خطاب الكراهية في التواصل الاجتماعي " الكلمة تقتل كالرصاصة /قحطان الزيادي

الثلاثاء - 02/02/2021 - 19:29


ادى التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال الجماهيري الى فرض نوع جديد من التواصل بين افراد المجتمع مما أوجد هنالك فوضى كبيرة في تنظيم التواصل والتحاور بين الجمهور فانتشرت لغة الاستبعاد والتهميش بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الالكترونية وقنوات التلفاز , واخذ خطاب الكراهية يجتاح المجتمعات الصغيرة وصولاً الى البلدان بشكل اوسع وانتشر كل النار في الهشيم و اصبحت عادة طبيعية ويتناقلها الناس باحاديثهم حول الموضوعات المختلفة وخاصة تلك التي ترتبط بالدين والسياسية كل ذلك جعلنا نتساءل لماذا انتشر  المجتمعات   وكيف يقوم بتهديد السلم الاهلي  وخطاب الكراهية هو كل اشكال التعبير التي تحرض   وتعزز  الكراهية و التعصب والتي تترتب على اشكال متعددة مثل التعصب الديني والفوارق المجتمعية  , ويتسم بالوصل والتنميط والتجييش والقدح والذم و قمع حرية التعبير لدى الانظمة الدكتاتورية .
‏‎عادة ما يستخدم السياسيون وقادة الرأي العام و اصحاب المآرب المختلفة خطاب الكراهية والتحريض ضد خصومهم  وذلك بنشر خطاب معادِ وتحريضي ضد الجهة المقابلة لأسباب عديدة منها الاختلاف في الراي و المعتقد و لتحقيق اهداف اقصائية للأخر , كل ذلك يؤدي الى احلال لغة العنف والكراهية بين افراد المجتمع الواحد و يدفعهم الى التعصب في الراي والمعتقد و الى ارتكاب جريمة في بعض الاحيان  و قسم المجتمع الى فئات مختلفة و معسكرات متناحرة ازاء القضايا المختلفة وبلغ الانقسام المجتمعي مرحلة خطيرة تصل احياناَ لتهديد بالقتل  . 
‏‎لو رجعنا قليلاً الى اسباب خطاب الكراهية وخاصة ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي نجده في اغلب الاحيان يرجع الى التعصب و الى لغة الاقصاء و التهميش التي يقوم بها اصحاب هذا الخطاب المتشدد , ويبلغ خطاب الكراهية اشدته في اوقات الازمات والتشنجات السياسية فتقوم الجهات المتخاصمة بنشر صور وفيديوهات والمشاركة بالتعليقات التي تسبب تنافر الآراء  تكون صفحات (فيبسوك) منصات لخطاب الكراهية و تقوم عادة بنشر المنشورات  و الصور التي تمس مقدس بعض الاطراف وتشويه الحقائق  ويسبب ذلك موجة من الاحتقان والسخط وتبادل الشتائم , و من اساليب صناعة خطاب الكراهية هو الاستفزاز من خلال نشر الصور المسيئة لرمز معين  فتتسابق التعليقات والآراء للمشاركة احدها بالدفاع عنه والاخرى بالهجوم مما يسبب شرخاً بين فئات المجتمع وانقسام بين افراده . 
‏‎وقد نصت المادة الدستورية (38 ) على هذا الحق (وحرية التعبير ضمنتها المادة (38) من الدستور .اذ أكد الدستور العراقي2005 ،الباب الثاني ، الفصل الثاني (الحريات العامة ) (38): تكفل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب:اولاً :ـ حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل , ونواجه اليوم اشكالاً وعدم فهم هذه المادة التي يسيء استخدمها من قبل  العديد ممن ينتهجون خطاباً تحريضياً يسبب انقسام بين افراد المجتمع