يترقب الأهالي عودة الأمان والسلام الى اجواء الناصرية ،تلك المدينة الحالمة التي كانت تغفو على اكتاف الفرات بحنان وسلام ، والتي وصفت بمدينة الحضارات والعلم والادب والفن والفكر والابداع ،تناغم فيها تاريخ سومر واشور وبابل وسحر الجغرافية حتى سميت " فينيسيا العراق " فأكتسبت فتنة لاتوصف ولغز محير، لاتفك طلاسمه الا طيبة قلوب أهلها وبساطتهم وصبرهم ،ورغم ان باطنها يحوي آلاف الكنوز الأثرية لم يكشف نقابها الى اليوم ،فأنه تفجر عن بحيرات عملاقة من الذهب الأسود ،دون ان يفيد أهلها في شئ ،وسجلت نسب البطالة والفقر فيها مستويات عالية ،وبقيت مهملة وينظر اليها المسؤول دائما ًبريبة ، ويغار من ان تتبوأ مكانتها الطبيعية،ولحقها الشئ ذاته حتى من ابنائها الذين شغلوا مناصب عليا !
واليوم يتناقل الأعلام خبر زيارة مرتقبة لشخصية عالمية مؤثرة ومهمة هو بابا الفاتيكان الى مدينة أور التاريخية والتي يعتقد انها ترتبط بنبي الله ابراهيم "ع" وبقدر ما ان الخبر مفرح حيث ان الناصرية تعيش جدبا ً في اعداد الوافدين بعد ان كانت فيما مضى محطا ً للسياح والباحثين والآثريين ،بسبب الظروف الأمنية الغير مستقرة لعموم العراق ،فأن هناك تساؤلات كثيرة حول استمرار اهمال الحكومات المتعاقبة للناصرية عموما ً وللمدينة التاريخية فيها "مدينة أور " فهي لاتزال على حالها منذ عشرات السنين فلا طريق خاص يليق بها ، ولا أي مرافق أو منشآت سياحية تليق بأهميتها .
ومن المفترض ان الحكومة العراقية لديها علم بالزيارة وانها هي من يهتم بالأمر بما يليق ليس بالضيف فحسب ولكن بها كحكومة مضيفة وتمتلك هذا المعلم المهم الذي جعله مقصدا ً لشخصيات بارزة رغم ما يحيط بالعراق من هالة اعلامية تبرزه عن قصد كبلد قلق يفتقد الى الأمان والأستقرار بسبب الحروب الأمريكية المتلاحقة وماتلاها من صفحات سوداء كصفحة داعش .
ان جميع دول العالم تروج لمعالمها المهمة ، تنشد من ذلك زيادة أعداد الوافدين مما يدعم أقتصادياتها ويعود على مواطنيها بالنفع العام ، بعكس مايحصل عندنا حيث لايوجد أي تخطيط للاستفادة مما موجود في العراق من فرص استثمارية سياحية قد تفوق واردات النفط الذي يشتهر بها العراق،كما ان الزيارة تعتبر مؤشرا على مكانة العراق وأهميته إقليمياً ودولياً، رغم ماشهده ولازال يشهده من مؤامرات تهدد وحدته الداخلية .
زيارة البابا :
وحسب وسائل الأعلام فستكون زيارة البابا غير مسبوقة إلى العراق فى أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كوفيد-19 ، وانها قد تشمل مدينة الموصل، حيث عانى مسيحيوا العراق من احتلال داعش لسهل نينوى عام 2014 وأدى ذلك الى تهجير الكثير منهم كما ان العمليات الحربية اللاحقة ادت الى تدمير البنى التحتية للمدينة مما جعل من الصعب عودة المهجرين ، وإن وزارة الخارجية العراقية رحبت بالزيارة "التاريخية" للبابا، معتبرةً أنها "رسالة سلام للعراق والمنطقة" بأسرها،
ومد جسور التفاهم والتقارب وتعزيز الآخاء بين أتباع الديانات والمذاهب في العراق، مهمة حتمية لإرساء مبادئ العدالة والمساواة في المجتمع ،ومعروف عن المجتمع العراقي أنه يدين بالأسلام وقد احتوى جميع الديانات على ارضه بسلام وطمأنينه عبر مئات السنين ،وان أحداث كأحداث داعش لاتحسب على العراقيين بأي حال ،بقدر ماهي مؤامرة كبيرة للنيل من دول المنطقة وتشويه للدين الأسلامي الحنيف .
وحسب (سي.إن.إس) فأن البابا (84 عاما) يعتزم المضي قدما والقيام بالزيارة المقرر لها بين الخامس والثامن من مارس آذار ما لم تحدث موجة خطيرة من حالات الإصابة بفيروس كورونا هناك.
وقال بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية الأسبوع الماضي إن البابا سيجتمع خلال الزيارة مع المرجعية العليا لشيعة العراق آية الله العظمى السيدعلي السيستاني.
لا شك أن زيارة البابا إلى العراق ستكون لها أهمية خاصة للمسيحيين من أبناء العراق، وخاصة من أتباع الكنيسة الكاثوليكية ، رغم أن الزيارة بالفعل تعني كل العراقيين، لأنها تحمل دلالات ورسائل مهمة .
ويذكر ان البابا الراحل، يوحنا بولس الثاني، رغب عام 2000، زيارة مدينة أور العراقية الأثرية، التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل، وكان من المقرر أن تكون الزيارة، المحطة الأولى، ضمن رحلة تشمل بعض دول المنطقة ، إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك، انهارت، ولم يتمكن من تنفيذ الزيارة .