الأسرة وتأثيرها على المجتمع/غدير عبدالكاظم كطيو

الاربعاء - 10/03/2021 - 11:44

الأسرة كما يُعرفها علماء الاجتماع هي مجموعة من الأفراد الذين تجمعهم رابطة الدم والزواج، وهي الخلية الأولى في المجتمع وأول نظام اجتماعي عرفه الإنسان، وهي البيئة الأولى التي يترعرع فيها الفرد وتتكون من مجموعة من الأفراد الذين تربطهم قرابة الدم والمحبة ويعيشون في مكان واحد ويؤدي كل واحد منهم دور اجتماعي واضح.
وعلى هذا الأساس فان اعتماد المجتمع في صلاحه او فساده بالمستوى الأهم على الأسرة وماتقدمه من أفراد؛ حيث أن أبرز التحديات هي تكوين حياة اسرية مستقرة ولو بالمعنى العام
فمشاكل الزوجين تنشأ فرداً ناقم منمن حوله فرداً لا يؤمن بمبدأ الحوار؛ طبعاً كيف لا وهو يشاهد الصراخ المتبادل والعكس عندما يعش في بيئة مبنية على مفهوم الحب والاحترام فالاسرة تقدم بهذا إنجازاً لها وللمجتمع
أن من أهم بناء اسرة يسود فيها الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل هو اختيار الزوجة فوظيفة كل أنسان ان يختار الزوج الذي يرغب بمشاركته الحياة الزوجيّة بتناغم بناءً على حجم الحب المتبادل وهنا نقصد سواء كان شاب او فتاة 
نعم الجمال الخارجي مطلوب لكن لايكن كل همه فلو فرضنا كان الزواج من هذا الباب ماذا بعد سنوات اذا تغيرت ملامح الوجه ماذا لو حصل حادث وتغير كل شيء هل سيبقى ذلك الحب ام انه يتلاشى ويخلف وراه مشاكل يومية بسبب الملل الذي يحصل والضحية من؟ وهنا يكمن الحل بعقدة اخرى وهي الطلاق ومائة القصص التي يقشعر منها البدن لحال الأطفال كيف بنا نريد منهم ان يكونوا بناة للمجتمع 
لكن لو اصبح المعيار للحياة الزوجية هو الاختيار القلبي العقلي بنفس الوقت حتماً سيكون الانسجام حيث التنازلات التي يبديها كلا الطرفين لماذا؟ لانه نابع عن حب نابع عن مشاعر صادقة يدفع بهم للوصول إلى مرحلة فهم بعضهما البعض والقدرة على تكوين أسرة معطاة كل فرد منهم يحمل الكثير من دوافع تقدمية للمجتمع
فالمرأة اضافةً لمكانتها المرموقة وأهميّتها الكبيرة في تنشئة الجيل الصالح المُثقف ذو الأخلاق الحسنة الذي يقود المُجتمع ويرتقيّ به، كما أنّها شريكة الرجل الروحيّة التي تُكمّله، وتُعينه وتُشاركه تحمل مسؤوليّة الأسرة بمودة وتناغم، وتهتم به وتُبادله الحب والأُلفة والعواطف الجميلة الدافئة، لذا فإن جميع ذلك يتطلب من الزوج أن يختار زوجته بتأنٍ وحكمّة، ويُدرك قيمة اختياره والمسؤوليّة الكبيرة المُترتبة عليه، وارتباطه بسعادته الزوجيّة واتزان حياته الأسريّة لاحقاً
الكثير يتسائل كيف نختار؟ 
يجب دائماً التوازن بين قلبك وعقلك فلا تسير في أحدهما دون الآخر فالأول يجعل منك ضعيف لا تحسن التعامل واما الثاني يعطيك قسوة تخسرك بعض الصفات الإنسانية 
فاذا احببت بقلبك انظر بعقلك هل هذا الشريك مناسب ايكون توافق بيننا لا اقصد الشاب فقط كلا وحتى الفتاة لها الحق بل كل الحق لأنها لا تملك تلك القوة التي تخرجها اذا ما وقعت في مسار خاطئ بالخصوص في بعض المجتمعات الشرقية 
أهم المشاكل التي تحصل بين الزوجين هو عدم تقبل أحدهما للآخر بسبب الانحلال بينهم 
فالبعض يعزوا سبب الانحلال الأسري إلى النقلة السريعة في الانفتاح على العالم ومن اهمها التكنولوجيا الحديثة والتداخل بين المجتمعات بالدراما والقصص الخيالية التي تنتج وهو مقنع نوعاً ما فلو رجعنا إلى ماقبل هذا العصر اي قبل دخول هذه الوسائل اكانت هناك مشاكل كما يحصل اليوم؟ وماهو المعدل السنوي لنسب الطلاق؟ ماذا عن أعداد حالات الانتحار (اذا ماكانت شبه معدومة) وأخص بالذكـر تلك التي تكون نتيجة المشاكل الأسرية وهي في الغالب هكذا 
فعلينا تحمل مسؤولية كبيرة بنتقاء الشريك المناسب ولكي نتخلص من هذه الأعباء علينا التمعن والتركيز على بعض الأمور المهمة ومنها :

• النظر إلى الأصدقاء ومن يخالط (فالطيور على أشكالها تقع) وهو ان كل مرء يقترب من الذي لديه بينهم قواسم مشتركة ويتخذه صديق 
• استثمار فترة الخطوبة للتعارف بشكلٍ جيّد ، وتحقيق التناغم والانسجام بينهما؛ لتهيئتهما للزواج لاحقاً واذا لم يكن هناك انسجام من الأفضل الابتعاد
• تقدير قيمة وأهميّة الحياة الزوجيّة، والمسؤوليّة المُترتبة عليها، والسعي للحفاظ على استقرارها وتحقيق زواجٍ ناجح. 
• الاهتمام بمشاعر بعضهما البعض، وعناية كل منهما بالآخر بدون خجل، لتوطيد العلاقة وتنميّة مشاعر الحب والألفة وتقريب قلوبهما.
• تقبّل وجود الاختلافات والتغاضي عن بعض صفات الطرف الآخر، ما دامت هذه الصفات لا تؤثّر على سعادتهما؛ إذ تهدد استقرار الحياة الزوجيّة. 
• البحث عن القواسم والأهداف المشتركة وتقبّل الاختلافات في سبيل تحقيق الانسجام، وفهم كل منهما للآخر بشكلٍ أكبر.
أخيراً فكر دائماً انك تكن سبباً في اعطاء جيل يبني المجتمع بدل هدمه فلست انت وحدك مايدفع عواقب هذا 
مافعلوه الكثير الأشخاص وماخلفته الحروب وبالاخص العالمية الثانية منها نتيجة ماذا؟