موسى الانسان /مهدي العامري

الاربعاء - 10/03/2021 - 10:34



لم يكن يمينيا,,
ولايساريا,,
ولامذهبيا,,,,
ولاطائفيا,,,
لم يحشر أنفه في دهاليز سياسة الدولة,,,
لكنه لم يكف عن المناداة بمباديء التسامح والعدالة الاجتماعية,,,
واطلاقا لم يكن يعيش وحيدا في عزلة التقوقع السلبي,,,
بل كان يلتقي بالناس,,,
يحدثهم,,,
ويفاكههم,,,
ويحل الكثير من مشاكلهم المادية والمعنوية,,,
كان انسانا بمعنى الكلمة,,,
يتفقد الارامل,,
واليتامى,,,,
والمساكين,,,,
يقدم لهم الخبز والسمن,,,
ويتعاطف معهم حد النخاع,,,,
حتى انه كان يطوف الليل حول بيوتهم ولسنوات طويلة ليهبهم الدراهم والدنانير دون ان يعرفوا هويته او شخصه حتى ادركه الموت في طوامير السندي,,,
كان عالما,,
حليما,,
زاهدا,,,
عابدا ,,,
تتلمذ على يديه مئات الفقهاء والجاهبذة الذين رووا عنه الاف الاحاديث والمقولات ,,,
كان يحرث الارض,,,
ويسقيها ,,,
ويأكل من عرق جبينه,,,
ويسكن في بيت متواضع لاتسكنه الاالملئكة والارواح الطيبة,,,
وكان يذم الذين يستأكلون الناس باسم الدين والمذهب,,,
ويفرق كل الاموال التي تجبى اليه ,,
بين اهله وعشيرته ومحبيه واعدائه,,
دون تفرقة او انحياز لأحد,,,
وكان عربيا,,,
فصيحا,,,
ورث الفصاحة من ابائه ,,
حتى حارت العقول ,,,
وعجزت الالسن ,,,
عن مجاراته في الفصاحة واللباقة ,,,
كان اضوء من الشمس,,
وانصع من القمر,,,
واطيب من المسك,,,
واسمى من جميع العناوين السياسية,,,
والدينية ,,,
ولكن الغريب والمؤسف له,,,
ان الجميع قد تخلى عنه في غربته ,,,
ووحدته,,,
في الطوامير,,,
ولم يحرك احد ساكنا لانقاذه ,,,
من السجن,,,
رغم ان اتباعه ومحبيه كانوا يعدون بمئات الالاف,,,
اي دين هذا؟؟؟؟