السيدة ملكيه بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم من ولد الحواريين، تنسب إلى وصي المسيح (ع) (شمعون)، وهو أحد أبرز حوارييه , تلك السيدة الفاضلة في إحدى الليالي رأت في منامها رسول الله محمد (ص) يخطبها كزوجه لولده الإمام الحسن العسكري (ع)من المسيح ووصيه شمعون , فوافقوا ووافقت .
استيقظت وتعلق قلبها بتلك الرؤيا العظيمة وهي ببلاد الروم , وبعلها المرتقب في سامراء .
وشاءت الاقدار أن يوجه والدها جيشا إلى العراق لمحاربة المسلمين، فكانت بين صفوفه متنكرة بزي الخدم , فوقعت بالأسر كغنيمة بيد شيخ من المسلمين عرضها للبيع , إلا أنها كانت تمتنع عن الظهور وبيعها وترفض لمسها أو يلمسها الراغبين في شرائها , وكلما كثر المشترين ازدادت عفة وحياء . وفي حينها وجه الإمام الهادي (ع) أحد خواصه من سامراء إلى بغداد ويحمل منه كتاب باللغة الرومية , فأوصاه تسليمه إياها ووصف له المكان والبائع والأسيرة الجليلة وحمّله مائتين وعشرين ديناراً ليدفعها ثمناً لها. فلما ناولها الكتاب بكت السيدة وهددت البائع بأن تقتل نفسها إن لم يبعها لصاحب الكتاب، فساوم الرسول الشيخ البائع، حتى توقف عند الثمن الذي أرسله الإمام الهادي (ع) فدفعه إليه، ونقلها بتجليل واحترام إلى سامراء, فلما دخلت على الإمام الهادي (ع) رحب بها كثيراً، ثم بشرها بولد يولد لها من ابنه أبي محمد العسكري (ع) يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ثم أودعها عند أخته السيدة (حكيمه) بنت الإمام الجواد (ع) لتُعلمها الفرائض والأحكام، فبقيت عندها أياماً، و سماها السيدة نرجس, ووهبها الإمام الهادي (ع) بعدها ابنه الإمام الحسن العسكري (ع) فتزوجها الإمام ولما دخل بها حملت بالكوكب الدري .
ولد المهدي صاحب العصر والزمان عند السّحر سنة خمس وخمسين ومائتين في سرّ مَن رأى, أي فجر يوم الجمعة في 15 شعبان عام 255 من الهجرة، وهو بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (سلام الله تعالى عليهم أجمعين).
وحسبك أن عرفته … نعم تراه , لكن معرفته فرج المؤمنين : أنه ممتلئ الجثة، طويل القامة، وجهه كأنه كوكب دري، أقنى الأنف، ضخم العينين، كثب اللحية، على خده الأيمن خال أسود، وعلى يده خال , ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أشم، أروع، كأنّه غصن بان وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً , فهكذا وصفه من عرفه ورأها .
إنَّ ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وإن لم يره أحد قط غيرهما.. والامام المهدي (ع) شهد ولادته المئات ,فمنهم:
السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الاِمام الجواد وأُخت الاِمام الهادي وعمة الاِمام العسكري (عليهم السلام). وهي التي تولّت أمر السيدة نرجس أُم الاِمام المهدي (عليه السلام ) في ساعة الولادة..
وقد ساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة، منهن جارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكري فيما صرح بذلك الثقة محمد بن يحيى ومارية، ونسيم خادمة الاِمام العسكري , كما شاهد الإمام المهدي (عليه السلام) من كان يخدم أباه العسكري في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر . وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي . وأبي الاَديان الخادم . وأبي غانم الخادم الذي قال:
“ولد لأبي محمد (ع) ولد فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فاذا امتلاَت الأرض جوراً وظلماً خرج فملاَها قسطاً وعدلاً . كما شهد بذلك مسرور الطباخ مولى أبي الحسن (ع) .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا صالح وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.