يتعرض السيد الكاظمي الى ضغوطات كبيرة , والى التشكيك فيما يرمي اليه من اصلاح , ومحاسبة الفاسدين وارجاع الاموال المسروقة . وان محاولات تقييد تحركاته وجعلها تحت السيطرة , قائمة على قدم وساق , للحيلولة دون تفرده بقرارات لا تسر .. ان الاحزاب المسيطرة على ثروات العراق , لا يروق لها عملية تقليم الاظافر التي بدأ بها السيد الكاظمي , وهي التي تعودت ان تسرق دون حساب او رقيب . لهذا , فهي تحاول بكل الطرق .. ان تجمع شتاتها وتتضامن وتتحد فيما بينها , على قطع الطريق على رجل , كل الشواهد تدل على انه مصمم على قطع دابر الفساد والنهوض بالبلد , وفتح ثقب في جدار الياس العراقي ..ان عملية الاصلاح التي شرع بها السيد الكاظمي , لا يمكن لها ان تستمر , بوجود هذه الاحزاب
التي دمرت العراق ونهبت كل ثرواته واحالته الى بلد فاشل لا يستطيع دفع رواتب موضفيه , وان محاربة الكاظمي اليوم , اصبحت من المسلمات بالنسبة لهذه الاحزاب , بل وعملية موت او حياة , لان قطع دابر السرقة , معناه الطرق على رؤوس “السراق “ومنع تجاوزاتهم على اموال الدولة والحد من تماديهم اللامحدود . ان الاحزاب العراقية , تشعر بانها قوية وقادرة , من خلال رجالها وسلاحها واموالها , على دحر كل من يتجرأ على قطع الطريق عليها , ومنعها من السرقة والعبث بالمال العام . لهذا , نجد
عملية الاصلاح , لا يمكن لها ان ترى النور في ظل وجود هؤلاء ” اللصوص ” . وان السيد الكاظمي الذي جاء بضغط جماهيري , لا بغطاء حزبي يحميه ويقوي عزيمته ويدافع عنه عند الشدائد , ويقف بوجه
الاحزاب الاخرى , سوف يتعرض الى الكثير من الضغوطات , لضبط ايقاعها وتحويلها الى ترددات
تستجيب لنداء الاحزاب . ان الاصلاح في العراق , لا يمكن له ان يعيش , اذ لم تكن هناك رغبة حقيقية
من الجميع , وخاصة الاحزاب التي لا تجد في الاصلاح , الا عقبة كبير في طريقها , يحول دون تمكنها من تادية واجبها الاول والاخير” النهب والسرقة ” . فكيف لها ان تؤيد الاصلاح وما ينتج عنه , من قطع الانهر التي تصب المليارات في محيطها ..ان عملية الاصلاح بعيدة المنال , وهي اشبه بالمستحيل الذي لا يمكن تحقيقه باي حال من الاحوال .
اننا متفائلون بوجود السيد الكاظمي , الا ان هذا التفاؤل , يشوبه الحذر من المنغصات , في ان يتعرض الى مضايقات تؤدي به الى الاستسلام ورفع الراية البيضاء للحفاظ على حياته , فليس من السهل , ان تستمع الاحزاب الى صوت الحق , وتنهي مسرحية اذلال الشعب وحرمانه من حقوقه , تلك الحقوق التي نصها الدستور وتتمتع بها كل شعوب العالم , المسلمة والغير مسلمة . ان التجارب عودتنا , ان لا حل على ارض الواقع , لمعضلة العراق , وان الشعب العراقي تقمص دور المغلوب على امره واخذ يؤديه على احسن وجه , حتى نسي نفسه , امام ظروف الحرمان والذل والهيمنة التي يعيشها , في ظل وجود الاحزاب التي استحوذت على كل خيرات العراق , واصبح القهر , كواقع حال , عليه التسليم بقبوله ..