتى أنفذ رأيه وأمره 74 ولا بد من الانتهاء إلى أمره، فانزل بهذا المكان، ولا تجعل للأمير عليَّ علّة .»{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * * 
5} ــــ « فنظر أبو الشعثاء الكندي إلى رسول عبيدالله بن زياد، فعنَّ له، فقال: أمالكُ بن النسير البدي ؟؟ قال: نعم !! وكان أحد كندة .»{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * *
6} ــــ « فقال له: ثكلتك أمك !! ماذا جئت فيه ؟
قال: وما جئت فيه ؟؟ أطعت إمامي ووفيت ببيعتي !!
فقال له أبو الشعثاء: عصيت ربك !! وأطعت إمامك في هلاك نفسك!! كسبت العار والنار!! قال الله عز وجل: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ75}، فإمامك منهم. وأخذ الحر بن يزيد الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وأصحابه وأهل بيته بالنزول في ذلك المكان على غير ماءٍ ولا في قرية .»{6}.
* * * * * * « 7 » * * * * * *
7} ــــ « فقالوا: دعنا ننزل في هذه القرية، يعنون نينوى، أو هذه القرية، يعنون الغاضرية، أو هذه الأخرى، يعنون شفية!!
فقال: لا والله ما أستطيع ذلك !! هذا رجل قد بعث إليَّ عيناً!!
فقال زهير بن القين للإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: إني والله ما أراه يكون بعد هذا الذي ترون إلا أشد مما ترون، بأبي وأمي يا ابن رسول الله، والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم ؟ فهلم بنا نناجز هؤلاء، إن قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمري ليأتينا من بعد ما ترى ما لا قبل لنا به 76!!
فقال له الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: فإني أكره أن أبدأهم بقتال، ما كنت لابدأهم بالقتال حتى يبدأوا!!
فقال له زهير بن القين: فهاهنا قرية بالقرب منَّا على شط الفرات، وهي في عاقول 77حصينة، الفرات يحدق بها إلا من وجه واحد. فإن منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجيء من بعدهم فقال له الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: وأية قرية هي ؟؟
قال: هي العقر!!
فقال الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: اللهم انى أعوذ بك من العقر !!
فقال الحسين للحر: سر بنا قليلاً، ثم ننزل .»{7}.
* * * * * * « 8 » * * * * * * 
8} ــــ « فسار معه حتى أتوا كربلاء، فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير، وقال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب.»{8}.
* * * * * * « 9 » * * * * * * 
9} ــــ « قال الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: وما اسم هذا المكان ؟
قالوا له: كربلاء.
قال {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}: ذات كربٍ وبلاء، ولقد مرَّ أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين، وأنا معه، فوقف، فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: "هاهنا محط ركابهم، وهاهنا مهراق دمائهم"، فسئل عن ذلك، فقال: " ثقل لآل بيت محمّد، ينزلون هاهنا" .»{9}.
* * * * * * « 10 » * * * * * * 
10} ــــ « ثم أمر الحسين بأثقاله، فحطت بذلك المكان 78، وكان ذلك يوم الخميس، وهو اليوم الثاني من المحرم سنة إحدى وستين 79.
* تاريخ النهضة الحسينية. نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية. الطبعة الثانية. ص: 85-127 .»{10}.
* * * * * * * * * * * *
المصـــــادر: هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية والفارسية الشيعية والسنية ومن المكاتب العامة من الكتب المتوفرة على موقع الأنترنيت، 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1} ـــ « هوامش : شبكة المعارف ...
1- مقتل الحسين للخوارزمي، ج1، ص310 .»{1}.
* * * * * * * * * * * * 
2} ــــ « 2- تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين، تحقيق المحمودي، ص294 .»{2}.
* * * * * * * * * * * * 
3} ــــ « 3- الإمامة والسياسة، ج1، ص231.» {3}.
* * * * * * * * * * * * 
4} ــــ « 4- الإمامة والسياسة، ج1، ص230، مختصر البلدان لابن الفقيه، ص163 .»{4}.
* * * * * * * * * * * * 
5}ــــ « 5- الإرشاد، ص182.»{5}.
* * * * * * * * * * * * 
6} ـــــ « 6- أنساب الأشراف للبلاذري، ج3، ص156- 157 ح15 .» {6}.
* * * * * * * * * * * * 
7} ــــ « 7- شرح النهج لابن أبي الحديد، ج4، ص104.»{7}.
* * * * * * * * * * * * 
8} ــــ « 8- تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، تحقيق المحمودي، 211 رقم 266.»{8}. 
* * * * * * * * * * * * 
9} ـــــ « 9- بحار الأنوار، ج44، ص331- 332، والخرائج والجرائح، ج1، ص253 رقم7.» {9}.
* * * * * * * * * * * * 
10} ــــ « 10- مصابيح الأنوار، 2، 1، المطبعة العلمية – النجف الأشرف- عن الصدوق في الأمالي والعيون.»{10}.
* * * * * * * * * * * * 
11} ــــ « 11- الفتوح: 5، 27- 29، وعنه مقتل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} للخوارزمي، 1، 186، وبحار الأنوار، 44، 328 .» {11}.
* * * * * * * * * * * * 
12} ــــ « 12- اللهوف: 27، وعنه بحار الأنوار، 44، 364 .»{12}.
* * * * * * * * * * * * 
13} ـــــ « 13- تاريخ الطبري، 3، 297، والكامل في التاريخ، 3، 402، تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} تحقيق المحمودي، 202، رقم255، بتفاوت وفيها "حتى ألقى عملي"، وكذلك البداية والنهاية، 8، 176 .» {13}.
* * * * * * * * * * * * 
14} ــــ « 14- معجم البلدان، ج1، ص414، أو في الصفاح، أنساب الأشراف، ج3، ص376، تاريخ الطبري، ج3، ص296، تجارب الأمم ج2، ص56- 57 .»{14}.
* * * * * * * * * * * * 
15} ــــ « 15- كشف الغمة، ج 2 ص 32.المحجة البيضاء، ج4 ص 228 .»{15}.
* * * * * * * * * * * * 
16} ــــ « 16- تذكرة الخواص ص 217- 218 .»{16}.
* * * * * * * * * * * * 
17} ــــ « 17- الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 67 .»{17}.
* * * * * * * * * * * * 
18} ـــــ « 18- أنساب الأشراف، ج3، ص375- 376، الإرشاد، ص202، الطبري، ج3، ص296 .»{18}.
* * * * * * * * * * * * 
19} ــــ « 19- معجم البلدان، ج 4 ص .»{19}.
* * * * * * * * * * * * 
20} ــــ « 20- أمالي الصدوق، ص131، مثير الأحزان، ص42، اللهوف، ص30 .»{20}.
* * * * * * * * * * * * 
21}ـــ « 21- مستدركات علم رجال الحديث،ج 2 ص 33، رقم 2130. لسان الميزان، ج 2 ص 29 .»{21}.
* * * * * * * * * * * * 
22}ــــ « 22- بطن الرمة: منزل يجمع طريق البصرة والكوفة إلى المدينة المنورة " مراصد الاطلاع 2: 634. معجم البلدان، ج1، ص449، وج2، ص204، وخطب الإمام الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ج1، ص132 .»{22}. 
* * * * * * * * * * * * 
23} ــــ « 23- وهو قول الطبري في تاريخه 5: 398، وضبطه ابن الاثير بالباء كما في الكامل 4: 42، وفي القاموس المحيط: 376: بقطر- كعصفر- رجل .»{23}.
* * * * * * * * * * * * 
24} ــــ « 24- أي أسرعوا .»{24}.
* * * * * * * * * * * * 
25} ــــ « 25- الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 70 .»{25}.
* * * * * * * * * * * * 
26} ــــ « 26- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 298. تجارب الأمم ج2 ص57. أنساب الأشراف، ج3 ص378. الأخبار الطوال، ص245-246. تذكرة الخواص، ص221 .»{26}.
* * * * * * * * * * * * 
27} ــــ « 27- مثير الأحزان، ابن نما الحلي ص 30 و31. وتجارب الأمم، ج2، ص57، وأنساب الأشراف، ج3، ص378، والأخبار الطوال، ص245و246، وتذكرة الخواص، ص221 .»{27}.
* * * * * * * * * * * * 
28} ــــ « الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 72. تاريخ الطبري، الطبري ج 4ص298 .»{28}.
* * * * * * * * * * * * 
29} ــــ « 29- الأخبار الطوال، ص246 .»{29}.
* * * * * * * * * * * * 
30} ــــ « 30- معجم البلدان، ج2، ص370 .»{30}.
* * * * * * * * * * * * 
31} ــــ « 31- الفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص122 .» {31}.
* * * * * * * * * * * * 
32} ــــ « 32- موضع على طريق حاج الكوفة بين الثعلبية والخزيمية. " معجم البلدان 3: »{32}.139".
* * * * * * * * * * * * 
33} ــــ « 33- مثير الأحزان، ص47، وروضة الواعظين، ص153، ومقتل الخوارزمي، ج1، ص323ن عن ابن أعثم والكامل لابن الأثير، ج3، ص277، تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 298، الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 73 .»{33}.
* * * * * * * * * * * * 
34} ــــ « 34- موضع في طريق مكة إلى العراق " معجم البلدان 5: 354.»{34}.
* * * * * * * * * * * * 
35} ــــ « 35- وهي مدينة ببلاد الروم. انظر: معجم ما استعجم 1: 376 .»{35}.
* * * * * * * * * * * * 
36} ـــ « 36- تاريخ الطبري 5: 396، الكامل في التاريخ 4: 42، ومختصرا في مقتل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} للخوارزمي 1: 225، عن أحمد بن اعثم. الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 72. الأخبار الطوال، الدينوري، ص 246و247 .»{36}.
* * * * * * * * * * * * 
37} ــــ « 37- تاريخ الطبري، ج3، ص319، وإبصار العين، ص165- 166.»{37}.
* * * * * * * * * * * * 
38} ــــ « 38- الطبري، ج3، ص314، وأنساب الأشراف، ج3، ص378- 379 .»{38}.
* * * * * * * * * * * * 
39} ــــ « 39- معجم البلدان، ج2، ص78 .»{39}.
* * * * * * * * * * * * 
40}ــــ « 40- تاريخ الطبري، ج3، ص302- 303 .»{40}.
* * * * * * « 1 » * * * * * *
1} ــــ « 41- أرقلت في سيرها: أسرعت، مجمع البحرين، رقل:ج 5 ص 385 . »{1}.
* * * * * * « 2 » * * * * * *
2} ــــ « 42- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 299و300.»{2}.
* * * * * * « 3 » * * * * * *
3} ــــ « 43- زبالة: منزل بطريق مكة من الكوفة. " معجم البلدان 3: 129 .»{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * *
4} ــــ « 44- الأخبار الطوال، ص 247-248 .»{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * *
5} ــــ « 45- راجع الإرشاد، 203. وتاريخ الطبري، ج3، 303 .»{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * *
6} ــــ « 46- إبصار العين، 94 .»{6}.
* * * * * * « 7 » * * * * * *
7} ــــ « 47- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 300، والخوارزمي في مقتل الحسين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} 1: 228، وذكره أبو الفرج في مقاتله ص 110 مختصرا، ونقله العلامة المجلسي في البحار 44: 372. الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 75. الأخبار الطوال، الدينوري صفحة 248.»{7}.
* * * * * * « 8 » * * * * * *
8} ــــ « 48- الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية، ص115، دار صادر .»{8}.
* * * * * * « 9 » * * * * * *
9} ــــ « 49- في اللهوف ص 34 وفي معظم المصادرسعادة-. وفي تاريخ الطبري، ج 4 ص 305شهادة- .»{9}.
* * * * * * « 10 » * * * * * *
10} ــــ « 50- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 304 .»{10}.
* * * * * * « 11 » * * * * * *
11} ــــ « 51- الأخبار الطوال، الدينوري 249 و251 .»{11}.
* * * * * * « 12 » * * * * * *
12} ــــ « 52- الفتوح، ج 5، 139 .»{12}.
* * * * * * « 13 » * * * * * *
13} ــــ « 53- الفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص134- 139 .»{13}.
* * * * * * « 14 » * * * * * *
14} ــــ « 54- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 302و303و304. الإرشاد، ص206. أنساب الأشراف، ج3، ص380- 381 .»{14}.
* * * * * * « 15 » * * * * * *
15} ــــ « 55- معجم البلدان، ج1 ص532.»{15}.
* * * * * * « 16 » * * * * * *
16} ــــ « 56- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 303 .»{16}.
* * * * * * « 17 » * * * * * *
17} ــــ « 57- الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 81 .»{17}.
* * * * * * « 18 » * * * * * *
18 } ــــ « 58- معجم البلدان، ج4 ص92 .»{18}.
* * * * * * « 19 » * * * * * *
19} ــــ « 59- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 306 .»{19}.
* * * * * * « 20 » * * * * * *
20} ــــ « 60- القُرَيَّة: تصغير قرية، مكان في جبليْ طيء مشهورراجع: معجم البلدان، 4، 340- .»{20}.
* * * * * * « 21 » * * * * * *
21} ــــ « 61- وهو أحد جبليْ طيء، وهما أجأُ وسلمى، وهو جبل وعرٌ، به وادٍ يقال له رك، به نخلٌ وآبار مطوية بالصخر طيبة الماء.معجم البلدان، 3، 238- .»{21}.
* * * * * * « 22 » * * * * * *
22} ــــ « 62- وفي مثير الأحزان، 40/ "فقال: إن بيني وبين القوم موعداً أكره أن أُخلفهم! فإن يدفع الله عنا فقديماً ما أنعم علينا وكفى، وإن يكن ما لابد منه ففوزٌ وشهادة إن شاء الله".
63- تأريخ الطبري، 3، 308 .»{22}.
* * * * * * « 23 » * * * * * *
23} ــــ « 64- تاريخ ابن عساكرترجمة الإمام الحسين عليه السلام / تحقيق المحمودي-، 211، رقم266، وانظر سير أعلام النبلاء، 3، 305.»{23}.
* * * * * * « 24 » * * * * * *
24} ــــ « 65- مثير الأحزان، 39.»{24}.
* * * * * * « 25 » * * * * * *
25} ــــ « 66- تاريخ الطبري، 3، 308 .»{25}.
* * * * * * « 26 » * * * * * *
26} ــــ « 67- الإرشاد، 204 .»{26}.
* * * * * * « 27 » * * * * * *
27} ــــ « 68- كان عبيد الله بن الحر الجعفي عثماني الهوى، ولأجله خرج إلى معاوية وحارب علياً {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} يوم صفّين، وروى الطبري أخباراً في تمرد هذا الرجل على الشريعة بنهبه الأموال وقطعه الطرق .»{27}.
* * * * * * « 28 » * * * * * *
28} ــــ « (28) عبد العليم، سيدنا الإمام الحسين{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} ، ص83.
* 69- الواعية: الصارخة. " الصحاح - وعى - 6: 2526 " .»{28}.
* * * * * * « 29 » * * * * * *
29} ــــ « 70- الفتوح، 5، 129- 132، وعنه مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، 1، 324- 326، تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 308. أنساب الأشراف، 3، 384، إبصار العين، 151-152، نقلاً عن خزانة الأدب الكبرى، 2، 158 بتفاوت. الأخبار الطوال- الدينوري ص 249و251. اإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 81 .»{29}.
* * * * * * « 30 » * * * * * *
30} ــــ « 71- اللهوف في قتلى الطفوف، ص30، مقتل الحسين للخوارزمي، ج1، ص324، الفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص123، سير أعلام النبلاء للذهبي، ج2، ص298، تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 309، الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 82، ومناقب آل أبي طالب، ج4، ص95.»{30} 
* * * * * * « 31 » * * * * * *
31} ــــ « 72- الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 83. تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 308 .» {31}.
* * * * * * « 32 » * * * * * *
32} ــــ « 73- جعجع القوم أي أناخوا بالجعجاع وهو ما غلظ من الأرض. وفي الصحاح، 3: 1196: جعجع: كتب عبيدالله بن زياد إلى عمر بن سعد: أن جعجع بحسين. قال الأصمعي: يعني احبسه، وقال ابن الأغرابي: يعني ضيق عليه .»{32}.
* * * * * * « 33 » * * * * * *
33} ــــ « 74- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 308 .»{33}.
* * * * * * « 34 » * * * * * *
34} ــــ « 75- القصص، الآية 41 .»{34}.
* * * * * * « 35 » * * * * * *
35} ــــ « 76- الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 84 .»{35}.
* * * * * * « 36 » * * * * * *
36} ــــ « 77- عاقول الوادي ما اعوج منه، والأرض العاقول التي لا يهتدي إليها.
78- الأخبار الطوال، الدينوري ص 249 و251 .»{36}.
* * * * * * « 37 » * * * * * *
37} ــــ « 79- تاريخ الطبري، الطبري ج 4 ص 309. الإرشاد، الشيخ المفيد ج 2 ص 84 .»{37}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: { "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" { الحج، الآية 32}.
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا{البقرة: 286}.