أسباب كثيرة وموضوعية تلك التي تناولتها تقارير مكاتب الهجرة الدولية فيما يتعلق بموجة هجرة كبيرة نسبياً لليهود من فلسطين المحتلة الى ألمانيا ، شهدتها السنوات الأخيرة ،بعض تلك الأسباب ، يتعلق بالوضع السياسي العام في الشرق الأوسط ، وبعضها يتحدث عن خشية وهلع حقيقيَّيْن أصابا المستوطنين الصهاينة مؤخراً ، من عدم ضمان أمن (إسرائيل) ،نتيجة السياسات الهوجاء والعدوانية التي تقوم بها حكومة بلادهم ضد بلدان الجوار، و ظاهرة إستشراء الفساد المالي والإداري التي تورط بها رؤساء حكومات ومسؤولون كبار في هذا الكيان، وسياسة القمع الوحشي والتجريف التي تتعامل بها مع السكان الأصليين للمنطقة ، إضافة الى سياسة الإستفزاز العسكري الموجهة ضد إيران وسوريا و لبنان، ما أدى الى ردود أفعال حالية ومستقبلية متوقعة الحدوث، يمكن أن تسحق هذه الدولة الصنيعة وتهدد وجودها بالكامل.
لقد نشأ جوٌّ جديد من الإستغراب بين شرائح الشعب الألماني، تَمثل بالإستفسار والتساؤل من أبناء الجاليات (الشرق أوسطية) ،عن ماهية وتداعيات هذه الظاهرة الجديدة في العالم..وهي ظاهرة الهجرة العكسية لليهود من بلادهم التي اصطنعها لهم الإستعمار البريطاني،وجمعهم فيها من مختلف أرجاء المعمورة بطريقة لم تراعِ أية حرمة واحترام لسكان الأرض التي استعمروها بقوة السلاح في بداية تأسيس دولة الكيان الغاصب،حتى انهيال الدعم الأمريكي غير المحدود ،وما يزال، لتعزيز قدرة هذا الكيان اللقيط عسكرياً واقتصادياً.
لقد نجحوا في تأسيس دولة متماسكة عسكرياً واقتصادياً الى حدٍّ بعيد،لكنهم لم يتمكنوا من بناء ثقافة السلام والتعايش بين اليهود الذين استجلبوهم من بقاع مختلفة من العالم،أبرزها أوروبا وروسيا وأثيوبيا،وبين سكان البلاد الأصليين من الفلسطينيين،وسكان بلدان الجوار،نتيجة للروح العدائية والسلوك المخابراتي الخبيث للتدخل بشؤون الدول الأخرى، والقيام بأعمال الإغتيالات والقصف بالطائرات المسيرة والصواريخ خارج حدودهم المزعومة،وتحت أنظار المجتمع الدولي بمنظماته الأممية ، ما أفقد هذا الكيان مشروعية وجوده مطلقاً.
كُشف النقاب عن تقارير أفادت ان نسبة شراء العقارات من قبل اليهود القادمين الى المانيا إرتفعت الى ١١ ٪ من مجموع المشترين في العام ٢٠٢٠ ،في حين كانت تشكل ٦٪ فقط في العام ٢٠١٩ ، أما في العام ٢٠١٨ فقد كانت ١٪ فقط ، ما نبّه الرأي العام هنا في ألمانيا الى أن القضية تثير الإستغراب فعلاً، وثمة دوافع ونوازع غير معلومة الملامح تقف وراء هذه الظاهرة الدولية الجديدة.
ويُذكر أن السلطات الفيدرالية الألمانية ، نظمت عملية تسهيل الهجرة لليهود، ووضعت لذلك جدولاً للشروط التي تتعلق بوضع اليهودي الشخصي، وإمكاناته المالية بحيث يستطيع أن يعيل نفسه وعائلته،وكذلك قراءة لتأريخهم السياسي، فيما يتعلق بالنازية في المانيا سابقاً أو الشيوعية في الإتحاد السوفييتي السابق، وذلك لتسهيل عملية الإندماج الإجتماعي للقادمين اليهود الى المانيا الإتحادية، حديثاً.
أما الهجرة اليهودية من فلسطين الى أوربا ، فالأمر يستدعي الوقوف للتحليل بعد أن قدَّم ٢٠٧٧٧ يهودي طلباً للحصول على الإقامة في ألمانيا بين العامين ٢٠١٩ و ٢٠٢٠ !!!
وَرُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل.