سرت شائعة ظريفة هي ان اردت قضاء طلب من أي مسؤول ..فقدم له درعا ..لايتجاوز ثمنه العشرة ألالاف دينار ؟؟فقد احصيت تقديم اكثر من 300 درع وشهادة تقديرية خلال العشرة ايام الاخيرة.. في الناصرية لوحدها.. وهي مفارقة لم يحظى بها العبقريون الالمعيون في مدينة افلاطون الفاضلة الافتراضية.
لقد أستفحلت ظاهرة تقديم الدروع بمناسبة او غير مناسبة هذه الظاهرة اللاصحية تحتاج منا إلى وقفة متأنية لوضع النقاط فوق الحروف من كافة الزوايا....وعلى السادة المسؤولون عدم المشاركة بهذه الاستعراضات الحركية الهزيلة ..والنأي بأنفسهم عنها ؟؟.
فقد غدا التكريم محصوراً بين المسؤولين الذين تتعلق مهام دوائرهم بحاجات الناس وتمس صلب معيشتهم .. دون أن نجد أية مؤسسة أخرى تحيي الظاهرة نفسها، رغم ان أغلب مؤسسات الدولة تنشد الإبداع، وأن يكون الاستحقاق لمن يستحق .. حتى نخدم كل من قدم جهداً فريداً لوطنه واستحق بعده هذا التكريم عن جدارة واستحقاق، وهذا هو عين الصواب.
ياسادة التكريم بدرع لايتجاوز العشرة الالاف يجب ان يقدم لمن يستحق هذه اللفتة، مع عدم الزج بأسماء لا ناقة ولا جمل لها في هذا الحق.
كما أن هذا التكريم يجب ان يكون في خانة الصدق والنوايا الطاهرة في أهدافها وليس من باب الدعاية أو التسابق في المنافسة لأستمالة المسؤول ..
هذة الظاهرة المستهجنة أستفحلت بظهور طبقة جديدة من المنتفعين والمتسلقين بمناسبة او بدون مناسبة ..يا اخوة التكريم يجب ان يكون للمبدعين ..والمبدعين فقط ..وأن يسبقها توصيف وأيضاح لاسباب التكريم لكي يتعرف الجيل الحالي على تجاربهم في الحياة، وكيف عصرتهم الظروف التي عاصروها فتكونت نجاحاتهم منذ لبناتهم الأولى في التفوق وتحقيق الإنجازات، وهذا هو الأهم.
والله من وراء القصد .