في كل عاشوراء.. عاشوراء / حسين باجي الغزي

الخميس - 12/09/2019 - 11:16


لا ادري لماذا يكون الموت مجانا في العراق ولا ادري لماذ أرواح العراقيين رخيصة الى هذا الحد.. ولا ادري لماذا  دوما نجهد ونفلسف ذهاب الأرواح التي زهقت ونجد لها تفسيرا استشهاديا واحدا .. هذه الأرواح لم يكن لها ان تموت لو احترمت او توفرت لها ما يحميها ويحصنها من مخاطر تافهة.. كان بالإمكان تداركها لو توفرت حمية صون الأنفس واحترام الذات البشرية..
قبل يومين ذهب 22 شابا مجاهدا على الحدود السورية.بقصف أمريكي غادر. مر الخبر مرورا عاديا.. ولم يكترث لذهابهم إي احد. المهم أنهم شهداء.. وكفى.. وكأننا لم نتعظ من شهادة الشهيد الدبي رحمة الله علية.. درسا ونحصن مواقعنا.. ونحمي شبابنا.
حادثة التدافع في باب الرجاء في ركضة طويريج ماكانت تقع.. لو ان هناك تنظيما وتفوجيا لجموع الزائرين.. فحادثة الحرم المكي والتي قبل سنوات والتي فضحها الإعلام وذهب ضحيتها أكثر من800 حاج اغلبهم من الايرانين.. اتخذت بعدها سلطات النظام السعودي تدابير وتحسينات وتوسعه للطرق.. ولم يتكرر بعدها اي حادث.
ما يؤلمني حقا في هذة الفاجعة هو ظهور مسؤول من العتبة يرتدي الدشداشة عبر لقاء خبري متفلز وهو يتحدث ويؤكد مرارا  على عدم انهيار او تخسف السرداب في باب الرجاء .. ولم يشر ببنت شفه لعشرات الأرواح التي ذهبت .. ولا ما سيتخذة من تدابير  لعدم تكرار ذلك.
أرجوكم لايفلسف احدكم الفاجعة ويطرح مزايدات كلامية وينطلق في تفسير الكارثة انطلاقا ولائيا ودينيا.. مجردا من الشعور من المسؤولية والإنسانية..
نعم هم ذهبوا شهداء في درب أبي الاحرار..ولكن احترام الروح التي أبدع الخالق بخلقها مهمة وواجب شرعي .. وألا ماكان ذنب هؤلاء.. الا.. لانهم ولدوا في بلد الموت الرخيص بلد الموت المجاني العراق بلد المصائب والنوائب ..ففي كل عاشوراء تكون هناك خاتمة مأساوية وفاجعة ، بسبب الإرهاب او جراء انفعالات عاطفية لاتمت لمذهب أهل البيت بصلة. او على يد الفوضى وسوء التنظيم. ..
ألان على الدولة والجهات المعنية والعتبتين الحسينية والعباسية والوقف الشيعي و أيضا والأهم من ذلك مراجع الدين في النجف ان يكون لهم رأي في توجيه الجموع البشرية نحو الصحيح من الأفعال ، وتهذيب البعض من الممارسات الشعائرية نحو الافضل و التي تؤدي غالبا الى الى ازهاق أرواح طاهرة  بريئة.