عصافير مخنوقة,داود الحسيني

السبت - 03/08/2019 - 19:26


الذكرياتُ بعضها مثلُ توابيت مفتوحة
المراجيحُ مكسورة
سحقَها قطارُ الرحيل
وضفائرُ الصغيرات أغارَ عليهن الشيبُ
لسعني بردٌ قارص ... صهلَ في مفاصلي الخاوية
يهتزُ جسدي أشبه بسعفةٍ في يومٍ عاصف
تقولُ لي نادلةُ الوجد : أصبحتَ بارداً كقطعةِ الثلج
كنتُ أستمدُ الدفءَ من حرارتك ، الكوانين في روحك مطفأةٌ
تحولَ جمرُها الى رمادٍ متجمد.
شختُ أيتها العاشقة... ما عادَ تحت عباءتي ذلك المارد
المواجعُ لها آثارها
جربت إيقاظ عفاريتي ، لعلها نسيتْ لعبةَ الغرام ...
عبثاً حاولتُ ... الضبابُ كان كثيفاً والطرقُ مبللةٌ باليأس.
جمعتُ ثيابي ومواقدي القديمة وأشعلتُ فيها ثورةَ الصراخ
سافحتُ السفرَ علَّني أغيظ ُ الزمن
من على إرتفاع أحد عشر ألف مترا .. بصقتُ على زيفِ الأرض
قلتُ للقدرِ المجنون بصوتٍ يحترقُ:
لا تستطيع أن تمسكَ بي  ، أردتني أن أكونَ قبراً
لكني أهزأ بك الآن.
أعلنتُ ولادتي فوق الغيم
وحين هبطتُ على المدرج وغبارُ الدروب لامسَ قدمي
أخذَ النعاسُ يرتدي جسدي
لم أجدْ في نومي لذةَ الليالي المقمرة وطعمَ الحلم المتصابي
كان يستيقظ معي  الدوارُ ورائحة ُ النهاية
صرفني بؤسٌ مقيم عن الكتابة
أشعرُ بالحروف تأخذُ بخناقي
تسلمني الى قلقٍ مهزوز
أنا صيفٌ لن يبتلعَ الشتاءُ نهاري
سأعودُ من جديد ، مطلقاً مزاميرَ شوقي لحبيبةٍ ناعسة
تشتهي العشقَ ورعشتَه الأخيرة !.