رحل اليوم عن عالمنا في النجف الأشرف العلامة الشيخ محمد باقر الناصري تغمده اللهُ برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان .. تعود علاقتي بالشيخ الناصري إلى سبعينيات القرن الماضي. استطاع المرحوم بناء مؤسسة التضامن الإسلامي في مدينة الناصرية منذ ستينيات القرن الماضي، وأصدر عنها قبل أكثر من نصف قرن مجلة "التضامن الإسلامي" .. كان لمبادراته وجهوده رحمه الله أثر كبير في رعاية الشباب ودعمهم في الوطن والمنفى. كان يحتفي بالجيل الجديد، ويثني على مواقفه، في الوقت الذي كان يحذر من مشاكسات هذا الجيل أكثر رجال الدين في ذلك الوقت .. لا أنسى مواقفه الشجاعة في دعمنا اجتماعيًا ورعاية نشاطنا وتشجيعنا، أنا والأخوة من جيلي في مدينة الرفاعي، عندما كنا شبابًا نثير الناس بغربة أفكارنا ومواقفنا الغير تقليدية ومشاكساتنا .. كان الشيخ محمد باقر الناصري لا يتردد في دعمنا، على الرغم من معارضتنا المعلنة لنظام حزب البعث، وحماسنا غير المألوف لأحلامنا التي لا نكتمها.
عبد الجبار الرفاعي