البصرة على شفير طوفان من الاغتيالات /عبدالله البصري

الاربعاء - 18/12/2019 - 11:28


عمليات الخطف والاغتيال التي طالت ناشطين مدنيين في مدن عراقية مختلفة تؤكد على أن قناعة أمنية وسياسية راسخة قد استقرت لدى ميليشيات الحشد المجرمة ومن ورائها رعاتها المحليين والدوليين بتصفية الانتفاضة الشعبية المجيدة على طريقة العصابات. ومما يؤكد تبلور مثل هذه القناعة ما يجري في البصرة، أخيراً، من تغييرات على مستوى القيادات الأمنية في البصرة. فقد أصدرت وزارة الداخلية أمراً بتعيين العقيد صباح علي حسين المنصوري مديراً لمديرية جرائم البصرة، وهذا الشخص كان ينتمي سابقاً لميليشيا كتائب حزب الله، وانتقل بعدها لميليشيا بدر، ليحط الرحال أخيراً في ميليشيا العصائب التابعة لقيس الخزعلي، علماً إن تحت يديه مجموعات من عصابات العصائب يقترب عديدها من المئتي شخص مدربين على عمليات الخطف والاغتيالات.
إن التاريخ الاجرامي لهذا الشخص ينذر بشر مستطير يحيق بالبصريين، فالرجل مسؤول عن قيادة مفارز الاغتيالات والتهديد لضباط ومسؤولين في الدولة، وسبق له أن تورط في قضية محاولة اغتيال رئيس استئناف محاكم البصرة، وتورط، كذلك، في أكبر عملية تهريب لمادة الكريستال المخدرة من ايران، وعلى إثرها تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الرد السريع بقيادة اللواء ابو تراب، ولكن – كالعادة – تم الافراج عنه، ليُكرّم، على ما اقترف بحق العراق والعراقيين، بهذا المنصب الخطير، بعد ان كان يشغل منصب ضابط استخبارات قيادة الحدود. 
وبتعيين العقيد المذكور يكتمل مثلث الموت، الذي عقدت قيادات في ميليشيا الحشد اجتماعاً لتشكيله بهدف تصفية الانتفاضة الباسلة، أما الضلعان الآخران في مثلث الموت فأحدهما العميد الدمج الآخر علي محسن مشاري مدير افواج الطوارئ، وافواج مكافحة الشغب في البصرة، والمسؤول عن قتل وقمع المتظاهرين البصريين، وهو من عناصر حزب الله سابقاً، وبدر حالياً، والضلع الثالث يمثله العميد الدمج غالب الجزائري الذي تسلم منصب مدير أمن وشؤون الافراد في البصرة، وقد كان ضمن مجموعة اغتيالات تابعة لمحافظ البصرة الأسبق حسن الراشد، وكان قد عمل في مديرية الجوازات، وفي أمنية محافظة البصرة. 
تؤشر التغييرات المذكورة على مسعى انقلابي خطير يقوده الحشد منذ تولي عادل عبدالمهدي للسيطرة على مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية في الوسط والجنوب، ستسفك على مذبحه كثير من القرابين المعارضة، أو حتى التي يُظن أنها قد تشكل معوقاً في طريق المشروع الانقلابي الخبيث.
إن إيصال صرخات استغاثة مبكرة للجهات الدولية ذات التأثير وإطلاع الرأي العام العالمي بما يجري من قمع وسفك للدماء، وما يُخطط له لهو مسؤولية إنسانية ودينية ووطنية تقع على عاتق الجميع، لذا نهيب بالطبقات المثقفة بأن ترفع الصوت، وتعمل بما يسعها لإيصال رسائل الاستغاثة، ورسائل الألم الممض الذي يعانيه أفراد الشعب العراقي الرازحين تحت نير السطوة الهمجية للميليشيات المجرمة الموالية لإيران.