{٢٢ جمادى الأولى سنة ١٩٢ هجريه وفاة القاسم الغريب بن الإمام الكاظم {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}،
أتقدم بأحر آيات التعازي والمواساة لمقام سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف و إلى مراجعنا العظام في ذكرى عظيمة عظم الله أجورنا وأجوركم بأستشهاد سيّدنا ومولانا المفدّى القاسم الغريب بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم أخ الإمام الرضا والسيدة فاطمة المعصومة {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}،٢٢ جمادى الأولى سنة ١٤٤٢ هجري المصادف ٦ ك٣ سنة ٢٠٢١ م وفقنا الله بزيارة القاسم الغريب ولم ننساك من الزيارة والدعاء }
* * * * * * * * * * * *
1– استهل المجلس بتلاوة معطرة من آي الذكر الحكيم تلاها ،
* * * * * * * * * * * *
2 - أعقبها بعد ذلك محاضرة دينية تربوية ومجلس عزاء بهذه المناسبة المؤلمة على قلوب الشيعة المؤمنين الموالين.
* * * * * * * * * * * *
3– ارتقى المنبر الردود الحسيني المهذب الموهوب السيد هادي العوادي المحترم.
القي قصيدة حزينة و أشعار مأثرة بحق الإمام القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}،
اُقيم مجلس العزاء وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد القاسم أبن ال{عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، إمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِما السَّـلامُ}، حضر مجلس العزاء جمع غفير من الموالين لآل محمّد {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}، في مقدمتهم عدد من العلماء وطلاب الحوزة العلميّة، وضيوف وزوّار من داخل المحافظة وخارجها، حيث واسوا ـ بحضورهم ـ مولانا المفدّى ولي الله الأعظم عجّل الله تعالى فرجه الشريف بذكرى استشهاد سيدنا القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، وقدّموا تعازيهم لسماحة المرجع أية الله العظمى السيد السيستاني وباقي علمائنا الإعلام دام ظلهم الشريف.
* * * * * * * * * * * *
تلا هذه الآية المباركة قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَة اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)}. ..
قوله تعالى: {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربُّنا اللّه}(4).
الهجرة هجرتين : الحديث منقول عَنِ النَّبِيِّ {صَ}: رقم الحديث: 48 {حديث مرفوع} حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ} ، قَالَ : \" الْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ , فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي يُجِيبُ إِذَا دُعِيَ , وَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ , وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ فَهُوَ أَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً , وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا \" .
والمهاجرين: قَوْلُهُ تَعَالَى { وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } عُذِّبُوا وَأُوذُوا فِي اللَّهِ .
قوله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله الآية 100 357 -
هجرة واجبة : هجرة من اجل نصرت الإسلام والدفاع عنه والقتال ضد أعداء الإسلام \"منظمة داعش\" ومن لف لفهم\"
الهجرة أحيانا تكون مباحة وأحيانا تكون فريضة إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقيم شعائر دينه في بلده. عليه أن يهاجر إلى بلد إسلامي آخر أو بلد من أهل الكتاب يظمأ حقوق الإنسان فيها الأمن والاستقرار.
وهناك هجرة غير مباحة القصد منها السفر من اجل الترفيه عن النفس كالراحة والاستجمام في كثير من بلدان العالم التي تنتشر فيها الفواحش والخمور والفسق والفجور بلدان فيها كل شيء مباح المحرمات على اختلاف أنواعها والسرقة يظن.
ثمه تحدث الشيخ القرشي عن أولاد الإمام الكاظم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ} كان له {عَلَيــْهِ السَّـلامُ{، سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى :علي بن موسى الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ} وإبراهيم ، والعبّاس ، والقاسم لاُمّهات أولاد .
وأحمد ، ومحمد ، وحمزة ، لاُمّ ولد .
وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسين ، لاُمّ ولد .
وعبدالله ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان ، لاُمّهات أولاد .
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقيّة ، وحكيمة ، واُمّ أبيها ، ورقيّة الصغرى ، وكلثم ، واُمّ جعفر ، ولبابة ، وزينب ، وخديجة ، وعليّة ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، وميمونة ، واُمّ كلثوم < لاُمّهات أولاد > {1}،
وكان أحمد بن موسى كريماً ورعاً ، وكان موسى {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، يحبّه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّه أعتق ألف مملوك .
وكان محمد بن موسى {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، صالحاً ورعاً .
وكان إبراهيم بن موسى شجاعاً كريماً ، وتقلّد الإِمرة على اليمن في أيّام المأمون من قبل {محمد بن زيد} {2} بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مّدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأَمان من المأمون .
ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، فضل ومنقبة ، وكان الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ {3}.
* * * * * * * * * * * *
بدائه بالحديث عن سيدنا الإمام القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، من الولادة حتى شهادة،
بعد سنتين أو اقل من ولادة الإمام علي بن موسى الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، سنة 148 أطل وجه سيدنا ومولانا القاسم على المعمورة من فتية غذاها لبن النبوة وحفظهم شرف الانتماء إلى الإمامة وإذا كانت العصمة قد فاتته فأن شرف الانتماء إليها والسهر على حمايتها لم تفته ويستدل من ذلك من الحديث المروي عن الإمام الكاظم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، عندما خاطب به يزيد بن سليط في كتاب الكافي{. ياأبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني علية أشركت معه بني في الظاهر وأوصيته في الباطن وأفردته وحده ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه ولكن ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء
* * * * * * * * * * * *
هاجر الإمام القاسم{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، من مدينة جدّه المصطفى{صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}، صوب العراق مع القوافل التجارية تخفّياً من بطش العتاة الذين ضاقوا ذرعاً بوجود الإمام الكاظم{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، لما يمثّله من امتدادٍ لبيت النبوّة ومعدن الحكمة ومنهل العلم وأبوّةٍ ورحمةٍ للمؤمنين، فقد تعقّبوا العلويّين للتخلّص منهم بأيّة طريقة كانت ممّا دفع أولاد الإمام الكاظم{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، إلى الانتشار في بقاع الأرض للتمويه على شخص الإمام الرضا{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، وفي مقدّمتهم القاسم{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، المعروف بغزارة علمه ورجاحة عقله وشدّة ورعه.
* * * * * * * * * * * *
كان {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ}، جليل القدر وفرعاً زكيّاً من فروع النبوّة ونفحةً قدسيةً من نفحات الإمامة، ووحيد عصره في صلاحه وتقواه ومحنته وبلائه بعد أخيه الإمام الرضا{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، ويكفي في منزلته وشأنه ما رواه ثقة الإسلام الشيخ الكليني{ قدَّس اللهُ سِرَّه} في كتاب الكافي في باب النصّ: عن الإمام علي بن موسى الرضا{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، عن يزيد بن سليط عن الإمام الكاظم{عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، في طريق مكّة أنّ الإمام قال له: {...أخبرك يا أبا عمارة أنّي خرجت من منزلي فأوصيتُ إلى ابني فلان وأشركت معه بني في الظاهر وأوصيته في الباطن فأفردته وحده ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم ابني لحبّي إيّاه ورأفتي عليه، ولكن ذلك إلى الله عزّوجلّ يجعله حيث يش}
* * * * * * * * * * * *
الخروج من مدينة الرسول محمد{ صل الله عليه واله وسلم }:
إلى صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات قاطعاً المسافات الطوال تاركا كل قرية أو مدينة يمر بها حتى وصل إلى منطقة سوري إذ وجد بنتين تستقيان الماء فقالت أحداهن للأخرى { لا وحق صاحب بيعة الغدير ما كان الأمر كذا وكذا فسر لسماع هذا القسم وتقدم باستحياء ليسأل التي أقسمت {من تعنين بصاحب بيعة الغدير؟}
خروج الإمام القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، من مدينة جده رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}،
متخفيا عن أنظار السلطات العباسية . بحيث أخفى اسمه ونسبه وكل ما يشير أو يدل على انه من آل بيت الرسالة. يعطي دليل على إن احد معاني هذا الحديث أن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، أراد أن يوهم السلطات العباسية التي كانت تضع الإمام أنا تحت الإقامة الجبرية أو تعتقله في المطامير أو تقوم باغتياله وهذا الأمر يكشف أهمية الدور الذي قام به الإمام القاسم في الدفاع الإمام الشرعي فيتجه الإمام صوب بلد التشيع لأجداده ومحط رحال أمير المؤمنين وعندما وصل إلى مشارف الحي الذي كان يطلق عليه اسم .{ حي باخمرا } لأنهم كانوا يشتهرون بتخمير الطين .
* * * * * * * * * * * *
فتاة نهر سوري
فوجد فتاتين كانت تملآن الجرار من نهر سوري تقسم واحدة للأخرى بصاحب بيعة الغدير فسألها عن صاحب بيعه الغدير ، فأجبت أحداهما انه أميري وأمير العالمين الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين ذلك أسد الله الغالب علي بن أبي طالب { لقد كان سؤال الإمام القاسم سؤالا احترازيا لعلمه أن قد تقصد بنو العباس وبنو أميه {عليهم لعائن الله } ألانهم كانوا يأخذون صفات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عَلَيــْهِ السَّـلامُ{، ويضعونها على أنفسهم } فطمأن قلبه وقال لها ألا تدليني على رئيس حيكم ؟ فقالت انه والدي فنزل القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، طاويا ثلاث أيامه الأولى في الحي ضيفا على رئيس الحي فلما كان اليوم الرابع دنا من الشيخ وقال له ياعم أني سمعت ممن سمع من رسول الله أن الضيافة ثلاث أيام ومازاد على ذلك يتعبر صدقه وأنا لا أحب أن أكل الصدقة وقد طاب لي المقام عندكم فقال الشيخ إذا ما تريد فقال الإمام إني أحب أن أكل من كد يميني بالعمل عندكم فقال له الشيخ بني اختر لك عمل فقال الإمام إني رأيت في محلكم عمل يحتاج إلى عامل فقال له الشيخ وماذلك العمل ؟ قال له الإمام أن احمل الماء من الفرات وأملا بها الكيزان فقال الشيخ لك ما تريد .
* * * * * * * * * * * *
أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدنا القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}،«المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة» ، أهل بيت النبي {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}،
أهل البيت هم آل النبي {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}، الذين حرّمت عليهم الصدقة. وهم: آل علي بن أبي طالب، وآل جعفر، وآل العباس، وبنو الحارث بن عبد المطلب وأزواج النبي {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}،
* * * * * * * * * * * *
بيت جبرائيل وميكائيل
وفي إحدى الليالي خرج الشيخ لقضاء حاجه فرأى نورا من محل إقامة القاسم والإمام واقفا بين يدي الله يصلي بخشوع عظيم وبعد أن رأى الشيخ عبادته وورعه زادت ثقته بالشاب الغريب فعزم على تزويج إحدى بناته فاعترض أفارد عشيرة الشيخ ولعدم معرفتهم بنسب الفتى وعشيرته ولكن الشيخ أصر على أن يمضى على ما هو عازم عليه .
فتزوج الإمام من تلك الفتاة التي أقسمت بصاحب بيعة الغدير وأنجب له طفله اسماها فاطمة على اسم جدته فاطمة الزهراء{عَلَيــْهِا السَّـلامُ}، ومع كل هذا فقد أبقى الإمام على اسمه وحسبه ونسبه مخفيا عن الجميع حتى عن زوجة ولما اشتد به المرض ودنت منه ألمنيه جاء الشيخ اله وجلس عنده فقال له يأبني بالله عليك الأما أخبرتني من أي عشيرة أنت فقال له الإمام اجلس ياعم فقد حلى وقت الحديث .
قال ياعم : أن كنت تسال عن البلد؟ فأنا من مدينة شرفها الله ، وان كنت تسال عن النسب؟ فأنا هاشمي وان كنت تسال عن البيت فأنا من بيت يتشرف بخدمتهم جبرائيل وملائكة السماء ياعم انأ القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، فلما سمع الشيخ اخ1 يلطم على رأسه ويقول وا حيائي من جدك وأبيك ... فقال له الإمام ياعم أنت معنا في الجنة فقد آويتني وأكرمتني ياعم إن انأ مت حنطني وكفني وارفع من قبري واكتب على قبري هذا قبر الغريب ابن الغريب لكي تهوى طائفة من شيعتنا لزيارتي ... وطلب من الشيخ أن يأخذ ابنته الوحيدة {فاطمة} بعد وفاته إلى المدينة المنورة عند ذهابهم إلى الحج فأنها ستدلهم على أهل أبيها بعد أن أعطاهم صفة الدار ,وفعلا حصل ما أخبر به {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، بعد تنفيذ وصيته بتعرف أهل أبيها عليها .
* * * * * * * * * * * *
رحيل الغرباء وشيخ باخمرى
توفي {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، في سنة 192هـ قبل أخيه الإمام الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، بسنتين وقد تجاوز عمره الأربعين سنه وله عدة زيارات خاصة منها في ذكرى وفاته وهي على روايتين الأولى في الأول من ذي الحجة على رواية والرواية الثانية 22 جمادي الأخر وزيارة سيدنا القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، في ذكرى استشهاد أبيه الإمام الكاظم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، وكذلك زيارته {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، في ذكرى شهادة أخيه الإمام الرضا في أواخر صفر وأيضا في أربعينية الإمام الحسين حيث تتوافد للمرقد الشريف ملايين الزائرين الوافدين الى كربلاء سيرا على الإقدام فيكون محط رحالهم في مدينة القاسم المقدسة .
* * * * * * * * * * * *
وكان {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، لما قرب أجله قد أوصى شيخ باخمرى أن يقوم بتغسيلة وتكفينة ودفنه في المكان الحالي والذي أختاره هو بنفسه .
تجتمع الروايات تقريبا على عدم وجود عقب للقاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، من الذكور فيما تشير أخرى إلى انه أعقب بنتا اسمها { فاطمة }.
ثمه تحدث الشيخ القرشي عن أولاد الإمام الكاظم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}،
كان له {عَلَيــْهِا السَّـلامُ{، سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى :علي بن موسى الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، وإبراهيم ، والعبّاس ، والقاسم لاُمّهات أولاد .
وأحمد ، ومحمد ، وحمزة ، لاُمّ ولد .
وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسين ، لاُمّ ولد .
وعبدالله ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان ، لاُمّهات أولاد .
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقيّة ، وحكيمة ، واُمّ أبيها ، ورقيّة الصغرى ، وكلثم ، واُمّ جعفر ، ولبابة ، وزينب ، وخديجة ، وعليّة ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، وميمونة ، واُمّ كلثوم < لاُمّهات أولاد > {1}،
وكان أحمد بن موسى كريماً ورعاً ، وكان موسى {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، يحبّه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّه أعتق ألف مملوك .
وكان محمد بن موسى {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، صالحاً ورعاً .
وكان إبراهيم بن موسى شجاعاً كريماً ، وتقلّد الإِمرة على اليمن في أيّام المأمون من قبل {محمد بن زيد} {2} بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مّدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأَمان من المأمون .
ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، فضل ومنقبة ، وكان الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ {3}.
ظهرت من الإمام القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، كرامات وصفات لم تجتمع لشخص خلال وجوده في الحي فقد وفرت مياههم وزادت غلتهم وبورك في مجهوداتهم إضافة إلى ما تمتع به {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، من حسن شمائل وطيب معشر وسمو أخلاق وغزارة علم أفاضت على أهل الحي .
ناهيك عن شجاعة القاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، التي وصلت أن يرد بمفرده ما سلبه الغزاة من الحي بعد ان قاتلهم وشتت جمعهم إذا وقعت الحادثة بغياب رجال الحي واستنجاد النسوة بالقاسم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، الذي تبع الغزاة واسترجع ما بأيديهم لتقص النساء ما حدث للرجال عند عودتهم وما كان من شجاعته ونخوته فاكبروا مقامه وأجلّوا شخصه أكثر .
* * * * * * * * * * * *
توفّي القاسم{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}، بعد مرض شديدٍ ألمّ به عام (192هـ) في أرض سورى عند حيّ باخمرا، حيث مرقده الطاهر ومشهده المقدّس الآن بقبّته الذهبية ومنائره الشاخصة وأنواره القدسية وكراماته الباهرة التي شهد بها القاصي والداني حتى لهجت بتبجيله الألسن وصدحت بمدحه الحناجر وأجلسه الناس على منبر الفخر في سويداء القلوب.
وكان من وصيته {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} لعمه شيخ الحي الذي تزوج من إحدى بناته قوله :{ياعم إذا مت غسلني وكفني وادفني ، وإذا صار وقت الحج ،حج أنت وابنتك وابنتي هذه ،فإذا فرغت من مناسك الحج ، اجعل طريقك على المدينة فإذا أتيت باب المدينة ، انزل ابنتي على بابها فستدرج وتمشي وامشي انت وزوجتي خلفها حتى تقف على باب عالية فتلك الدار دارنا ،
فتدخل البيت وليس فيه إلا النساء وكلهن ارامل }. وفي السنة الثانية من وفاة القاسم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ} حج شيخ الحي مصطحبا بنت القاسم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ} معه فكان كما قال القاسم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ}،
حيث طرقت ابنته الباب ففتح لها ، فأجتمعت حولها الهاشميات يسألنها عن اسمها ومن ابوها فبكت فلما خرجت ام القاسم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ}، ونظرت الى شمائلها جعلت تنادي : واولداه واقاسماه...والله هذه يتيمة القاسم ثم اخبرتهن البنت بوقوف جدها وامها عند الباب ،
روى الشيخ الكليني {قدّس سرّه} أيضاً عن سليمان الجعفري أنّه قال: رأيت أبا الحسن{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} عندما احتضر أحد أولاده يقول لابنه القاسم: {قم يا بنيّ فاقرأ عند رأس أخيك {والصّافّاتِ صفّاً} حتّى تستتمّها، فقرأ فلمّا بلغ قوله تعالى: {... أهم أشدّ خلقاً أم من خلقنا...} قضى الفتى}، فيظهر من هذين الخبرين كثرة عناية وتوجّه الإمام{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} إلى القاسم.
وفي فضل زيارته{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} قرن السيّد ابن طاووس في كتابه مصباح الزائر زيارة القاسم بن الإمام الكاظم {سَلاَمُ الله عَلَيْهِ}، بزيارة أبي الفضل العباس بن الإمام أمير المؤمنين وعلي الأكبر بن الإمام الحسين{عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}، حيث قال: {ذكر زيارة أبرار أولاد الأئمّة{عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}،
إذا أردت زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم والعباس بن أمير المؤمنين أو علي بن الحسين المقتول بالطفّ{عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}، ومَن جرى في الحكم مجراهم، تقف على المزور منهم...، وهناك حديثٌ مسموعٌ مستفيض عن الإمام الرضا{عَلَيـْـهِ السَّـلامُ}، أنّه قال: {مَن لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم}.
* * * * * * * * * * * *
*وفاة أم القاسم حزنا عليه
قيل إنها مرضت لما علمت بموت ولدها فلم تمكث إلا ثلاثة أيام حتى ماتت تسمع بموت ولدها تمرض وتقضي نحبها. أقول : إن قبر القاسم بن الكاظم {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، مشهور على ستة فراسخ من الحلة وتستحب زيارته وسمعت من بعض العلماء خبرا عن الإمام علي بن موسى الرضا {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، إنه قال : من لم يتمكن من أن يزورني فليزر قبر أخي القاسم بأرض الحلة، ماجاء في ماأُشتُهِر على الألسن عن الإمام الرضا{؏}
{من لم يستطع زياتي فليزر أخي القاسم}
*قال السيد جعفر بحرالعلوم{قده} في تحفة العالِم ج٢ص٥٧و٥٨بتحقيق الأخ أحمد مجيد الحلي
وأما القاسم بن موسى عليه السلام كان يحبه أبوه حبا شديدا، وأدخله في وصاياه…وقال في البحار: والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد رحمة الله عليه قبره قريب من الغري وما هو معروف في الألسنة من أن الرضا قال فيه: من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم، كذب لا أصل في أصل من الأصول، وشأنه أجل من أن يرغب الناس في زيارته بمثل هذه الأكاذيب.
وعبارة البحار هي كلام الميرزا النوري{قده} في كتابه جنة المأوى المطبوع مع بحار الأنوار والعبارة مذكورة في هامش البحارج٥٣ص٢٥٦
* وقال الميرزا ألنوري{قده} في هامش كتابه جنة المأوى ص٨٤
ومن الأخبار المشهورة وان لم نعثر على مأخذها ما رُوِي عن الرضا أنه قال ما معناه : من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم بحلة ، والله العالم .
* وقال الميرزا النوري{قده} في النجم الثاقب ج٢،ص١٧١
هناك حديث متداول على الألسنة مشهور انّه قال بهذا المضمون: {من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم } ولم نعثر على هذا الخبر.
* وقال الشيخ عبد الله المامقاني {قده} في مرآة الكمال ج٣ص٣١٩وص٣٢٠
و امّا ما أُرسِلَ على الألسن عن الرضا عليه السّلام
من أن من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي قاسما، فقد أنكر أهل الحديث و الدراية بهذه الأمور العثور عليه، و وجدان أثر له.
*وجاء في حاشية بحار الأنوار للمحقق السيد محمد مهدي الخرسان {حفظه الله} في ج٩٩ص٢٧٦
وقد اشتهر عن الرضا عليه السلام أنه قال: من لم يزرني فليزر أخي القاسم، ولم أقف على
مصدر لهذا الحديث الا أنه مستفيض حتى نظمه بعض الشعراء ومنهم السيد علي بن يحيى بن
حديد الحسيني من أعلام القرن الحادي عشر وقد ترجمه صاحب نشوة السلافة، فقد
نظم السيد المذكور الحديث المشهور بقوله مخاطبا القاسم {؏} كما في البابليات ج ١ص ١٦٢:
أيها السيد الذي جاء فيه * قول صدق ثقاتنا ترويه
بصحيح الاسناد قد جاء حقا عن أخيه لامه وأبيه
أنني قد ضمنت جنات عدن للذي زارني بلا تمويه
وإذا لم يطق زيارة قبري حيث لم يستطع وصولا إليه
فليزر في العراق قبر أخي القاسم وليحسن الثناء عليه
*وقال الشيخ مهدي الحائري{قده} في كتابه شجرة طوبى ج١،ص١٧٢
أقول: إن قبر القاسم بن الكاظم {؏} مشهور على ستة فراسخ من الحلة وتستحب زيارته وسمعت من بعض العلماء خبرا عن الإمام علي بن موسى الرضا {؏} إنه قال: من لم يتمكن من أن يزورني فليزر قبر أخي القاسم بأرض الحلة، ولكني ما عثرت بهذا الخبر.
*القاسم بن موسى الكاظم أخ الإمام الرضا{؏} وفاطمة المعصومة لإم وأب وعم الإمام الجواد{؏}
صاحب المقام السامي والمنزلة الرفيعة قد دأب العلماء على زيارته لعظيم منزلته لدى الله تعالى وأهل البيت{؏} وكلماتنا أجل من تنال علو قدره وسامي منزلته وثمرة مانشرناه هي أنه لاتصح نسبة حديثٍ الى الإمام المعصوم إلا بحجة شرعية خشية الوقوع في الكذب على الإمام {عَلَيــْهِ السَّـلامُ}، لذا من يريد نقل الحديث المتقدم فلايقل قال الإمام الرضا{؏} وليَقُلْ رُوِي عن الإمام الرضا{؏} أو يُروَى عن الإمام الرضا{؏}
بصيغة الفعل المبني للمجهول حتى يأمن المؤمن من الوقوع في الكذب
والله أعلم بحقائق الأمور
رزقنا الله وإياكم زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة بحق محمد وآله الطاهرين.
* * * * * * * * * * * *
انطلقت المواكب الحسينية في مدينة العلوية المقدسة عن طريق عشرين منشأة {حافلة كبيرة} بمشاركة الراد ود والشعراء في مقدمتهم السيد هادي العوادي والشاعر محمد هادي المجتومي والأخ عواد العادلي،
كما قدمت أمانة مسجد الكوفة كل السبل لإنجاح هذه الزيارة من دعم لوجستي وتحملت الأمانة اجورالنقل دعماً لهذا التوجه الديني وكما أشاد الزائرين بجهود أمانة مسجد الكوفة والمزارات الملحقة به وعلى رأسهم السيد محمد مجيد الموسوي منتسبي قسم الشؤون الدينية فيها وعلى رأسهم سماحة الشيخ هادي عبد الحسين زنجيل نسأل الله التوفيق والسداد والنجاح ببركة سيدنا النبي وأهل بيته {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1–ارتقى المنبر الردود الحسيني المهذب الموهوب السيد هادي العوادي المحترم.
القي قصيدة حزينة و أشعار مأثرة بحق الإمام القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، 4- وجبه عشاء على شرف الإمام القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِما السَّـلامُ}، وقد أقيمت مأدبة عشاء بالمناسبة ذاتها هدية إلى روح الإمام القاسم أبن الإمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِما السَّـلامُ}،
علماً بأن نقل كلفة الأخوة من أبناء الكوفة وأصحاب الهيأة الحسينية تكلفت باه أمانة مسجد الكوفة المعظم،
* * * * * * * * * * * *
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا محبين أهل البيت {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، اسعد الله أوقاتكم بكل خير❀ ...
أخوتي أخواتي الأعزاء الكرام عظم الله أجوركم بذكرى وفاة سيدنا القاسم أبن الأمام موسى بن جعفر {عَلَيــْهِم السَّـلامُ}، في الثاني والعشرين من جمادي الأولى سنة 192 هجرية
زِيّارَةُ القَاسِمُ بِنَ الِإمَامُ مُوسى الكَاظِمُ {عَليهُمَا السّلَامُ} :
{ السّلَامُ عَليكَ أيّها الزَكيّ، الطّاهِر الوَليّ ، والدّاعِي الحَفيّ ، أشْهَدُ أنَّكَ قُلْتَ حَقّاً ، وَنَطَقْتَ صِدْقاً ، وَ دَعَوْتَ إِلَى مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً ، فاز ُمتَّبِعُك ، وَنَجَا مُصّدِقُك ، وَخَابَ وَخَسِرَ مُكذِّبُك وَالمُتَخَلّفُ عَنك ، إشهَد لِي بِهذه الشَهَادَة لِأكُونَ مِنَ الفَائِزِينَ بِمَعرِفَتِك وَطَاعَتِك وَتَصدِيقَك وَإتّباعِك ، وَالسّلَامُ عَليكَ يَا سَيّدي وَإبنَ سَيّدي ، أنْتَ بَابُ اللَّهِ الْمُؤْتَى مِنْهُ وَالْمَأخُوذُ عَنْهُ ، أتَيْتُكَ زَائِراً ، وَحَاجَاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً ، وَهَا أنَا ذَا مُوَدَّعُكَ ، أسْتَوْدِعُكَ دِيني وَأمَانَتِي وَخَوَاتِيمَ عَمَلِي وَ جَوَامِعَ أمَلِي إِلَى مُنْتَهَى أجَلِي ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ } نأسألُكُمُ الدُعاءَ
عظم الله أجوركم، ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشكر جميع المساهمين لإنجاح هذا العزاء المبارك من المواكب الحسينية في الكوفة العلوية وأهالي مدينة القاسم الكرام وخدام العتبة القاسمية المطهرة وشكراً لأمانة مسجد الكوفة المعظم وشعبة الشعائر الحسينية تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم، ووفقنا وإياكم لمرضاته، وكل عام أنتم بخير، بارك الله لكم في أيامكم ولياليكم، وجعل زيارتكم في هذا اليوم موفقة نلتم فيها الشفاعة من الإمام القاسم {؏}. وعليكم وعلى سائر أمة محمد {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}، والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: { "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" { الحج، الآية 32}.
{ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا{البقرة: 286}.