مرتدية بلوزة بيضاء وشعرها الأسود ينسدل على كتفيها، تبدو أيدا كأي فنان يدرس ما سيبدعه قبل أن يشرع في الرسم باستخدام الورقة والقلم.. غير أن الصفير الصادر من ذراعها الآلية يكشف سرها فهي مجرد روبوت. وفي الأسبوع المقبل، تفتتح أيدا، التي توصف بأنها “أول روبوت فنان في هيئة إنسان ويعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم.. وأنها واحدة من أكثر الفنانات إثارة للحماسة في عصرنا هذا”، أول معرض فني لها ليضم ثمانية رسومات و20 لوحة وأربعة أعمال نحتية وغيرها. وقال مخترعها البريطاني وصاحب صالة العرض، إيدن ميلر، إن أيدا تقدم “صوتا جديدا” لعالم الفن، مؤكدا أن أيدا “قائمة بالكامل على برمجيات حسابية، لكنها تتمتّع بحسّ إبداعي كبير.. هي أول روبوت فنان واقعي”، متابعا أنه يتمنى أن يكون أداء أيدا مماثلا لأداء نظرائها من البشر. وأوضح ميلر أثناء عرض تمهيدي “الصوت التكنولوجي هو الشيء المهم الذي يستحق التركيز عليه لأنه يؤثر في الجميع”. وأضاف “لدينا رسالة واضحة للغاية نود أن نستكشفها وهي استخدام وإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم لأن العقد الحالي يشهد تحولا كبيرا ونحن قلقون بشأن ذلك ونريد أن نضع الاعتبارات الأخلاقية في كل ذلك”. وخطرت فكرة هذا الروبوت الفنان على بال ميلر قبل ثماني سنوات، وبدأ العمل على هذا المشروع في العام 2017 وانتهى في أبريل الماضي بالتعاون مع شركة “إنجنييرد آرتس” المتخصصة في علم الروبوتات في كورنوال وباحثين من جامعتي أكسفورد وليدز. وأتى الروبوت على شكل امرأة نزولا عند رغبة ميلر الذي يعتبر أن أوساط الفن والتشفير بحاجة إلى المزيد من النساء. وأفاد ماركوس هولد، مهندس التصميم والإنتاج في شركة “إنجينيرد آرتس”، “هناك ذكاء اصطناعي يسمح للروبوت بتتبع الوجوه والتعرف على ملامح الوجه وتقليد تعبيراتك”. ويمكن للروبوت أيدا، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى عالمة الرياضيات والرائدة البريطانية في مجال الكمبيوتر آدا لوفليس، أن ترسم بالنظر بفضل كاميرات في مقلة العين وخوارزميات للذكاء الاصطناعي طورها علماء بجامعة أوكسفورد تساعدها على إرسال إحداثيات لذراعها لإبداع أعمال فنية.