نحن مضطربون فكريا /مروان كاظم الكعبي

الاربعاء - 10/02/2021 - 16:38

التفكير هو النشاط العقلي الذي يقوم به شخص ما لحل مشكلة تواجهه و تعد مشكلة التفكير من المشاكل التي تواجه الإنسان في الكثير من المواقف والخلافات التي يتعرض لها مع الآخرين في حياته اليومية . حيث يكون تحليله لتلك المشاكل او الخلافات مبنيا على حبه او كرهه للشخص الأخر وينظر لهذا الخلاف من اتجاه و زاوية واحده ولا يكون هنالك تفكير عميق وتحليلي لهذا الخلاف او المشكلة مما تكون النتائج دائما غير مقبولة مع تعظيم الخلافات و تكبيرها . وتعد مشاكل التفكير وطريقة التفكير غير المنطقية من العوامل التي تهدم العلاقات بصورة عامة وخصوصا عد تدخل الأشخاص غير المناسبين الذين يعطون آراءهم السلبية مما يزيد حجم الخلاف والمشكلة . وهذا يعود الى المشاعر المخزونة في العقل الباطن التي يسعف بها الشخص أثناء المشكلة ودائما ما تكون هذه المشاعر سلبية . فان الإنسان يتصرف على أساسها ولا يلجا الى الحلول العقلانية الواقعية وهنا يتحول الفرد من شخص طبيعي الى مضطرب ويصاب باضطرابات التفكير واضطرابات الانفعالية . حيث يرى ارون بيك  ان نمط التفكير الشخص الخاطئ الذي يحمله اتجاه ذاته والعالم والمستقبل والذي يتسم بالتهويل والتضخيم والتعميم الزائد والتجريد الانتقائي والقفزة الى الاستنتاجات والكل او اللاشيء هو الذي يعرضه للمعاناة من مختلف الاضطرابات الانفعالية . أما البرت اليس و انطلاقا من الذي وضح من خلاله ان الأحداث التي يتعرض لها الشخص ليست هي سبب وقوعه في الاضطراب النفسي و إنما طريقة تفكيره تجاهها . كما توصل الى نموذج  ABC  ان المضطربون انفعاليا يفكرون بطريقة غير عقلانية . في حين إن دونالد ميكنباوم انطلق من ان الطريقة التي يحدث بها نفسه ( الحديث الداخلي السلبي ) هي التي تحدث اضطرابه الانفعالي . ونستطيع القول ان اضطراب التفكير هو الذي يقودنا الى اضطرابات الانفعالية والتي تقودنا الى المشاكل مع الآخرين وتنتهي بنتائج سلبية كبيرة وفي مقال للدكتور قاسم حسين صنف اضطراب التفكير الى عدد من الاضطرابات ومن أهم هذه الاضطرابات هو اضطراب صيغة التفكير حيث  يفكر الإنسان السوي بطريقة منطقية وتجريدية بمعنى انه يعتمد على معاني الأشياء وما يقابلها من الأرقام والألفاظ ولا يعتمد على وجودها المادي المجسم يتحول من خلالها الى استنتاجات وحلول واقعية وعملية ، اما في حالة اضطراب صيغة التفكير فانه تنعدم القدرة على التفكير المجرد ويأخذ التفكير صيغة مختلفة وغريبة وتكون على  نوعين ....
 التفكير المبهم: وفيه يبتعد التفكير عن المواقف الحقيقية أو الواقعية، يشبه ما يحدث في الخيال والأحلام. غير ان الفرد هنا يقوم بأفعال مطابقة لما في خياله. ويحدث في حالات الفصام
التفكير الجامد: وفيه يفتقر التفكير الى المرونة والتبصر والتجريد والاستنتاج .
أما اضطرابات محتوى التفكير حيث تعد الصفة العامة لهذا النوع من الاضطرابات هي الوهم العقلي، ويقصد به الأفكار والمعتقدات والآراء التي لا تنطبق على الواقع، ولا يمكن ربطها بأساس سببي يفسره، كما لا يمكن إزالتها بالمنطق والإقناع، فضلاً عن تناقضها مع ما هو معلوم عن المستوى الثقافي والاجتماعي للفرد. وتأتي هذه الأوهام بأنماط وصور متعددة و أهمها هي :
الأوهام الاضطهادية: اعتقاد الفرد بأنه مضطهد، وان الآخرين يراقبونه ويضمرون له العداء ويتآمرون عليه لإلحاق الأذى به، وشعوره بان حيفاً لحق به أو ظلماً أصابه، أو انه معرض لهما. 
وهذا كله يدل على إننا مضطربون فكريا ونفتقد الى الحلول المنطقية والعقلانية في الكثير من المواقف والخلافات والمشكلات التي تواجهنا في حياتنا اليومية مع الآخرين . ويجب علينا مراقبة أفكارنا والتحكم بها والأخذ بالأدلة المنطقية والعقلانية قبل ان اتخذ إي قرار والنظر الى الخلافات او المشكلات من زوايا متعددة وعدم القيام بأي ردة فعل سلبيه من الممكن ان تأخذنا الى طرق و اتجاهات غير مرحب بها مما تزيد من الخلاف او المشكلة .