هل يريد ترامب الحرب على ايران؟ / علاء الخطيب

السبت - 22/06/2019 - 10:27

 

ترامب يريد الحرب فهو  على يقين بدونها لن يحصل على فترة رئاسية ثانية ، ولن يحصل على تأئييد اللوبي اليهودي في امريكا. 
 لن تشفع لترامب نجاحاته الاقتصادية وحتى تخفيض معدلات البطالة مالم يشن حرباً ضد ايران. 
  بدون الحرب سيجعل الدول الإقليمية ومنها السعودية وإسرائيل في قلق من  صعود الديمقراطيين الذين سيعيدوا الاتفاق النووي  كما يعيدوا كثير الأمور  والقرارات التي اصدرها ترامب الى سابق عهدها .
 بدون الحرب لن يتخلص ترامب من ملف تحقيق مولر بشأن التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية  الذي  يلاحقه  وهو الورقة الأقوى  بيد الديمقراطيين. 
  ترامب  يعلم  ان خيار الحرب ليس سهلاً  وربما يفجر العالم بأسره في ظل توتر بالعلاقات التجارية الأمريكية الصينية وتحذيرات الرئيس الروسي من ان شن حرب على ايران يعرض أمن العالم الى الخطر .
 وهذا ما أكده كيسنجر بقوله ان شرارة الحرب العالمية الثالثة  تبدأ بضرب ايران. وهذا يعني ان محوراً  دولياً سيتشكل ضد امريكا اذا ما وقعت الحرب .    
فرغم التحذيرات الكثيرة  ومعارضة الكونغرس   وتقارير المخابرات الأمريكية  بخطورة الأقدام على إشعال نار الحرب إلا ان  الرئيس ترامب    لا يعبه بذلك ، فهناك  عوامل و أطراف  تدفعه بقوة نحو الحرب 
 أولى هذه العوامل اقتراب الانتخابات    الأمريكية. للعامالقادم  . 
 الماكنة الاعلامية الصهيونية المقربة من الرئيس ترامب التي ما فتأت تطلق وتروج التصريحات المستفزة  ضد ايران ، كقناة فوكس نيوز الأمريكية المفضلة   والداعمة  لترامب   وصفت ايران بالجمهورية الإسلامية المتهورة  ، كما أطلقت سفارة امريكا في العراق تغريدات  مماثلة . 
  هناك حملة إعلامية كبيرة تقوم بها الصحافة الامريكية، وبعض الصحف الغربية  لتهيئة الأجواء  في الشارع الأمريكي  وفي مصادر القرار  . 
اقدام الرئيس ترامب على بعض الخطوات مدفوعاً من جهات إقليمية انفقت أموال طائلة من اجل إشعال نار الحرب  من هذه الخطوات .
جعل  الحرس الثوري على قائمة الإرهاب. 
 الاعتراف بالجولان كجزء من الدولة اليهودية . 
 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل . 
 مهاجمة ناقلات النفط في ميناء الفجيرة وخليج عمان  . 
 حلفاء ترامب الإقليميون يريدون الحرب فبدونها لن تمرر صفقة القرن  وستفشل كل الخطط التي رسموها وستبدد كل الأموال التي أنفقوها . 
 لكن ترامب رغم كل هذه العوامل يبقى متردداً . 
لعل سقوط الطائرة العملاقة  واحد من أسباب تردده ، فهو لا يعلم  مدى قوة ايران الحقيقية، فالمخابرات الأمريكية CIA ليس لديها معلومات كافية عن الداخل الإيراني .
 بالتأكيد الولايات المتحدة تتفوق على ايران بميزان القوة  ولا يمكن لعاقل ان يقارن بين القوتين ، إلا ان هناك عوامل دولية واقليمية  وجيوسياسية   تجعل ايران أكثرة قوة من امريكا. 
 ربما من المفيد ان نذكر ان الدول المحيطة بايران لم تحسم امرها بالوقوف مع الولايات المتحدة في معركتها ضد ايران ، مثل الهند وباكستان والعراق وتركيا وبعض دول الخليج .  
  وكذلك الدول الأوربية موقفها ليس واضحاً كما كان ايام صدام ، فالغربيون منقسمون على انفسهم بشأن الحرب ، 
 فقد صرحت السيدة تريزا ماي في زيارة ترامب للندن ان بريطانيا تتفق مع امريكا  في انها   لا تريد ان ترى  ايران نوويه ولكنها تختلف مع امريكا في طريقة المعالجة، وهذا الموقف هو يضارع الموقف الألماني والفرنسي .   
 أذرع ايران العسكرية والسياسية  في المنطقة لا يستهان بها ، ولعل ضرب محطات ضخ النفط في السعودية من قبل الحوثيين  مؤخراً كان مؤشر على خطورة الوضع . 
  سقوط الطائرة مؤخراً وتغريدات ترامب بان ايران ارتكبت خطأً كببراً  ربما سيعجل  باشعال شرارة الحرب ، لكن القرار يبقى رهين توافقات الكونغرس  وحساباته السياسية في الداخل الأمريكي ، فلم يعد الرئيس يمتلك صلاحية شن الحرب كما كان على ايام الرئيس بوش ، مع وجود أغلبية ديمقراطية  سيعقد الامر على ترامب، لكن تبقى الايام القادمة حبلى بالمفاجئات .