هذا الزمن الذي تزاحمت في مرابعه الأفاعي،
ونهشت بجدرانه الفئران، سيحكي للعالم إسطورة ثورته القادمة.
الحكايات المليئة بأعراف الأزقة وتلك الاحياء، مشاهد، مكتوبة اثارها وفقا لجداول
أزمانها التي بقيت تباعا تترى، لتستعرض آثارهم، اولئك الذين بصماتهم ما انفكت تحيا في نفوس الحاضرين.
هي هكذا ارواحهم معمدة بينابيع محبتها، تلك التي ابت الا ان تكون جسراً على ضفافها يسكن الطيبون.
هي مثلما نخلة أصيلة،عطر الوفاء لأجل محبتها نما.
الحناء انذاك مثل طعم الخبز، ومثلما مواقفهم اولئك الذين بصماتهم تطرز اثارها جداريات فنان محترف.
بيوتات من رائحة الارض جدرانها تستنشق عطر الحَياة. صاحب الابتسامة، ذلك الشيخ
بإخلاصه المعهود، يستقبل الصبح، مؤذنا، دون ان تظهر عليه اثار التعب، اوالكهولة.
الغروب عبر تلك البقعة من الزمان، مثلما زقزقة طائر تعاود انتشارها املا برحيق فجر ولادة قادمة.
الصلبة، الإسماعيلية، متوسطة سوق الشيوخ، مسميات لنقاط يمسك بها القلب مبشرا بنشأة قوافل اخرى من الخالدين.
الشعر تلك القوافي، في قلوب المحبين، على امد السنين عامرة بعبق الذاكرة، وكرم الطيبين. عبد الحميد السنيد وارواح من معه مغارات من الشعر الفطري يرتدي الآن حلة الخلود.
الحضور أنباؤه مع نهايات سبعينيات القرن المنصرم، ابتدأ يدب به الخوف،
انذاك القصائد غدت حوارات يسكنها البكاء،
الدواوين، المضايف، تلك الشخصيات
كيانات بها تستقيم الحروف، كاظم الشاهر، عبد الجليل الدلي، الحاج عبد الرؤوف، كبار وصغار، شباب وشيوخ،
تاريخ يستنشق رماد ماضٍ حلَّ به العزاء، ليعانق الحزن بعد حين، متمنياً اللحاق بخطواتهم اولئك الذي فارقوا الحياة.