يعد الأعلام من أهم الأدوات للحرب النفسية السهلة، حيث الاستخدام المنظم لوسائله وموادة للتأثير على قناعات الطرف المستهدف، دون الحاجة لإستخدام القوة العسكرية والأمكانيات الأقتصادية والسياسية، فلا حاجة لخلق كراهية لدى الشعوب ضد حكوماتهم، بل يمكن استخدام الإعلام كأيسر طريق للدول العظمى التي تمتلك اغلب وسائل التواصل الأجتماعي،مما يجعلها أداة بيدها للضغط على سياسي وشعوب تلك الدول غير الموالية لها، وليست تحت هيمنتها.
اصبح الأعلام الأداة المهمة لتحريك اي شعب بلا وعي وثقافة وجره نحو التخريب والطعن، بمن كان لهم الأولوية في حماية شعوبهم من بطش التنظيمات المتطرفة، فتحول الصديق عدواً والعدو صديقاً، وما يرافق ذلك من ضغط اجتماعي على كل جمهور جهة سياسية معادية لمشروع الهيمنة، وتتولد حالة لعزلهم عن المجتمع و تزرع كراهيتهم من بعض طبقات المجتمع، فيجعل غير المبصرين يحيدون عن انتمائهم ويتخاذلون بسبب قوة الضغط الأجتماعيةً.. حيث تعتبر موافقة الآخرين من اهم العوامل في ترسيخ المعتقد، وهذا سيجعل صاحب المبدأ يعيش في عزلة اجتماعية وتحوله الى منبوذ في المجتمع.
اعتمد الأعلام على مبدأ السخرية وتقرب الى عقول اغلب الشباب بطريقة الكوميديا او ما يسمونه "التحشيش" مما سهل التأثير عليهم، وسرع استجابة عقولهم لكل ما تطرحه هذه الجهات الاعلامية، حتى اصبح كل مقدس قيد السخرية والتسفية والتسقيط.
ان الأعلام المتسلط لم يقف لهذا الحد بل بدأ شيئاً فشيئاً بتسقيط كل شيء محترم ويحمل اسم التشيع بدأ من المرجعية والعتبات المقدسة الى المواكب الحسينية والحشد الشعبي، حيث طريقة التأثير الذي عادة ما توضع في أطار هزلي للتأثير في نفوس آلاف الشباب مع برامج توحي بالسخرية والتوهين، والكلام البذيئ غير المباشر، مع سب وشتم علني فتحولا لعادة مقبولة ومعتاد عليها من قبل المجتمع..
يكفي الأطلاع على مواقع التواصل الأجتماعي، لنجد الكلام البذيئ والتراشق بالمفردات الخادشة للحياء بين الجنسين، وخصوصا اذا كان الموضوع، يثير تحسس اطراف متعددة من المجتمع.
لم يكن ما وصلنا اليه من تفكك اجتماعي واخلاقي وديني، وليد اللحظة او الموقف او الحدث انما نتيجة تراكمية زمنية، عملت اكثر من ماكنة اعلامية على ضخ الافكار المنحرفة بطريقة دس السم بالعسل للمتلقي، عن طريق نكات ذات ايحاء غير اخلاقي او شعر او مسلسل او برنامج سياسي ساخر، يغذي العقول بالكلام البذيئ حيث اصبح شيء اجتماعي غير منبوذ، فضلاً عن الاقتداء بشخصيات اعلامية مشهورة بهذا الخصوص، هيأت الأرضية لتقبل هذة الافكار المنحرفة والعمل على نشرها.
تحتاج قوانا الخيرة وعقولنا المفكرة، وكتابنا المثقفين، الى اعادة تسليح جبهة الوعي الديني والاخلاقي والاجتماعي لدى الجمهور، وليتركوا الكتابة والانشغال بالسياسة.. ولو قليلا.