يتواجد في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ العديد من الحيواناتِ الفريدةِ من نوعها، والتي تكيفت مع المناخ العربي على مر السنين. ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية «الهيئة السعودية للحياة الفطرية سابقًا»، من مقره الرسمي في الرياضِ، على حماية ما تبقى من هذه الأنواع في الحياةِ البريةِ، وإنمائها ومتابعتها، للحيلولة دون انقراضها، ومن بين هذه الأنواع: «حيوان جينيه».
حيوان جينيه أو الزباد الشائع، وهو نوع من الزبادياتِ، موطنه الأصلي ضفاف نهر النيل الأزرق وشمال أفريقيا. يتواجد هذا النوع من الحيواناتِ على طول الجزء الساحلي في المملكةِ، إذ يُفضِل الأشجار والتلال الصخرية التي توفر له الغذاء والمأوى والأمن من الحيواناتِ المفترسةِ.
يتميز حيوان جينيه بخجله وانعزاله وسريته واستقلاله، وقدرته على التواصلِ مع أقرانه باستخدام الروائح ولغة الجسدِ، فضلًا عن التواصلِ باستخدام الإشارات البصريةِ والشميةِ. وزيادةً على ذلك، يتميز هذا النوع من الحيواناتِ بعلامات سوداء على وجهه، تجعله يبدو وكأنه يرتدي قناعًا، كما يتميز بذيله الطويل الممتد أفقيًا، وبمهاراته في تسلق الأشجارِ للبحث عن الطعامِ أو الهروب من الخطرِ.
يتراوح طول حيوان جينيه من 43 إلى 55 سنتيمتر، بينما يبلغ معدل وزن ذكورها نحو 2 كيلوغرام، مما يجعلها أثقل وزنًا من الإناثِ بحوالي 10٪.
ويمضي حيوان جينيه نهاره متخفيًا بين الأشجارِ أو في الجحورِ، ويترك مخبأه ليلًا باحثًا عن الفئرانِ والجرذانِ والعقارب والديدانِ والسحالي والطيورِ كوجبة غذائية رئيسية له، مما يجعله أداة طبيعية لحماية التجمعات السكانية البشرية من مخاطر القوارضِ والحشراتِ.
ولا يُعرف الكثير عن الحياةِ الجنسيةِ لحيوان جينيه، ولكن عادةً ما تنجب الإناث حوالي أربعة صغار، بعد فترة حمل تتراوح بين عشرة إلى أحد عشر أسبوعًا. ويُولد الصغار مكفوفين، ويبدأون بتناول اللحوم بعمر سبعة أسابيع تقريبًا، ويُفطمون من حليب الأم بعمر أربعة أشهر، ويُعتقد بأنهم يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي بعمر عامين.
ويعاني حيوان جينيه من مشكلتين رئيسيتين في الحياةِ البريةِ، إحداهما الوقوع في الفخاخِ المفترسةِ، وثانيهما الصيد الجائر للاستفادة من فروه الذي يتميز بكثافته ونعومته.
