المرأة العراقية ايقونة الثورات في العراق/‎حلا محسن هنيهن

الاثنين - 27/01/2020 - 18:41

سجلت المرأة العراقية و منذ بدايات فجر التاريخ و اثناء الحضارة الاشورية و البابلية و الاسلامية و تاريخ العراق الحديث حضوراً متميزاً في الحروب و الثورات الشعبية التي شهدها وما زال يشهدها لتؤكد بقوةٍ أنها لا تقلُّ ثورية عن الرجال رغم أنها تعيش في مجتمعات يغلب عليها الطابع الذكوري ، يحدثنا التاريخ عن السيدة طوعة التي وقفت مع مسلم بن عقيل (ع) و لم تخاف من جيوش و غربان عبيد الله بن زياد و التاريخ نفسه يتكلم عن اسطورة السيدة زينب (عليها السلام) التي هزت عروش الظالمين ابن زياد في الكوفة و فاجر الزمان يزيد بن معاوية في الشام و نقلت ثورة الامام الحسين من ساحات القتال الى مسمار انهى حكم بني امية 
‎و البطولات النسوية تستمر الى غزالة الشيبانية التي وقفت مع زوجها في وجه الحجاج و هزمته في اكثر من (20) معركة حتى استشهدت و هكذا ينقل لنا التاريخ اما في وقتنا هذا و في تاريخ العراق المعاصر و قفت السيدة و الشهيدة بنت الهدى في وجه طغاة البعث و دافعت و ساندت اخيها السيد الصدر الاول و لم تتنازل او تتهاون امام قضيتها حتى استشهادها رضوان الله عليها ، اما ثورة اكتوبر فشهدت مشاركات كبيرة و فعالة للنساء لم يشهدها العراق من قبل حيث نشاهد طالبات المدارس و الكليات و الموظفات و ربات البيوت و الامهات و الفنانات اللاتي سطرن اروع البطولات في مساندة ابنائهن و ازواجهن و اخوتهن في المطالبة بوطن و المطالبة بالحقوق المسلوبة و لعل ابرز رموز النساء هي بائعة المناديل الورقية هذه المرأة الفقيرة و التي على الرغم من مواجهة المتظاهرين السلميين بالعنف و التي ادت الى سقوط المئات من الشهداء جراء رميهم بالرصاص الحي و القنابل المسيلة للدموع القاتلة الان ان هذه المرأة الفقيرة شاهدناه تركض بين المتظاهرين و توزع عليهم مناديلها التي تبيعها من اجل الحصول على لقمة العيش مجاناً ليمسحوا بها دماءهم و وجوههم بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع و كانت كلما فرغت علبة فتحت أخرى هذا المثال من النساء لا يسعنا الا ان نرفع له القبعة و نقول ان المرأة سند الرجل و مكملة للمهام و الواجبات التي يقدمها الرجل اي انها جزء رئيسي في الواقع العراقي ، لانها هي البنت التي يضحي من اجلها ابيها و هي الاخت التي يواسيها اخيها و هي الزوجة التي تحمي ظهر زوجها و هي الام التي تربي الاجيال .