الهم يقود خطواته , يندب حظه . يستنشق الحزن نسيما , يرتشف الدمع شرابا , ويعتصر الهم قلبه، يعانق الليالي بأفكار تمر كسرب حمام , ينشد الكمال والسعادة ولكن أين؟
أهما في المال؟
أم في الزواج ؟
ربما في الأولاد!
لعله الجاه ؟
نظر إليّ وفي عينيه النجلاوتين إطراف دمعة تقاوم السقوط على وجنتيه كزورق يتزحلق على جفنيه الصغيرتين , تأملت فيهما، أمسكت يده الصلبة التي تحولت لينه بيدي وسألته: ما بك غائما كلي ؟
ـ هل أجد عندك ضالتي في كتاب قرأته ؟
أجابه لساني دون العلم بسؤاله , نعم .
ـ تبسم بشفتيه الداكنتين ما بين الأزرق والبني ورمى السيجارة في النهر قائلا: استحلفك بمن تحب , أتحفني، أجبته بإيحاء من مسودة الذاكرة: عليك بذكر الحق , همست في أذنيه: السعادة شوق يعانقه الوصال مع الكامل.