رثاء الى جاري السبعيني وابن مدينتي البار الأستاذ المرحوم سليم خصاف /عقيل العبود

السبت - 01/05/2021 - 17:44

مع سبعينيات القرن المنصرم وعند منتصف الخط من المكان، ابناء مدينتي، اعلامها، بهم خارطة القيم انجبت اولئك الأحفاد لتحتفي. 
لغة المحبة والصدق والوفاء تجعلنا في المهجر نتحدث بهم الواحد تلو الآخر، نتذكرهم الأحياء منهم، والأموات. 
سليم خصاف ذلك الرجل الذي ببشرته السمراء وملامحه الطيبة، تلك الكياسة والوقار مع اللياقة والفطنة، ما انفكت ترتسم على شاكلة لوحة سومرية بها تستضاف كل يوم مدينتنا المتعبة ممزوجة مع الصمت، والحزن، والكبرياء على مائدة محبتنا. 
انذاك لم نكن نعرف من فلسفة الألوان الا الخط الأبيض والاسود، ومن لغة الأخلاق لم نكن نعرف الا احترام الكبير، وحماية الصغير. 
أما الشرف والمروءة فهما المقياس الذي به تنبع رائحة المحبة، ما يجعلنا جميعا نقف اجلالا كل يوم ننحني، إذ المعلم هو العلم بفتح العين أي الراية، والعلم بكسرها أي الأدب الرفيع. وبهذه المعادلة تعلمنا كيف نحب الآخرين، نصغي لهم، نقف اجلالا لعبير رفعتهم. 
هي حكمة تعلمتها منهم في معاشرة الجار، والأخ، والابن، والصديق. 
لقد بقيت صورته في الذاكرة مؤطرة برائحة الزمان. 
المرحوم بصبره بقي حريصا هكذا بتعامله مع الوفاء لزوجته التي تركته مع الأبناء يوم غادرت الى بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج، لتودع الدنيا هناك، لينذر حياته بعدها لأجل تربيتهم ورعايتهم بطريقة تتناسب والعهد الذي قطعه مع رفيقة عمره ليكون الأب، والأم، والمعلم والأخ، والمربي، والصديق لهم جميعا. 
مصطفى، ومرتضى، ومحمد، ومخلد، ومهند كلهم ممن حصلوا على اعلى الشهادات وعلى غرار ذلك نالوا على نهج والدهم المرحوم من مراتب الاخلاق ما يجعل سجلهم ناصعا مع المخلصين من ابناء مدينتنا. 
لذلك ومن باب الرثاء نقول: نم قرير العين يا ابا مصطفى فأنت في قلوبنا منارة للمحبة، والكرم وحسن الخلق، وهنيئا لمحبيك، وأهلك وذويك بهذا الأثر الذي سيبقى خالدًا معنا في سجلك المشرف. 

عقيل العبود 
٢٨/٤/٢٠٢١
سان دييغو