وهج الحياة، صديقة الطين.. فتاة من ذي قار بدت ملامح الابداع لديها منذ الصغر لتكتشفها كورونا باحتراف/ كتبته.. منى عبدالغني البدري

الاربعاء - 18/11/2020 - 18:11

لعل الكوارث الطبيعية التي تعصف بالبلاد تكون سببا في إعادة النظر بإمكانية النهوض من جديد فكان لوباء كورونا أثرا في إيجاد فرص عمل بطريقة مختلفة وللنساء على وجه الخصوص ومنها "وهج الحياة" التي دفعها الحظر الصحي لإيجاد نافذة للبيع من خلال التواصل الاجتماعي.
الفتاة الثلاثينية من مدينة الناصرية رغم امكانياتها الفنية في الرسوم وصناعة المصغرات والنحت وبحكم شهادتها الاكاديمية من معهد الفنون التطبيقية التي  دفعتها للاستمرار بالعمل ولكن بشكل محدود، بين وهج وعجينة الطين قصة لا يمكن أن يفهمها إلا متذوقو الفن، منذ أربعة أعوام مضت بدأت تداعب أناملها الرقيقة صلصال الأطيان لتشكل منه كرة صغيرة وأخرى وأخرى فتضعها وتصفها واحدة تلو الأخرى لتشكل وردة، تجف تحت أشعة الشمس لتطليها بما طاب لها من الألوان مع غصن وورقة من نفس الصلصال لتلصقها على قدحها الأبيض الجميل، كانت مجرد هواية تمارسها في فراغ، حتى حلا جائحة كورونا وأعلن الحجر الصحي في مدينتها ومنع حظر التجوال لتجد متسعا من الوقت لتصفح اليوتيوب ومتابعة مقاطع ساعدتها في تطوير موهبتها ورفع امكانيتها الفنية ومهارتها في صنع منحوتات فنية لاقت إعجاب كل من يراها، فكانت الفكرة أن تسوق ما تصنع في ظل توقف العمل وضنك للعيش  حتى بدأت بعرض مصنوعاتها عبر كروبات التواصل الاجتماعي لتجد تفاعلا واضحا من قبل المشتركين.
ولم يكن زوج "وهج الحياة" من الازواج الذين يفرضون القيود المجتمعية عليها رغم انه يعيش في مجتمع جنوبي عُرف بالتقاليد العشائرية الا أن اعطائها فسحة من العمل حتى اختار لها صفحة خاصة في "الفيس بوك" باسم "أنامل فنان" وبدعمه المستمر حتى بدأت توجد افكارا جديدة لمنتجاتها.
وباء كورونا الذي اجتاح العالم وقيد اقتصاديات البلدان واجلس الجميع في المنازل الا ان "وهج الحياة" عزمت على استغلال هذا الظرف بتطوير موهبتها بشكل اكبر حتى اصبحت المصغرات التي تنتجها اكثر رغبة عند المتلقي وعرضها في صفحتها الفيسبوك لتجد من يرغب بشرائها.
"وهج" اعتمدت على ذاتها لصنع مستقبل عملها فلم تكن ترتجي ان يكون لها عملا في المؤسسات الحكومية سيما في الظروف الاقتصادية التي يمر بها العراق وترهل الدوائر الحكومية بالموظفين لذا لجأت لهذه المهنة ومن خلال منزلها تتمكن من توفير مدخول يومي لها.
اتخذت "وهج" من احدى زوايا المنزل ورشة لها  واعتمدت على ما يسمى "عجينة السيراميك" لصناعات مجسماتها فضلا عن المواد الاولية الاخرى والمكملة والالوان وادوات التشكيل  والنحت.
وتبقى الظروف هي من تحدد طرق الخروج من المأزق وكيف يجد الانسان سبيلا للنجاة سيما "وهج الحياة" التي جاهدت في ظل الوباء من اجل النجاح وتحقيق مورد اقتصادي لها كي يعين زوجها واطفالها الثلاثة.
انتهى.
هذا العمل هو جزء من مشروع (أصواتنا) الذي تنفذه منظمة السلام و الحرية بالتعاون مع منظمة إینترنیوز